تعرف على طبيعة العلاقات الصينية الأمريكية

كتب: هاني الوزيري

تعرف على طبيعة العلاقات الصينية الأمريكية

تعرف على طبيعة العلاقات الصينية الأمريكية

وصلت الصين لمكانة دولية غير مسبوقة واحتل اقتصادها المرتبة الثانية عالميا بعد الاقتصاد الأمريكي، ما دعم تشعب علاقتها الدولية، وتستعرض "الوطن"، طبيعة علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الماضية.تتسم العلاقات بين الدولتين بأنها مركبة إلى حد بعيد، حيث يعتريها بين الحين والآخر بعض الشد والجذب ارتباطا بالخلافات العديدة في الكثير من الملفات والقضايا، سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي أو الدولي، لا سيما بعد الأزمة المالية العالمية التي ساهمت في وصول الصين لمكانة دولية غير مسبوقة واحتلال اقتصادها المرتبة الثانية عالميا بعد الاقتصاد الأمريكي.وأصبحت علامة فارقة في الصعود الصيني خاصة على المستوى الاقتصادي بعد الدور المحوري الذي لعبته في إخراج العالم من الأزمة الاقتصادية وتحفيز معدلات نمو الاقتصاد العالمي، في الوقت الذي تحاول الولايات المتحدة الخروج من أزمتها الاقتصادية وتراجع معدلات نموها الاقتصادي، الأمر الذي دفع "واشنطن" خاصة بعد تولى الرئيس بارك أوباما، مقاليد الحكم في بداية 2009، إلى انتهاج سياسة تستهدف احتواء هذا الصعود الصيني، من خلال تعزيز علاقاتها الإستراتيجية والعسكرية مع حلفائها في منطقة جنوب وشرق آسيا (الهند واليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا والفلبين وفيتنام)، الأمر الذي كان حاضرا بقوة خلال جولة الرئيس أوباما الأخيرة في المنطقة.كما كان حاضر خلال جولة وزيرة الخارجية الأمريكية في عدد من دول جنوب شرق آسيا، وهي الدول التي يحكم علاقاتها مع الصين قدر من التوتر والحذر من الصعود الصيني في المنطقة، بل تتعدى ذلك بوجود نزاعات إقليمية بينها وبين الصين في بحر الصين الجنوبي أو بحر الصين الشرقي، الأمر الذي يساهم في خلق العديد من المشكلات للصين في محيطها الإقليمي المباشر.على الرغم من تشابك العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والاعتماد المتبادل بين الاقتصادين الأكبر في العالم، وتبرز ملامحها في حجم التبادل التجاري الضخم بين البلدين الذي وصل لنحو 348 مليار دولار خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2010، فضلا عن الاستثمارات الأمريكية الكبيرة في الصين واحتفاظ الصين بثاني أكبر احتياطي من سندات الخزانة الأمريكية في العالم بعد اليابان، إلا أن هناك العديد من القضايا الخلافية الرئيسية بين الجانبين، فيما يلى أهمها:- قضية سعر صرف اليوان- حماية حقوق الملكية الفكرية في الصين- حرية الاستثمار الأجنبي- حرية الإنترنت ونقل وتداول المعلوماتيعكس ما سبق طبيعة العلاقات الصينية الأمريكية، التي تتنازعها اعتبارات التعاون المشترك والاعتماد المتبادل وما تفرضه من أهمية الحفاظ على الحوار والتنسيق في عدد من القضايا والملفات، مثل الملف النووى الإيراني والكوري الشمالي وأفغانستان، الذي ُتوج برفع الحوار الرسمي عال المستوى بين البلدين إلى حوار اقتصادي وإستراتيجي، والحفاظ على تبادل الزيارات الرسمية بينهما بالرغم من الخلافات القائمة بين الجانبين.إلى جانب، اعتبارات تضارب المصالح وما تمليه من بروز لمظاهر الخلاف والتنافس وسعى واشنطن لإضعاف النفوذ الصيني في عدد من المناطق لا سيما في آسيا الوسطى وإفريقيا، والعمل على تقليص نفوذها في إقليمها المباشر وحصره في مياهها الإقليمية، ما يعكس سعي الولايات المتحدة لمنع الصين من اكتساب مزيد من القوة والنفوذ سواء في منطقة جنوب شرق آسيا أو على المستوى العالمي على حساب نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها في هذه المناطق، الأمر الذي يبرز بصورة واضحة في سعيها لتعزيز وجودها العسكري وتكثيف عمليات الاستطلاع البحري والجوي بالقرب من السواحل الصينية، بما يمكنها من السيطرة العسكرية على بحري الصين الجنوبي والشرقي، اللذين يمثلان ممرات بحرية حيوية في منطقتي شرق وجنوب شرق آسيا التي يمر بها أكثر من ثلث تجارة العالم.


مواضيع متعلقة