خبيرة روسية:بوتين أعد لهزيمة "داعش" وأتوقع إنهاء مصر وروسيا أزمة سوريا

كتب: محمد البلاسى

خبيرة روسية:بوتين أعد لهزيمة "داعش" وأتوقع إنهاء مصر وروسيا أزمة سوريا

خبيرة روسية:بوتين أعد لهزيمة "داعش" وأتوقع إنهاء مصر وروسيا أزمة سوريا

علاقات الصداقة والشراكة بين مصر وروسيا بدأت منذ القرن الثامن عشر، وبلغت ذروتها فى فترة الخمسينات والستينات، ونتج عنها مشروعات عملاقة مثل السد العالى، ومصنع الحديد والصلب فى حلوان، ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى وغيرها، وتُعتبر الزيارة الحالية للرئيس عبدالفتاح السيسى إلى موسكو انعكاساً قوياً لما تشهده العلاقات المصرية الروسية من تقدم. ويرى البعض أن الزيارة «اقتصادية» بامتياز، حيث ضم الوفد المرافق للرئيس عدداً من وزراء المجموعة الاقتصادية، كما حدث فى زيارة الرئيس الأخيرة إلى ألمانيا، فيما اعتبر آخرون الزيارة بمثابة محاولة مصرية لإنهاء الأزمة السورية ووقف انهيار الدولة السورية، الذى قد يؤدى إلى تقسيم البلاد، ما ينتج عنه تداعيات هائلة على منطقة الشرق الأوسط وعلى الأمن القومى المصرى.

■ ما هى أهم القضايا التى تتوقعين أن تشغل حيزاً فى المباحثات بين «السيسى» و«بوتين»؟- من أهم الموضوعات الشراكة الاقتصادية بين البلدين، فالاقتصاد الروسى فى حالة ركود كبير بسبب الانخفاض فى أسعار البترول والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، كما أن الاقتصاد المصرى يعانى من الركود هو الآخر، وبالتالى فإن التعاون على الصعيد الاقتصادى يُعد أمراً حاسماً للغاية لكلا البلدين. ومن الموضوعات المهمة الأخرى الأوضاع فى سوريا، فالوضع فى سوريا أمر بالغ الأهمية، كما أن موسكو قدمت نفسها كوسيط سلام أيضاً، رغم أن موقف روسيا يسمح للمعارضين لسياسات «بوتين» بانتقاد مواقفه، لأنه يؤيد محاولة إبقاء بشار الأسد فى السلطة، وإضفاء الشرعية على سياسات حكومته، ومن جهة أخرى تحارب روسيا متطرفين فى شمال القوقاز، وقد انضم العديد من المواطنين الروس إلى تنظيم «داعش» ودعوة روسيا للمجتمع الدولى لمحاربة الإرهاب تساعد «بوتين» على إضفاء الشرعية على سياسات معينة قد تأتى فى كثير من الأحيان بنتائج عكسية فى المنطقة التى لم تقترب من تقديم حل حقيقى للمشكلة.

■ ما هى أهمية توقيت زيارة الرئيس السيسى إلى موسكو؟- الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يحاول جاهداً وضع روسيا كلاعب أساسى فى السياسة العالمية والإقليمية وجعلها بلداً لا غنى عنه فى اتخاذ القرارات وكذلك يحاول «بوتين» خلق توازنات مع الغرب. وبالنسبة للعلاقات بين روسيا ومصر على وجه الخصوص، فقد تحسنت بشكل كبير منذ 2013، بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، وذلك فى سياق فتور العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر. وخلال الأشهر الأخيرة، قدمت روسيا نفسها كوسيط سلام فى الأزمة السورية، وبقيت مواقف الدول الغربية غامضة فى ظل عدم رغبتها فى التورط فى الأزمة، وبالتالى سادت حالة من الإحباط بين أصدقاء وحلفاء الدول الغربية فى الشرق الأوسط، وفى ظل تلك الظروف أعد «بوتين» خطة لمواجهة تنظيم «داعش»، نصت على أن الرئيس السورى بشار الأسد حليف مهم فى الحرب ضد الإرهاب وليس مصدراً للمشاكل فى سوريا. أضف إلى ذلك أن «بوتين» يحاول إظهار أنه لا يعانى من عزلة دولية، رغم العقوبات التى فرضها الغرب ضد روسيا بسبب المعارك الدائرة فى شرق أوكرانيا، ولهذا فهو يحاول إظهار أنه زعيم دولى قوى.

{long_qoute_1}

■ هل يمكن أن نرى مبادرة مصرية روسية لإنهاء الحرب فى سوريا، فى ظل النفوذ الروسى فى سوريا وإيران وعلاقات مصر الجيدة مع الدول العربية مثل السعودية والإمارات؟- أعتقد أنه يمكن أن نشهد ذلك، وعندما يتعلق الأمر بقضايا الإرهاب، فإن موقف مصر وروسيا يتفق أو يتشابه مع موقف السعودية والإمارات، وخلال زيارة سابقة إلى موسكو خلال هذا الشهر فشلت السعودية وروسيا فى التوصل إلى اتفاق بشأن مصير «الأسد»، حيث تمسك وزير الخارجية السعودى عادل الجبير بموقف الرياض وهو رحيل «الأسد»، فى حين لا يزال «بوتين» يعمل على حل الأزمة انطلاقاً من أن «الأسد» هو الحل لتلك المشكلة.

{long_qoute_2}

■ يرى بعض الخبراء أن روسيا نجحت فى زيادة نفوذها بين الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة فى المنطقة، هل تتفقين مع أن السياسة الخارجية الروسية حققت مؤخراً تقدماً كبيراً فى الشرق الأوسط؟- يمكن وصف السياسة الروسية فى المنطقة بأنها برجماتية إلى حد كبير، حيث استفاد الروس من الفراغ الذى سببه تراجع النفوذ الغربى فى المنطقة، وأصبحت روسيا قادرة على زيادة نفوذها فى المنطقة، سواء من خلال زيادة التعاون الاقتصادى والنفوذ السياسى، وكان هذا واضحاً بصورة خاصة بالنسبة لدور روسيا فى الأزمة السورية والمفاوضات النووية الإيرانية، وبطبيعة الحال فإن العلاقات بين روسيا ومصر قد تحسنت كثيراً، ومع ذلك، هناك بعض العقبات، وعلى سبيل المثال وقّعت مصر وروسيا صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار فى العام الماضى، وكانت هذه الصفقة الضخمة هى الأكبر منذ سنوات عديدة، ولكن يبدو أنه لم يتم تنفيذها حتى الآن، ربما لوجود مشكلات تتعلق بعملية التمويل. لذلك فإن المسألة هى أن تراجع النفوذ الغربى فى منطقة الشرق الأوسط سمح للنفوذ الروسى بالتزايد فى المنطقة، فى حين أن الغرب يفقد مصداقيته مع الحلفاء التقليديين.

■ من المتوقع أن تشارك روسيا فى بناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر، هل يمكن أن يشكل ذلك البداية لمشروعات ضخمة بين البلدين مثل مشروع بناء السد العالى الذى نفذته مصر فى الستينات بمساعدة الاتحاد السوفيتى؟- أرى أن ذلك يتوقف على قدرة مصر على تمويل المشروع، لكن المثير للاهتمام هو تجاهل الولايات المتحدة احتياجات مصر من الطاقة، وهذا هو ما زاد من رغبة المصريين فى بناء محطة للطاقة النووية، وهو ما دفع مصر إلى إدارة وجهها باتجاه روسيا.


مواضيع متعلقة