لماذا طلبت السعودية تأجيل إقرار بروتكول "القوة العربية المشتركة"؟

كتب: آية الواحي

لماذا طلبت السعودية تأجيل إقرار بروتكول "القوة العربية المشتركة"؟

لماذا طلبت السعودية تأجيل إقرار بروتكول "القوة العربية المشتركة"؟

{left_qoute_2}

 

أعلنت جامعة الدول العربية تأجيل اجتماع وزراء الدفاع والخارجية العرب، لإقرار البروتوكول الخاص بالقوة العربية المشتركة، والذي كان من المقرر انعقاده اليوم بالقاهرة، بعدما تلقت مذكرة من الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية يعرب فيها عن رغبة الحكومة السعودية في تأجيل عقد الاجتماع لموعد يحدد لاحقا.

كما تلقت الجامعة مذكرات من كل من مملكة البحرين ودولة الكويت ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق تؤيد هذا الطلب، وتشاورت الجامعة مع مصر كرئيسة للقمة، وقررت تأجيل الاجتماع.

يقول الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، إن القوة العربية المشتركة لن تتم في المنطقة العربية بسهولة، ستواجهها العديد من الصعوبات، لافتًا إلى أن الفكرة تشبه المبادرة التي أطلقها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لتطهير المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ولكن لا تزال إيران تملكها بل وقد تكون أسلحة نووية.

وأوضح حسين لـ"الوطن"، أن السعودية التي طالبت بتأجيل القمة تخشى من تشكيل القوة العربية وتهيمن عليها دولة عربية بعينها، أو أن تكون أداة لقمع الثورات العربية، موضحًا أن الدول العربية كانت تخشى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الإعلام الآن يصور أن الرئيس السيسي يشبهه في قوته وشعبيته، وأن مصر تعود إلى مكانتها في العالم، كل ذلك يبعث بإشارات مخيفة حول مصر والدول تخشى أن يكون لمصر مسيطرة على القوة العربية المشتركة.

وأكد حسين أن الدول المُطالبة بالتأجيل هي دول هشة ورخوة ومشكوك في شرعيتها، ومن الطبيعي أن يمدوا المناقشات ويأجلوا دراسات البروتوكول، موضحًا أن الدعوة لإنشاء قوة عربية مشتركة هي دعوة جريئة، وستغير من المنطقة تغيرًا جوهريًا، ولذلكم فهي تحارب من داخل وخارج المنطقة العربية.

ولفت حسين، إلى أن أمريكا تحارب الفكرة، وتخشى من أن تستخدم الفكرة ضد إسرائيل، بخاصة في ظل استمرار الدعوات من بعض الدول العربية لمقاطعة أمريكا وما شابه، مضيفًا أن الأنظمة العربية غير مستعدة لأن تكون هناك قوة عربية مشتركة، حيث إنه من الصعب الاتفاق بينهم على تكوين القوة من الأساس بسبب عدم إيضاح بعض الأمور كالممول، والمدرب، والأعراض التي سيتحرك فيها، فالأمر يحتاج إلى دراسة جيدة.

يختلف السفير إبر اهيم يسري وكيل وزارة الخارجية الأسبق مع رأي أستاذ العلاقات الدولية، قائلا إن من اقترح فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة، لم يقرأ ميثاق جامعة الدول العربية، ولا اتفاقية الدفاع المشترك، حيث إنهما يعطيا حق التدخل للدفاع عن أي دولة عربية، متسائلًا عن أسباب تكوين قوة عربية مشتركة "هل هي لتحرير القدس أم ماذا؟".

وأشار يسري لـ"الوطن"، إلى أن الدول التي طالبت بتأجيل اجتماع وزراء خارجية ودفاع الدول العربية للمزيد من التشاور حول البروتوكول، اتفق معها تمامًا، لأن التأجيل قد يكون للسبب قانوني وسياسي، مرجحًا أن التأجيل جاء لأن الفكرة كانت حماسية وسريعة، وغير مبررة، ومن اقترحها لا يعرف ميثاق الجامعة ولا اتفاقية الدفاع المشترك.


مواضيع متعلقة