حسام البدرى: تحملت الظلم كثيراً.. وتوجنا مجهودنا بأغلى البطولات فى تاريخ الأهلى
حسام البدرى: تحملت الظلم كثيراً.. وتوجنا مجهودنا بأغلى البطولات فى تاريخ الأهلى
مدير فنى مجتهد، يجيد العمل فى صمت، صنع لنفسه مجداً تدريبياً يضعه فى مقدمة المدربين المصريين، تحدى الظروف داخل مصر وخارجها، وفاز بأول لقب أفريقى له كمدير فنى وسابع لقب للأهلى ليضعه ناديه على عرش القارة وصاحب الرقم القياسى.. حسام البدرى ابن الأهلى وصانع أمجاده الجديدة تحدث لـ«الوطن»، بعد ساعات من التتويج باللقب القارى، فى كل ما يخص البطولة، الصعوبات التى واجهته كمدير فنى، انتقاده، التشكيك فى قدراته، هجوم ما بعد لقاء الذهاب، مشاكل الساعات الأخيرة فى رادس، حلم اللعب فى مونديال الأندية.. وأشياء أخرى داخل الحوار.. [Image_2]
* بداية.. مبروك الفوز باللقب الأفريقى للمرة السابعة فى تاريخ الأهلى.. ولللمرة الأولى لك كمدير فنى؟
- شكراً، والحمد لله على توفيقه لنا فى المباراة النهائية بتونس، خاصة أننا بذلنا مجهوداً كبيراً من أجل تلك اللحظة، والحمد لله لم يضع مجهودنا وعرقنا.
* الأهلى قدم مستوى فنياً على أعلى مستوى فى ملعب رادس، فما السر فى ذلك؟
- بالطبع استراتيجية اللعب اختلفت عن لقاء الذهاب، ولكنى أحب أن أوجه الشكر لجميع اللاعبين فى الفريق على المجهود الذى بذلوه من أجل العودة بالكأس الغالية إلى مصر وإهدائها لأرواح شهداء النادى الأهلى. وبالمناسبة، ما لا يعرفه الكثيرون أننى منذ بداية البطولة كنت أتمنى أن نلعب لقاء العودة هنا فى رادس ضد الترجى وأعود بالكأس إلى مصر حتى ننسى ذكرى يد إنيرامو فى نصف نهائى 2010 الذى واجهتنا خلاله صعوبات، والفوز باللقب بهذا الشكل كرم كبير من الله عز وجل.
* البعض يصفك بالمدرب الذى خرج من رحم المعاناة، فكيف تخطيت الصعوبات رغم كل ما تتعرض له من هجوم وانتقادات؟
- الحمد لله، أنا أثق فى نفسى جيداً، وأجتهد قدر المستطاع، ولدىّ معايير معينة، فالإنسان الجيد يعرف كيف يتعامل فى عمله وكيف يخطط لكى ينجح، فأنا لدىّ ثقة وخبرة فى هذا الأمر، والناس أو البعض منهم ينتقد لأسباب كثيرة، فمنهم من يقول إنى صغير جدًا على تدريب النادى الأهلى، ويبدو أنهم يريدون شخصاً «شكله كبير» يدرب الفريق، وهناك بعض الناس لا يحبون الخير لأحد، وبالتالى لا يحبون الخير لى لكنى لا أفكر فى هذا الكلام، أنا أجتهد وأدعو الله أن يكرمنى ويوفقنى، فلقد حققت بطولات مع الأهلى مثل الدورى والسوبر، ووصلت لنهائى الكأس وخرجت من نصف نهائى أفريقيا ظلماً وفزت باللقب الأفريقى حالياً، وفزت بالدورى السودانى مع المريخ، فأى انتقاد يوجه لى؟ لا أعرف، وهناك من يحب الخير لى وهناك من لا يحب لى الخير، وهى طبيعة البشر، وأقول للصنف الأخير «ربنا يهدى».
* كيف تعاملت مع الصعوبات طوال البطولة؟
- بذلنا مجهوداً كبيراً جداً، فى إعداد اللاعبين فنياً وبدنياً ونفسياً، وتنظيم كافة الأمور دون أن يحدث ملل أو تراخٍ، تعبت وباقى أفراد الجهاز الفنى، فى الوصول باللاعبين إلى الفورمة التى تمكنهم من الفوز باللقب القارى.
