السجون المصرية.. إصلاح وتهذيب أم تدمير وإتلاف؟!
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم
السجين لا حول له ولا قوة ولا يملك من أمره شيئاً، وأمره بيد سجانيه.. قد انقطعت عنه أسباب الحياة واقتربت منه أسباب الضعف والمرض والموت.. والسجناء عموماً أكثر من يصدق فيهم قوله تعالى «لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً».
فحياة المعتقل أو السجين بيد سجانيه.. طعامه وشرابه وعلاجه.. حتى الهواء الذى يتنفسه بيد سجانه، الذى يغلق عليه الهواء بإغلاق باب الزنزانة.
ومعظم السجون شديدة الحراسة بنيت فى فترة التسعينات دون تخطيط أو استراتيجية محددة أو جيدة توازن بين عوامل الأمن والإنسانية.
ويمكنك أن تعد فيها ثمانية أبواب مصفحة ومحمية بالكلاب البوليسية والأسلحة والأبراج والجنود مع الأسلاك الشائكة والمدرعات خارجها.. ورغم ذلك تصر السجون على إغلاق الزنزانة الانفرادية على السجين رغم أنه بينه وبين الباب الرئيسى سبعة أبواب.
وجميع الشبابيك فى السجون بنيت بطريقة سيئة وغير صحية وغير منطقية.. وأخذت أسوأ ما فى السجون الألمانية وتركت كل الأشياء الإيجابية فيها، وتقوم فكرتها على أن السجن مكيف الهواء مركزياً ونحن نقلنا طريقة سجونهم إلى البيئة المصرية التى تختلف تماماً عن الألمانية، فنحن فى منطقة حارة وأحياناً شديدة الحرارة مثل هذا العام.. ودون أى مناطق للتهوية.
ومصيبة السجون المصرية سواء فى بنائها أو فى إدارتها، هى الاهتمام الأول والأخير بالأمن والتأمين دون النظر لأى اعتبارات إنسانية أخرى.. ولو وضعت فيها حيوانات أو فراخ لماتت خلال يومين.. ولكن الله هو الذى يلطف بحياة المصريين بدءاً من طعامهم وشرابهم ومياههم وانتهاء بالسجون وغرف الاحتجاز فى الأقسام.. فمعظم هذه الأشياء فيها من الخلل ما فيها.
وكنت أتعجب حينما أرى فى الزنزانة شباكاً صغيراً كله حديد وسلك يحجز أكثر الهواء والشباك مبنى فى أعلى الزنزانة وليس فى منتصفها، وهذا لا يأتى بأى هواء.. وكنت أقول لنفسى وقتها: هل هناك شباك فى الدنيا كلها يكون بجوار السقف؟
والزنازين كلها فى هذه السجون هى فرن فى الصيف وثلاجة فى الشتاء.. وهذا ليس مجازاً ولكنه حقيقة، وإذا أغلقت هذه السجون كما أغلقت فى التسعينات، وكما هى مغلقة اليوم فإن عدداً لا بأس به من نزلائها يموت موتاً بطيئاً أو حقيقياً.. ففى سجن الوادى الجديد فى منتصف التسعينات كان هناك أكثر من 500 مريض بالدرن ومثلهم بالجرب، ولولا أسطورة الخير التى قادها اللواء خالد خلف الله لتحويله من أسوأ سجون مصر إلى أحسنها بدءاً من 2002، لكانت الكارثة.
والموجة التى مرت بمصر مؤخراً كفيلة بموت الكثير من نزلاء الأقسام والسجون، وخاصة إذا منعت الزيارات وأدوات التهوية.
والغريب أن الرعاية الصحية فى السجون المصرية دائماً تقع صريعة بين دافعين هما الوازع الأمنى والدافع الإنسانى.. والضابط يحاسب ويعاقب دائماً على الأمن ودواعيه وهواجسه ووساوسه.. وكلما زادت الوساوس الأمنية لدى الضابط كلما أصبح ضابطاً محبوباً عند رؤسائه.. ولا يحاسب الضابط أبداً أو يعاقب على التقصير فى الوازع أو الواجب الإنسانى.. فلم يعاقب أبداً ضابط أو طبيب سجن إذا مات سجناء لديه نتيجة الإهمال الطبى باستثناء ما كان يفعله اللواءان أحمد رأفت وخالد خلف الله وأمثالهما، حيث كانوا يعلمون تلاميذهم المواءمة بين الواجب الأمنى والإنسانى فى توازن جيد.
