أهالي "كوبري عاشور" يستعدون لتشييع شهيدي الشرطة في "تفجير البحيرة"

كتب: أحمد حفنى

أهالي "كوبري عاشور" يستعدون لتشييع شهيدي الشرطة في "تفجير البحيرة"

أهالي "كوبري عاشور" يستعدون لتشييع شهيدي الشرطة في "تفجير البحيرة"

استشهد شرطيان، وأصيب 24 آخرون، بعد أن فجر إرهابيون أتوبيسا تابعا لمديرية أمن البحيرة، اليوم، أمام عزبة الشريف التابعة لقرية إدفينا برشيد.

وانتقلت قوات الحماية المدنية، برئاسة العميد جمال ياسين إلى مكان الحادث وتبين قيام إرهابيين بزرع قنبلة على حافة ترعة "الجدية" أمام القرية المذكورة، وأثناء مرور أتوبيس يُقل شرطيين، قادم من مدينة دمنهور ومتجه إلى رشيد تم تفجير العبوة الناسفة.


وقال أشرف عبدالقادر، مدير المباحث الجنائية بالبحيرة، لـ"الوطن" إن المجندين هما الرقيب مجاهد عبدالسلام العجمي، 40 عاما، وسامي علي إبراهيم الغرباوي، 35 عاما، مقيمان بمنطقة كوبري عاشور بالمحمودية، وأن 34 فردًا بالشرطة أصيبوا في الحادث الإرهابي، مؤكدًا أن أجهزة البحث الجنائي بالتنسيق وإدارة الأمن الوطني، بإشراف قيادات بوزارة الداخلية، يكثفون جهودهم لضبط مرتكبي الحادث، وأن الجناة دبروا لعملية التفجير بعد تتبع خط سير الأتوبيس الذي يُقل أفراد الشرطة قادم من مدينة دمنهور مرورًا بمركز المحمودية إلى مدينة رشيد.
وتابع "عبدالقادر" أن الإرهاب لن ينال من وحدة وقوة رجال الشرطة، وأن الحادث الغاشم ما هو إلا ضريبة يدفعها رجال الشرطة الأوفياء، فداءًا لتراب هذا الوطن، وعلى الشعب أن يتكاتف ضد كل ما يهدد الوطن، وأن هناك أجهزة على أعلى مستوى تبحث الحادث الإرهابي لكشف مرتكبيه، وعلى المواطنين أن يعاونوا رجال الشرطة بأي معلومات تكشف أي حادث إرهابي.

 

وانتقلت "الوطن" إلى موقع الحادث ورصدت معاينة أجهزة البحث الجنائي والنيابة العامة، وكشف مصدر أن المعاينة الأولية أثبتت قيام مجهولين بزرع عبوة ناسفة تزن حوالي 6 كيلو جرامات، على حافة ترعة "الجدية"، وأثناء سير الأتوبيس ماركة مرسيدس، رقم "2757ب12" خاص بنقل أفراد الشرطة، قادم من دمنهور ومتجه إلى رشيد، أمام عزبة الشريف بإدفينا، فجر إرهابي القنبلة من الجانب الآخر للترعة مستخدما "ريموت كنترول".

وقال شهود عيان لـ"الوطن"، أنهم سمعوا دوي انفجار كبير في الساعة السابعة والنصف صباحًا، وخرجوا مسرعين إلى مصدر الصوت ووجدوا الأتوبيس المذكور، على جانب الطريق وآثار الدخان تتصاعد منه وسمعوا صوت استغاثة من داخل الأتوبيس، وقاموا بالاتصال بالجهات الأمنية التي حضرت إلى محل الحادث.

وأكد مصدر أمني أن البلاغ الأولي أتى بانفجار إطار الأتوبيس، نظرًا لعدم وجود متخصصين بالمنطقة التي شهدت التفجير، وتبين بعد المعاينة أن قنبلة استهدفت الأتوبيس.
وتبين بعد معاينة النيابة أن القنبلة أحدثت حفرة حوالي مترا في مكان الحادث، وأسفرت عن تحطم الجانب الأيمن من الأتوبيس، وكسر الزجاج الجانبي الأيمن والخلفي، فيما عثر على بقايا مسامير صلب و"بلي" حديد في مكان الحادث.


وقال الدكتور علاء الدين عثمان، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، "تلقت مديرية الصحة إخطارًا بالحادث من مستشفى رشيد العام، وتم إيداع جميع المصابين داخل قسم الاستقبال بالمستشفى لتلقي العلاج اللازم، فيما تم نقلت الجثتين لمشرحة مستشفى رشيد العام، لمناظرتهما من قبل النيابة وعرضهما على الطب الشرعي، على أن يتم تسليمهم لأسرهما عصر اليوم، وبين المصابين اثنين في حالة خطرة، وتم نقلهم جميعًا لمستشفى الشرطة.

وانتقل الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة، وهاني المسيري محافظ الإسكندرية، برفقة قيادات مديرية الصحة بالبحيرة، للاطمئنان على صحة المصابين بمستشفى الشرطة، لافتًا إلى أن جميعهم بخير وسيخرجون جميعًا عقب تلقي العلاج اللازم.

وتلقى المصابون الإسعافات الأولية عن طريق أطباء مستشفى رشيد العام وفرق أطباء من المعهد الطبي القومي بدمنهور، ومستشفى كفر الدوار العام ومستشفى إدكو المركزي، وخرجت 7 حالات من مستشفى رشيد، وحولت 27 حالة إلى مستشفى الشرطة بالإسكندرية بعد استقرار حالتهم.
وعلى الجانب الآخر، اتشحت قرية "كوبري عاشور" التابعة لمركز المحمودية بالسواد.

وجلس أهالي الشهدين على مدخل القرية في انتظار الجثمانين لتشييعهما إلى مثواهما الأخير، وأصدرت لجنة الدفاع عن الحريات، بنقابة المحامين بالبحيرة بيانا تشجب فيه الحادث الإرهابي، وتستنكر العنف الذي تنشره الجماعات الإرهابية، كما أرسلت برقية عزاء لمديرية أمن البحيرة تنعي فيها ضحايا الشرطة.


مواضيع متعلقة