* على المستوى الشخصى، ماذا تمثل لك البطولة؟
- هى البطولة التى ستظل فى الذاكرة على مدار سنوات طويلة، هى البطولة الأغلى فى تاريخ النادى الأهلى، لأنه رغم كل الظروف الصعبة التى مرت علينا فإننا تجاوزناها جميعاً وتخطينا كل الصعاب وحققنا اللقب الأغلى فى عام لا يوجد فيه نشاط كروى فى مصر، وعلى المستوى الشخصى وضعت صورة الكأس فى غرفتى لتكون دائماً حافزاً للفوز باللقب.[Quote_1]
* البعض أهدى اللقب للترجى بعد لقاء الذهاب ببرج العرب، كيف تعاملت نفسياً مع اللاعبين قبل لقاء العودة؟
- سريعاً قمنا بتأهيل اللاعبين نفسياً وفنياً وبدنياً، وركزنا فى كل تلك الأمور، وكان لدىّ ثقة كبيرة فى لاعبى الأهلى وثقة فى نفسى وثقة فى الجهاز المعاون لى، فلقد اجتهدت كثيراً، وكافأنا الله فى النهاية، حتى اللاعبون فى المحاضرة الأخيرة البعض منهم كان يرغب فى النوم فقلت لهم «ربنا بيكافئ على قد التعب، كل ما تتعب وتجتهد ربنا هيكافأك»، وهم مقتنعون بهذا الكلام، ولديهم قناعة كبيرة بالفكر الذى أتبناه.
* الأهلى ظهر فى لقاء الذهاب بشكل مختلف عن لقاء العودة، لماذا؟
- الوضع لم يتغير كثيراً، لقد لعبنا وسيطرنا على مجريات لقاء الذهاب فى برج العرب لكن التوفيق لم يكن حليفنا وأهدرنا العديد من الفرص بينما سجل الترجى من أول فرصة سنحت له، وعندما خرجت المباراة بالتعادل الإيجابى تجاهل البعض المستوى الذى قدمه الأهلى.[Image_3]
* وكيف كنت تفكر لمباراة العودة برادس؟
- كان من الطبيعى أن يبدأ الترجى مهاجماً على أرضه لكنى باغته بلاعبين رأسى حربة لكى أضعه تحت ضغط مستمر، لذلك لعب الثنائى الهجومى جدو والسيد حمدى دوراً كبيراً فى الضغط على دفاع الفريق التونسى، بالإضافة للكثافة العددية المتمثلة فى خط الوسط عن طريق عبدالله السعيد ووليد سليمان وحسام عاشور وحسام غالى.
* ألم تخشَ من المجازفة الهجومية ضد الترجى على أرضه؟
- بالعكس، فعند مذاكرتى لفريق الترجى على أرضه أيقنت أن وضعه تحت ضغط مستمر يفقده ميزة الاستحواذ، لذلك الضغط الذى نفذناه له عوامل عديدة أهمها أنه يخلق فرص تهديف لنا، ثانيها أنه يفقد المنافس قدرته على الاستحواذ، وبالتالى تحقق ما أردنا.
* وهل توقعت الظهور بهذا الشكل؟
- أعتقد أن الأهلى أدى أفضل ما لديه، وأننا نستحق اللقب لأننا أكثر فريق عانى واجتهد فى هذه البطولة خاصة المباراة النهائية التى قدم فيها لاعبو الأهلى أداء مبهراً لدرجة أننى استمتعت بأدائهم من خارج الخط.[Quote_2]
* ولكن الأهلى فى الشوط الثانى غيّر من طريقة أدائه؟
- هذا طبيعى جداً، فالشوط الثانى كان تكتيكياً بحتاً، خاصة عندما سجلنا الهدف الثانى، فقد كان هدفنا الاستحواذ على الكرة أكبر فترة ممكنة، لذلك أخرجت وليد سليمان المصاب ودفعت بدومينيك ليقوم بنفس مهامه، خاصة أنه سريع، وكذلك دفعت بأبوتريكة للاستحواذ وتهدئة «رتم» الأداء، بجانب أنه يستطيع وضع الكرات البينية لدومينيك فى خلف الدفاع التونسى وهو ما قد كان والحمد لله كنت موفقاً فى إدارة اللقاء وأشكر اللاعبين على جهودهم.
* هل مشاركة يوسف المساكنى أربكت حساباتك؟
- مشاركة المساكنى لم تربك حساباتنا لأننا وضعنا كل الاحتمالات، وبالمناسبة معلول نفسه أكد فى المؤتمر الصحفى قبل المباراة بيوم أن المساكنى لا يتدرب فهل كان يتدرب فى السر مثلاً؟ وأعتقد أنه أخطأ فى الدفع به وأثر على لاعبيه نفسياً بالسلب لأنهم يدركون أنه ليس فى كامل حالته، ومع احترامى الشديد لمعلول وأنه أدرى بلاعبيه، فإنه أخطأ فى الدفع بيوسف المساكنى، فالسيناريو الذى سبق اللقاء كان صعباً.
* وأبرز المشاكل التى واجهتك قبل لقاء رادس؟
- قبل مباراة العودة للنهائى الأفريقى واجهتنى مشكلة وليد سليمان الذى عانى من إصابة فى الركبة ولم يتدرب سوى ثلاثة أيام فقط قبل اللقاء، وكانت هناك احتمالات لعدم مشاركته، لكنى كنت واثقاً فيه وفى أهميته فى المباراة، وبالفعل كان له عامل كبير فى الفوز، أما على المستوى التنظيمى، فكل الأجواء كانت تليق بالنهائى وبأكبر فريقين بالقارة السمراء.
