جولات رئيس الوزراء
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة
ما من إجازة أقضيها فى قريتى، إلا وأعود منها حاملاً كومة مطالب أعرف مسبقاً أننى لن أتمكن من تلبية معظمها، وفى كل مرة أطرح على نفسى سؤالاً لا يتغير: هل هناك شعب آخر فى العالم كله لا يمكنه أن يقضى أى مصلحة حتى لو كانت شديدة البساطة، مثل إلحاق طفل بالمدرسة أو تجديد بطاقة شخصية، إلا إذا ذهب مواطن إلى المسئول حاملاً توصية من صحفى أو عضو مجلس شعب؟!.. وفى كل مرة أتهيأ فيها لقضاء إجازة طويلة فى قريتى، أوطِّن نفسى على قبول هذا الأمر باعتباره من أهم خصوصيات المسألة المصرية، وأحتمل لساعات طويلة أن أستمع إلى مطالب بسيطة جداً، وإلى شكاوى طويلة ومعقدة ما كان لها أن تنشأ لو أن موظفاً راعى ضميره وأنجز ما هو مطلوب منه وفقاً للقانون دون عنت أو ضجر أو تهرُّب من القيام بواجباته.. واعتدت أن أستمع للناس وأُراكِم شكاواهم فى أوراقى وعقلى، على اعتبار أن هذا واجبى قبل أن يكون حقهم.. ولكننى فى هذه المرة عُدت من إجازتى الطويلة بما لم أكن أتخيله، فقد مرَّ المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، خلال جولته الواسعة فى محافظة الدقهلية، بالقرية التى أنتمى إليها، وكان من واجبى أن أكون بين مستقبليه، وأن أستمع بنفسى إلى العديد من المطالب التى انهالت على الرجل فى نفَس واحد، وأن أراقب رد فعله ودرجة اهتمامه، ومدى استيعابه من الأساس لما يسمعه، قاصداً أن أضع هذه الرحلات والجولات المكوكية لرئيس وزراء مصر تحت التقييم، لأننى من الأساس لم أكن من المؤيدين لهذه الجولات، ولا من المتحمسين لقدرة هذا الرجل المدهشة على زيارة عدة أماكن ومشاركته فى اجتماعات وزارية واستقباله لعدة وفود فى يوم واحد، وكنت -وربما ما زلت- أرى أن منصب رئاسة الوزارة أضخم من أن يتم استنفاد مهامه فى مثل هذه الجولات التى يمكن أن يقوم بها المحافظون ووكلاء الوزارات فى الأقاليم وربما رؤساء المدن والأحياء.وفى هذه الزيارة أدهشنى أن أرى مسئولاً رفيع المقام -رئيس وزراء مصر- يقف بين الناس البسطاء، ويستمع إليهم فى صبر، ويستوقفهم لاستجلاء شىء غامض فى الشكوى أو المظلمة، ثم يتوجه بأسئلة إلى المحافظ أو رئيس المدينة أو مسئول الإسكان أو الأوقاف أو الزراعة عن الشكوى، ثم يأمر بحلها على الفور.كثيرون -وأنا منهم- يسألون فى دهشة: إذا كانت كل المشاكل لها حلول.. فلماذا لا تحَل إلا إذا جاء مسئول كبير مثل رئيس الوزراء وأمر بحلها؟.. أنا نفسى كنت على وشك أن أخبط رأسى فى أقرب جدار وأنا أشاهد كبار المسئولين التنفيذيين فى محافظة الدقهلية عاجزين تماماً عن الرد على أى استفسار عن سبب عدم دخول بيارة صرف صحى تم إنشاؤها منذ 16 عاماً إلى الخدمة.. وعن سبب عدم ضم مسجد ضخم إلى وزارة الأوقاف بدلاً من تركه فى أيدى كل من هبَّ ودبَّ من أدعياء الدين.. ولماذا تم علاج هذه المشاكل بكلمة واحدة من رئيس الوزراء؟!والحقيقة أننى توصلت إلى السبب الرئيسى فى كل هذه العذابات التى يكابدها المواطنون فى هذا البلد.. وهو أن المسئول التنفيذى فى الأقاليم لا يجرؤ على اتخاذ قرار مهما كان تافهاً إلا بعد الرجوع إلى مركز القرار فى العاصمة، لكى يؤمِّن نفسه، لكنه قادر دائماً على دفع الناس إلى فعل ما يريدون حتى يظلوا تحت رحمته دائماً، وحتى تظل ماسورة الرشاوى متدفقة نظير السكوت على الحلول التى لجأ إليها الناس.. ولهذا آمنت أخيراً بقيمة هذه الزيارات والجولات التى يقوم بها رئيس الوزراء، وآمنت أخيراً بأن هذا البلد فى حاجة إلى ثورة إدارية عملاقة تكنس هذا الميراث البغيض الذى دأب على تعطيل مصالح الناس، وتنتزع المسئول التنفيذى من مكتبه المريح إلى الشوارع والمصانع والشركات والمستشفيات والغيطان، ليقف بنفسه على مشاكل الناس ويضع حلولاً فورية لها.. وساعتها لن نحتاج إلى كل هذه الجولات التى يقوم بها رئيس وزراء مصر، ليعوِّض بها المواطنين عن تراخى وإهمال المسئول التنفيذى فى محافظات مصر.
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة
- المهندس إبراهيم محلب
- بطاقة شخصية
- بيارة صرف صحى
- ثورة إدارية
- رؤساء المدن والأحياء
- رئيس المدينة
- آمن
- أسئلة