عمال نظافة يتسولون «اللقمة والشاى».. والأهالى: ارحمونا

12:02 ص | السبت 22 أغسطس 2015

كان «محمد» يجلس فى شقته الصغيرة بمدينة بدر يشاهد التليفزيون كما اعتاد عند حلول وقت الظهيرة، وفجأة سمع طرقات شديدة على الباب، نهض من مكانه مسرعاً فإذا به يجد أمامه عامل نظافة يطلب نقوداً أو كوب شاى. اندهش «محمد» فى البداية، وسأل عامل النظافة عن تصرفه الغريب فأكد له الأخير أن ما طلبه هو المقابل الوحيد لمهام النظافة التى يقوم بها فى المنطقة. لم يكن الموقف الذى مر به محمد أبومحمود، فى الحى الأول من المجاورة الرابعة، هو الوحيد من نوعه، فالعديد من الشكاوى وردت من سكان المدينة بخصوص ما يفعله عمال نظافة مدينة بدر الذين تم توظيفهم من قبَل جهاز المدينة، فهم يصعدون إلى الشقق المختلفة ويطلبون شاياً أو نقوداً مقابل خدمات النظافة التى يقومون بها.

«محمد» اعتبر أن ما يحدث فساد لا يمكن السكوت عنه: «يعنى فى أى وقت وفى أى لحظة يطلعوا يصحوا الناس اللى نايمة ويقلقوا اللى بيذاكر علشان كوباية شاى أو فلوس، أمال مرتبات إيه اللى بياخدوها؟». حسن مهدى، موظف بقطاع الكهرباء وأحد السكان، قال لـ«الوطن»: «لا نعرف سر ما يقوم به عمال النظافة فى المدينة، وتحدثت معهم أكثر من مرة بأنه لا يجوز ما يقومون به، وبل وعرضت عليهم وظائف بمرتبات مجزية فى أحد المصانع ولكنهم رفضوا مفضلين التسول من على أبواب الشقق السكنية».

محمد الرفاعى، من سكان الحى الثالث، أكد أن سياسة المسكنات لا تنفع فى حل هذه المشكلة: «البعض شايف إنهم زى المتسولين يمكن منحهم المال لمساعدتهم، ولكن أنا بعتبر إن ده شىء خاطئ، يعنى إيه أبقى قاعد فى بيتى وفجأة حد ييجى يخبط عليا وياخد من قوتى وقوت عيالى علشان بس يقوم بمهام عمله.. ده عبث». أما راجح كمال، أحد السكان، فبرر الأمر بأنه يوجد بطالة كثيرة فى مدينة بدر، وهذا هو السبب فى تفاقم المشكلة بالإضافة إلى المرتبات الهزيلة التى يحصل عليها العمال، فلذلك يعمل هو وسكان المدينة على حصر هؤلاء العمال استعداداً لتعيينهم فى إحدى الشركات الكبيرة إذا رغبوا فى ترك عملهم الحالى: «منها نساعدهم إنهم يعيشوا حياة كويسة، ونوقف فكرة الشحاتة المقنّعة اللى بتضر البلد كلها مش المدينة بس». المهندس تامر النمس، أحد أعضاء مجلس أمناء مدينة بدر، أكد أن المشكلة موجودة فى المدينة منذ فترة وسببها تعيين أطفال صغار ورجال كبار سن كعمال نظافة، وبالتالى فإن هؤلاء الأطفال يلجأون إلى المنازل للحصول على طعام، أما كبار السن فيلجأون للعمل فى المحال مقابل الطعام والشراب: «للأسف هذا مخالف للقانون ولكنه يحدث فى المدينة على مستوى كافة الأحياء، وحالياً نحاول حصر هؤلاء العمال لكى نرى كيفية التصرف معهم».