* كيف تعاملت مع انتقادك من الصحف التونسية وأنك لا تفوز أبداً خارج أرضك؟
- لقد قرأت ذلك بالفعل، بل وصل الأمر إلى أن قناة تونسية ذكرت أن خبرة حسام البدرى قليلة، ويبدو أنهم لا يعرفون تاريخى جيداً، فهذه البطولة هى الخامسة لى مع النادى الأهلى، وعندما توليت مهمة تدريب المريخ السودانى حققت معه بطولة الدورى كمدير فنى، بخلاف البطولات التى حصلت عليها وأنا مدرب، وكنت مدرباً للأهلى فى كأس العالم للأندية ثلاثة مرات، فلماذ يكون الظلم حتى فى انتقادى؟ على مدار فترات طويلة كنت أتعرض للظلم وأعمل فى صمت، خاصة أن هذا الظلم كان يحفزنى بشدة على تحقيق الإنجازات.
* ما ردك اليوم على من ينتقدونك؟
- أنا لا أفضّل الرد على أحد، فأنا لدىّ ثقة كبيرة فى نفسى، وبالحسابات، لقد حققت 3 بطولات مع الأهلى فى سنتين وخرجت من الدور قبل النهائى لأفريقيا، وخرجت ظلماً، أنا أثق فى قدراتى بشدة، وكل مدرب له قدرات خاصة فنياً وتنظيمياً وفكرياً وتكون له رؤية مبنية على الخبرة السابقة.
* ماذا عن اللاعبين الكبار فى الفريق وحكاية كبر سنهم؟
- أنا أشكر هؤلاء اللاعبين بجانب زملائهم، فكلهم كانوا عند حسن الظن بهم، بداية من غالى الذى كان مميزاً جداً، وجمعة الذى تفوق على نفسه، وتريكة الذى نزل فى توقيت مهم من المباراة، وكنت أتمنى مشاركة بركات ومتعب، لكن كل مباراة لها حسابات مختلفة، وأنا شخصياً كنت أتمنى الفوز بالبطولة لعدة أسباب، منها هؤلاء اللاعبون الذين بذلوا مجهوداً كبيراً وتعرضوا لظلم يفوق كل الحدود، وأرى الفوز باللقب سيعيد البريق إليهم.[Quote_3]
* وردك على مطالبة البعض باعتزالهم؟
- «كلام فارغ»، فلقد شاهدنا جمعة وغالى وتريكة، فكيف يعتزلون وهم سبب من أسباب الفوز بالبطلولة؟
* هل وضعت خريطة الفريق لمسابقة كأس العالم للأندية باليابان؟
- صراحة لا، فقد كان كل تركيزنا منصباً على بطولة أفريقيا ولم نخطط بعد لليابان، وكل ما أعرفه أن أول لقاء سيكون يوم 9 ديسمبر، وحتى الآن لم أفكر فى الفريق الذى من المفترض أن نواجهه، فكيف نفكر فى شىء لم نكن قد وصلنا إليه من الأساس، لكن نسعى للسفر لليابان يوم 1 ديسمبر لنستعد جيدًا، لأنها المرحلة المقبلة وحان وقت العمل لها.
* هل فوز الأهلى باللقب الأفريقى يساهم فى عودة الدورى؟
- أنا شخصياً أنادى بعودة الدورى وعودة الحياه لطبيعتها فى الكرة المصرية، فأنا متخيل الوضع فى مصر بعد اللقاء مباشرة، حيث كنا نفتقد بعض الأغانى مثل «والله وعملوها الرجالة»، فلم نسمعها منذ فترة طويلة، وكذلك الأغانى الوطنية.
* لقد رفضت الدفع بأحمد شديد حتى كبديل فى لقاء الذهاب ولعبت به أساسياً فى لقاء العودة؟
- أنا أثق جيداً فى قدرات أحمد شديد، وغيابه عن لقاء الذهاب كان بناء على أساس اكتمال صفوف فريق الترجى، وهم مميزون فى الناحية اليمنى فى الظروف الطبيعية بوجود سامح الدربالى وهاريسون أفول والمساكنى، فتخوفت بعض الشىء من الناحية الدفاعية فى هذا الجانب، وفضلت الدفع بشريف عبدالفضيل وهذا لا يقلل من شديد، حيث فضلت الدفع بعبدالفضيل الذى يمتلك القدرات الدفاعية لكن فى رادس كان الشق الهجومى أكثر مع توازن دفاعى ناهيك عن غياب الدربالى وأفول، فكان شديد هو رجل المرحلة، حيث إن كل مباراة لها ظروفها وتفكيرها.