بروفايل| «هبة السويدى» الجرح النازف

كتب: محمد على زيدان

بروفايل| «هبة السويدى» الجرح النازف

بروفايل| «هبة السويدى» الجرح النازف

من عالمها الصغير المكون من أسرتها وبيتها خرجت هبة السويدى للعالم، راحت تتنقل بين أبواب المستشفيات وأسرّة المرضى، فى محاولة لتضميد الجراح المستعصية، آلت على نفسها أن ترعى كل من شارك فى ثورة يناير، خاصة المصابين منهم، هكذا أحبوها، ورفعوها لمرتبة لم يصل إليها أحد من قبل، خاصة بعد أن اختفت تماماً عن الأضواء، حريصة أن تبتعد بعملها عن الشهرة والإعلام، غير أن القدر الذى ساعدها فى الوقوف إلى جوار مئات المصابين من المشاركين فى الثورة، رمى بها فى أتون محنة أو منحة جديدة، ذلك بوفاة ابنها الثانى، بصورة مفاجئة، دون أى مقدمات أو أسباب.هبة هلال السويدى، ابنة عائلة السويدى المعروفة، وزوجة رجل الأعمال أحمد السويدى، لم يكن اسم «هبة» معروفاً لدى قطاع عريض من الناس، فرغم انتمائها إلى عائلة مشهورة، فإنها كانت معزولة عن تلك الشهرة، تعيش بين أعمال خيرية تقوم بها، ومنذ ثورة 25 يناير لم تتوان «هبة» عن علاج مصابى الثورة، وتكفلت بعلاج أكثر من 3 آلاف مصاب فى جميع الأحداث التى لحقت بالثورة، متبرعة بكل ما تملك من وقت ومال لعلاج المصابين.ظهر أمس الأول، استيقظت «هبة» من نومها كعادتها، اتخذت طريقها لغرفة ولدها «إسماعيل» لتوقظه من نومه، نادته فلم يرد، هزته فلم ينتبه، لم تستطع أن تستوعب أن ابنها فارق الحياة، ذهب بعيداً عنها مثلما عاش سنواته الأخيرة للدراسة فى «لندن»، فرَّق الموت بينهما وبين بقية إخوته «عبدالرحمن وخديجة ويحيى»، وهكذا كتب «إسماعيل» السطر الأخير فى سيرته القصيرة.لم تكن وفاة «إسماعيل» هى أولى الصدمات التى لحقت بالسيدة التى عملت دوماً عن تضميد جراح المصابين، فى يوم 30 ديسمبر 2013، فقدت أباها رجل الأعمال المرحوم هلال السويدى، ومن قبله عدداً من مصابى الثورة، التى تحدثت عن أحدهم فى حديث صحفى قائلة «محمود خالد قطب اللى ضربته السيارة الدبلوماسية، كان الأطباء شايفين إنى بنفق أموال على حالة لا أمل فى شفائها، وكنت مصرة على بقائه فى المستشفى، فتخيلت نفسى مكان أمه، فلو كان ابنى كنت سأفعل المستحيل حتى آخر لحظة، لكنه فارق الحياة». «هبة» المولودة فى 22 سبتمبر 1973، التى تشغل رئيس مجلس أمناء مؤسسة «أهل مصر» الخيرية، بدأت فى إنشاء أول مستشفى لعلاج حروق الأطفال فى الشرق الأوسط بسعة 10 آلاف سرير، كما استهدفت مشروعاً يعمل على تأهيل مليون شاب وفقاً لمتطلبات سوق العمل المصرية من خلال برنامج «إعادة التعليم». كانت آخر كلمات كتبتها «هبة» على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى تويتر «أنت تستحق أناساً يحبونك مع كل دقة قلب. أشخاصاً كان يجب عليهم انتهاز الفرصة منذ سنين ليكونوا معك بدلاً من الخوف من المحاولة».


مواضيع متعلقة