الأهالى: المحطة أنقذتنا من العطش والفشل الكلوى

05:38 ص | الخميس 20 أغسطس 2015

«ممنوع منعاً باتاً دفع أى مقابل مادى للمياه.. المياه فى سبيل الله بدون أى مقابل».. تحذير علقه «خالد زكى» (42 عاماً) صاحب محطة مياه معدنية، على بوابتها الرئيسية الموجودة فى شارع السكة الحديد، ليؤكد الرسالة التى أنشأ من أجلها المحطة كـ«صدقة جارية» على روح والده، الذى توفى قبل ما يقرب من سنة.
«خالد» فكر وقتها، فى طريق يخلد بها ذكرى والده، فلم يجد إلا «محطة المياه»، يقول الرجل: «والدى كان قدوة فى عمل الخير، ولما توفى، كان لازم يكون فى استكمال لخيره حياً أو ميتاً، ولأن عندنا المياه كلها مختلطة مع الصرف وكثيرة الانقطاع، فكرت أن بدل ما نوزع مصاحف أو نضع فلوس فى جامع نشوف حل لمشكلة المياه».
50 ألف جنيه كانت تكلفة بناء محطة المياه، التى تعمل على فترتين، وتستقبل الأهالى من 8 صباحاً حتى 12 ظهراً، ثم فى الفترة الثانية من 6 مساء، وحتى 11 ليلاً، يقول «خالد»: المحطة كانت تخدم فقط أهالى المنطقة، حتى بدأت الموجة الحارة، أصبح مكانها معروفاً للجميع الذين توافدوا من مناطق أخرى للحصول على المياه. شكاوى كثيرة تلقاها الرجل الخمسينى بسبب غلق المحطة فى أوقات الراحة بين الفترتين، إلا أنه رد عليها قائلاً: «بشغل عامل حراسة ولازم يروح يقعد وسط أهله واخترت أوقات الذروة عشان أخدم كل المنطقة.. ومينفعش أسيب المحطة من غير حراسة».
«على الشرقاوى»، أحد أهالى المنطقة أثنى على الفكرة قائلاً: لم أتوقع إن «الدنيا لسة بخير»، وهناك مواطن يفكر فى المصلحة العامة ويرحم الأهالى من تلوث المياه والعطش، مضيفاً: «إحنا بنملى بالجراكن ومحدش بيقولنا كفاية، ولولا المحطة كان زمان الناس ميتة من الفشل الكلوى».