وقد يعاقب الضابط أو الشاويش عقاباً شديداً لو وجد مع سجين كتاباً أو صحيفة أو قلماً أو راديو، إذ حظرت هذه الأشياء فى السجون.. مع أنها أدوات علم وتنوير وتثقيف.
ولعل ما ذكرناه هو بعض الأسباب التى أدت إلى وفاة أربعة محبوسين على ذمة النيابة ولم تصدر عليهم أحكام فى أسبوع واحد منهم د. عصام دربالة والشيخ عزت السلامونى.. ووفاة العشرات من المحبوسين فى الأقسام وهم فى مرحلة اتهام وليست إدانة.. وبعضهم متهم فى قضايا أسرية وعائلية أو فى مشاجرات عادية.
ففى أقل من 10 أيام توفى فى أقسام الشرطة 11 محتجزاً نتيجة سخونة الجو وسوء التهوية وإصابة بعضهم بأمراض مزمنة.
إن مصيبة السجون المصرية أنها تعامل السجناء فى كثير من الأحوال معاملة أسوأ من معاملة البهائم.. ويحضرنى أنه سجن معنا صديق كان يعمل مربياً وتاجراً للبهائم اسمه عادل طرمان.
قال: يا أخى أنا كنت أفتح لبهائمى الحظيرة مرتين كل يوم.. أحدهما فى الصباح والأخرى قرب العصر وأتركها فى الترعة تستحم وتلعب وتأكل وتتشمس.. وهنا يعاملوننا معاملة البهائم فلا نخرج من الزنازين مطلقاً، ولكن «طرمان» أدرك بعدها تحسين السجون الذى لن يدركه هؤلاء الذين ماتوا مثل «دربالة».
وقد حصل «طرمان» على براءة من القضية وهو الآن فى رحاب الله. وكلما مات بعض المحبوسين تذكرت مقولة «طرمان».. فعصام دربالة أصيب مرتين فى السجن بغيبوبة سكر دون اهتمام أو علاجه أو السماح لأهله بشراء العلاج أو شرائه من حسابه فى الأمانات كما كان العرف من قبل.
وهناك مئات المرضى فى السجن على مشارف الموت دون أن يفكر أحد فى إخراجهم، ودون أن يتفكر أحد فى الضرر الذى يصيب الدولة حينما يموت شخص مثل المستشار الخضيرى وهو فى الثمانين أو مهدى عاكف وقد قارب التسعين فى السجن.. فهل هؤلاء وأمثالهم خطر على الأمن القومى.. أليست هناك فضيلة اسمها «العفو».. ألم نقرأ تاريخ الملك حسين فى هذا السياق ونتعلم منه شيئاً.
إننى أثمن إطلاق سراح م. أبوالعلا ماضى لأنه كان مريضاً أيضاً.. ولا يمثل خطراً على الأمن.. بل الإفراج عنه يفيد النظام.
يا قوم إن لم تعاملوا السجناء كبنى آدم فعاملوهم كأسرى، قال الله عنهم «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً».
ألم تسمعوا كيف كان الصحابة يعاملون المشركين الذين أسروهم فى بدر، فقد كانوا يتسابقون فى إكرامهم وإطعامهم وكانوا يقدمونهم على أولادهم فى الطعام من أجل هذه الآية.
وسواء كان «دربالة» وأمثاله مختلفاً أو متفقاً مع النظام فهو مواطن مصرى فى عهدة وسجن الدولة، قد انقطعت عنه أسباب الحياة إلا عن طريقها.. وهو لم يدن فى قضية ولم يمارس عنفاً مسلحاً.. وكل الأربعة الذين ماتوا هذا الأسبوع لم يشاركوا فى عنف أو جريمة ولم تصدر عليهم أحكام.. وكل التهم الموجهة إليهم تهم هزلية لا ترقى لأن يموتوا فى السجون.
يا قوم «ارْحَمُوا مَنْ فِى الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِى السَّمَاءِ».
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم
- أقسام الشرطة
- أمراض مزمنة
- إطلاق سراح
- الأسلاك الشائكة
- الأمن القومى
- الإهمال الطبى
- الباب الرئيسى
- البيئة المصرية
- الرعاية الصحية
- آدم