نصر سالم لـ«الوطن»: لو أعلنت «ولاية سيناء» كدولة لاعترفت بها «واشنطن»

كتب: محمد مجدى وهدى محمد

نصر سالم لـ«الوطن»: لو أعلنت «ولاية سيناء» كدولة لاعترفت بها «واشنطن»

نصر سالم لـ«الوطن»: لو أعلنت «ولاية سيناء» كدولة لاعترفت بها «واشنطن»

قال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن العمليات الإرهابية فى سيناء تقع فى جزء مساحته ألف كيلومتر من أصل مليون كيلومتر مربع هى مساحة مصر، مؤكداً أن العناصر الإرهابية تستخدم طريقة «حزب الله» اللبنانى فى الاختباء من جنود أجهزتنا الأمنية أسفل منازل مدينة الشيخ زويد عبر «خنادق وأنفاق» محفورة أسفلها.
أضاف «سالم»، فى حوار خاص لـ«الوطن»، أن أعداد الإرهابيين تقل كل يوم عن سابقه، وأن السيناوية بدأوا فى الاستقواء عليهم بسبب ضربات أجهزتنا الأمنية الناجحة، إلا أنه طالب بالحذر بسبب دعم أجهزة مخابراتية ودول كبرى لهم، وإلى نص الحوار:

■ وما موقع إسرائيل مما يحدث فى المنطقة حالياً؟
- لن أرد فى هذا الأمر بتحليل، ولكن بالتقرير الاستراتيجى الإسرائيلى للعام الماضى، الذى تعده المخابرات الإسرائيلية، حينما يقول إن التهديد الوحيد لإسرائيل فى المنطقة هو إيران فقط، وليس القضية الفلسطينية أو مصر لأنهم مشغولون فى أكثر من أمر، وهم يعملون على تغذية الإرهاب كما لم يغذه أحد من قبل؛ فعلم اليقين إسرائيل ضالعة فى الإرهاب الموجود فى مصر.
■ تحدث المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعى عن «ولاية سيناء» وليس عن أرض مصرية.. ما دلالة ذلك فى رأيك؟
- «ده كلام إحنا فاهمينه كويس»؛ فهو يتحدث «وبراءة الأطفال فى عينيه» أنهم ليس لهم علاقة بالإرهاب فى سيناء بل إنهم متخوفون منهم، على الرغم من أنهم من يساعدون الإرهاب لصالح عملية تبادل الأراضى لتكون سيناء الوطن البديل للفلسطينيين لتحل مشكلة فلسطين ويهودية دولة إسرائيل على حساب مصر؛ فلو أعلنت «ولاية سيناء» كدولة ستكون «تل أبيب» و«واشنطن» أول المعترفين بها، وذلك لأنه سيكون هناك اعتراف بدولة إسلامية لتعلن دولة إسرائيل يهوديتها ليتم طرد 2 مليون مواطن لديهم من غير اليهود ليوزعوا فى دول عربية مثل سوريا والأردن، وبعضهم يأتى لسيناء؛ فالإسرائيليون ضالعون بدون شك فى دعم العناصر الإرهابية فى سيناء.
■ وكيف ترى الإرهاب فى سيناء حالياً؟
- الإرهاب الموجود فى سيناء غير الإرهاب الموجود فى «وادى النيل»؛ فسيناء مساحتها 61 كيلومتراً مربعاً، والإرهاب كله محصور فى منطقة لا تتعدى ألف كيلومتر مربع فقط، وهى المنطقة التى وعد «مرسى» الإسرائيليين وحماس بالحصول عليها لإقامة دولة غزة الكبرى، وللعلم هو كان بدأ فى تمهيد الأرض لذلك مع أخذ إجراءات لتنضم الأرض لقطاع غزة، ومنها مثلاً وضع الإخوان لمادة فى الدستور أنه من حق رئيس الدولة تعديل الحدود بشريطة موافقة ثلثى أعضاء مجلس الشعب، وهى مادة أزلناها من الدستور، لكن مصر أزالت هذا الحلم الذى ترى أمريكا أنها حلت مشكلة منطقة الشرق الأوسط به، لكنهم يظنون أن الضغط على مصر سيجعلها توافق على تبادل الأراضى؛ فكل ما يحدث هو تمويل وفكر أمريكى وإسرائيلى بتنفيذ من خارجين على القانون، والمجرمين من الجماعات الإسلامية المتطرفة، وبعض المغرر بهم من أبناء قبائل سيناء وهم ليسوا بكثيرين، وبعض الفلسطينيين.
■ ولماذا لا تتعامل معهم الدولة المصرية إذاً؟!
- لأنهم ليسوا ظاهرين على الأرض أو لهم معسكرات تستهدفهم، لكنهم موجودون «تحت البيوت».
■ كيف ذلك؟!
- هم يستخدمون أسلوب أشبه بالأسلوب الذى يستخدمه «حزب الله» اللبنانى؛ فالشيخ زويد بعيدة عن الحدود بنحو 20 كيلومتراً، إلا أنه يوجد أسفلها أنفاق وخنادق أسفل البيوت يعملون على الاختباء بها، ولو هاجمت أحد المنازل يفجرونها بمن فيها، ونحن لا نريد أن يكون هناك خسائر بين صفوف المدنيين المصريين هناك؛ لذا فإننا نعمل على إخراجهم بـ«عمليات جراحية دقيقة».
■ ولماذا لا تقضى مصر عليهم سريعاً إذاً؟
- «لو عايزين ننهى فى أسبوع هنبدأ تنفيذ (الأرض المحروقة) وسنهجر الأهالى وننهى كل ما يحدث هناك فى أسبوع واحد»، لكننا لا نريد أن «نيجى على أهالينا فى سيناء»؛ فنحن ذاهبون للدفاع عن الأرض ومن عليها من مواطنينا ولسنا دولة احتلال سنهجرهم، ولكنى أؤكد لك أن كل يوم الإرهابيون يقلون، ولا تزيد أعدادهم، كما أن إمكانياتهم تقل، حتى إن السيناوية بدأوا «يستقوون عليهم» بسبب تأثير عملياتنا وضربتنا ضدهم، كما أن من اشنضم لهم من المغرر بهم بدأوا فى «الكفر بأفكارهم»، إلا أن علينا الحذر لأنهم يأخذون دعماً على أعلى مستوى من دول وأجهزة مخابرات كبرى.
■ وما عوامل قوة العناصر الإرهابية فى سيناء ضدنا؟
- عوامل قوة العناصر الإرهابية هى نفس نقاط ضعفنا، وهى مثلاً وجود كتلة بشرية يختبئون وسطها؛ فأنت بالتأكيد لن تمنع «الأكل والشرب» عن مواطنيك فى سيناء؛ لذا فإنهم يندسون بينهم ويأخذون الطعام منهم، بالإضافة لعدة عوامل أخرى، إلا أننى أؤكد أنهم بدأوا فى التناقص بشكل كبير.
■ وما رأيك فى عملية «الأربعاء الأسود» التى تمت بأغلب العناصر الإرهابية فى سيناء؟
- «عملية 1 يوليو» تمثيلية كبيرة؛ فمثلاً هى بدأت فى السابعة إلا خمس دقائق صباحاً ثم وجدت اتصالاً بى من أحد القنوات العربية، وكانت القنوات المصرية «فى سبات عميق»، ولم تمر نصف ساعة على بدأت العملية ليخرج المراسل الخاص بهم ليعلن سقوط «70 قتيلاً»؛ فقلت لهم مستحيل أن نحصر خسائرنا والاشتباكات لا تزال جارية، لكن مراسل تلك الشبكة الإعلامية الكبيرة هو صديق للقيادى الإخوانى محمد البلتاجى، وطالبتهم بأن يعتمدوا على المتحدث العسكرى كمصدر للأخبار، وقلت لهم إن سيناء «شغلى ومنطقتى وممكن أوصفهالك بيت بيت وأنا هنا»، وسألته عن مصدره فى الخبر؛ فقال لى بعد تكرار السؤال إن مصدر المعلومة هو «المخابرات»؛ فرددت عليه «على أساس إنى من البلدية يعنى!»، لكن الله كشف كذبهم، وأعلن المتحدث العسكرى سقوط 17 شهيداً فقط، لكن الكارثة هنا أن من نقل عدد الشهداء فى بداية الأمر كان نقلاً عن تلك القناة، وماينفعش القناة «تسيب دقنها لواحد إخوانى»، فما قاله من معلومات تشعر أنه معد قبل حدوث الحدث من الأساس.


مواضيع متعلقة