أردوغان عن المعارك مع "العمال الكردستاني": "سنشهد المزيد من الشهداء"

كتب:  (أ ف ب) -

أردوغان عن المعارك مع "العمال الكردستاني": "سنشهد المزيد من الشهداء"

أردوغان عن المعارك مع "العمال الكردستاني": "سنشهد المزيد من الشهداء"

"يصل نعش جندي يغطيه العلم التركي، يحمله رفاقه على الأكتاف، في حين تبكي الأسرة شهيدها أمام عدسات الكاميرا".. مشهد يتكرر منذ شهر في تركيا، في خسائر بشرية هي الأكثر فداحة في تركيا، منذ توقيع وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة في 2013.

وقتل أكثر من 60 عنصرا من قوات الأمن التركية، في معارك مع متمردي حزب العمال الكردستاني، في رد على "الحرب ضد الإرهاب"، التي أطلقتها أنقرة نهاية يوليو، ولكسب ود الرأي العام مجددا وتحريك المشاعر الوطنية في بلد يشهد تصاعدا لأعمال العنف، تنقل مراسم تشييع هؤلاء "الشهداء" مباشرة على كافة قنوات التليفزيون.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال جنازة أقيمت مؤخرا، إن أسرة الجندي الشاب ستكون مسرورة لأن ابنها توفي شهيدًا، ما أثار غضب معارضيه.

وأضاف أردوغان، أن "الأرض التي حميناها بدماء الشهداء، سترى المزيد من الشهداء"، في إشارة إلى معركة الدردنيل التي أحيت تركيا هذا العام الذكرى المئوية لها، مشيدة بعشرات الآلاف من الجنود الشبان، الذين قتلوا لوقف غزو الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى.

وكان رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، أعلن من جهته أن البلاد مستعدة "للتضحية بأبنائها" لإنجاح الهجوم العسكري، حتى أن السياسة انتقلت إلى النشاطات الرياضية، إذ أدى أعضاء فريق كرة القدم "طربزون سبور"، التحية العسكرية الأسبوع الماضي، في غرفة الملاعب، في حين وصل لاعبو فريق "بشيكتاش" اسطنبول على أرض الملعب، مرتدين قمصانا تمجد الشهداء.

وانتقلت العدوى إلى الجمهور الذي ردد لدقائق بعد الوقوف دقيقة صمت "الشهداء لا يموتون والبلاد لن تنقسم"، ما يثير استياء الأقارب الذين يطرحون تساؤلات حول الخسائر البشرية، وهدف العملية العسكرية، ويهاجمون أكثر وأكثر الوزراء خلال مراسم التشييع.

وبلغت القطيعة بين وزراء حزب "العدالة والتنمية" وأسر الضحايا ذروتها، عندما أعلن وزير الطاقة تانر يلدز الأسبوع الماضي، أنه يريد "أن يموت شهيدا" ما أثار جدلا واسعا، والأسبوع الماضي أجابه اللفتنانت كولونيل محمد الكان، خلال جنازة شقيقه الأصغر، الذي كان برتبة كابتن: "أقول للذين يقولون (أريد أن أستشهد) في حين يجولون في أروقة قصور تحت حراسة 30 مرافقا فليذهبوا إلى الجبهة".

وأضاف الرجل الذي فتح الجيش تحقيقا بحقه: "من قاتله؟ ما سبب موته؟ ماذا حصل للذين كانوا أمس يتحدثون عن حل مع حزب العمال الكردستاني، ولم يعودوا اليوم يتحدثون سوى عن الحرب؟".

وقال الخبير في القضايا الأمنية بالمعهد الاستراتيجي في أنقرة والأستاذ في علم الاجتماع خليل إبراهيم بهار، لوكالة "فرانس برس": "يتساءل الناس ما إذا كان (هؤلاء الشباب) هنا لمحاربة عدو أو أنهم مجرد ضحايا لعبة سياسية".

وتابع رئيس جمعية أسر "الضحايا" محمد جونر: "لا يمكن للأهالي أن يكونوا مسرورين لاستشهاد أبنائهم، الأهالي يشعرون بأن هؤلاء الشباب كانوا دمي بأيدي السياسيين الذين يبدأون أو ينهون حربا بعبارة واحدة".

وأضاف الرجل، الذي قتل والده قبل 30 عاما، عندما كان في صفوف الجيش، "لا أريد أن أضحي بابني من أجل حرب داخلية".

وقال جونر، إنه مقتنع بأن المسؤولين السياسيين لن يوفروا جهدا لوقف العنف، إذا تم إرسال أولادهم إلى الجبهة، وهنا يطرح سؤال الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها "الشهداء"، لأن العديد من الجنود القتلى من أوساط متواضعة، ولا تملك أسرهم مبلغ الـ5500 يورو، لإعفائهم من الخدمة العسكرية الإلزامية، وبمرارة يقول إن "الأغنياء لا يموتون في هذه الحرب".


مواضيع متعلقة