بعد حريق سنترال العتبة..إجراءات الحماية بالمصرية للاتصالات فريضة غائبة

07:47 ص | الأحد 16 أغسطس 2015

{long_qoute_1}

اعتادت الجهات الحكومية عدم اتخاذ أى إجراءات احترازية لمنع وقوع أى كارثة قد تحدث، وهذا ما تأكد عندما اندلعت النيران فى سنترال العتبة التابع للشركة المصرية للاتصالات بوسط القاهرة، حيث لم تقم الشركة باتخاذ إجراءات احترازية لمنع وقوع الحريق، واختفت كافة إجراءات الأمن الصناعى، عندما اشتعلت النيران فى تمام الساعة الواحدة ليلاً وحتى الساعات الأولى من الصباح، لتلتهم نحو 4 أدوار فى ساعات قليلة، ليخرج رئيس الشركة ويكتفى بالقول إن المبنى مؤمن عليه، وبعد الواقعة أصدر المهندس خالد نجم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات توجيهاته نحو البدء فوراً بإجراء مراجعة شاملة لشبكات تأمين مبانى السنترالات على مستوى الجمهورية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث، وتوزيع العاملين الإداريين على السنترالات المجاورة لسنترال العتبة، موجهاً بضرورة تخفيض أحمال الكهرباء بالسنترال.
ومن جانبه، أعلن الدكتور محمد سالم، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للاتصالات أنه تم تكليف فريق من الشركة المصرية للاتصالات لحصر حجم الخسائر والتلفيات التى نتجت عن الحادث، كما تمت الاستعانة باستشاريين من هندسة عين شمس للاطمئنان على سلامة مبنى السنترال.
وقال «سالم» إن هناك لجنة تم تشكيلها من قيادات الشركة يرأسها المهندس أسامة ياسين، الرئيس التنفيذى للوقوف على الأسباب الحقيقية، موضحاً أن مبنى سنترال الأوبرا مؤمن عليه من إحدى شركات التأمين، مؤكداً أن حريق سنترال الأوبرا لم ينجم عنه أى خسائر بشرية من الموظفين، وأنه تمت مناقشة بعض الموضوعات الخاصة بالحماية المدنية والإطفاء الذاتى وأوصى مجلس إدارة الشركة فى اجتماع سابق بضرورة المضى قدماً فى هذا الأمر رغم أنه سيكلف الشركة ملايين الجنيهات.
وأكد المهندس أسامة ياسين، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذى للشركة أن حادث الحريق لم يؤثر بتاتاً على خدمات الاتصالات فى المنطقة ولم تنقطع الخدمة عن المواطنين، حيث تم استخدام بطاريات بديلة فى أنظمة الاتصال معدة خصيصاً للاستخدام وقت الحريق بدلاً من الكهرباء.
وقال «ياسين» إنه تجدد الحريق على مرتين مساء الخميس، ولكن تم السيطرة عليه وتم ترك عربة مطافئ فى مكان الحادث على مدار الـ24 ساعة تحسباً لنشوب أى حريق مرة أخرى، نافياً أن يكون الحريق قد أثر على أى تعاملات مع عملاء المصرية للاتصالات، وقال إن الشركة لديها «خزنات وشنط معدن» لحفظ المستندات.
وأوضح أن أى عميل لديه شك فى أنه سيضار نتيجة الحريق، فعليه أن يتوجه إلى الجهة التى يتعامل معها ويتأكد أنه لم يضر، مشيراً إلى أن الشركة تعمل بنظام مؤسسى لديه كل الأنظمة التكنولوجية التى تحافظ على كافة البيانات والمستندات.
وأضاف أنه يجرى حالياً تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة خارج أسوار المبنى موضحاً أن المبنى من الداخل غير مراقب بالكاميرات وأنه من غير المعقول أن يتم مراقبة كل غرفة داخل المبنى وأن هذا الأمر معقد ومكلف للغاية.
وتابع أن هناك خطة لتأمين كافة مبانى السنترالات على مستوى الجمهورية ستنتهى الشركة منها بنهاية 2015 وهذا قرار مجلس الإدارة الذى تم تشكيله فى 27 مايو الماضى، مشيراً إلى أن سنترال العتبة عمره قديم وأن الأسلاك الكهربائية الموجودة فى المبنى قديمة أيضاً.
وقال إنه فى مايو الماضى تم عرض الخطة الأمنية على مجلس الإدارة الموسع وذلك عن طريق مدير الأمن بالشركة ونائب مدير الشئون الإدارية وشئون العاملين، مؤكداً أن هناك اهتماماً من قبل مجلس الإدارة للإسراع من تنفيذ الخطة الأمنية التى تم وضعها على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن هناك بعض الأمور خارج إرادة الشركة مثل أن يكون سبب الحريق ماساً كهربائياً، موضحاً أنه بعد الانفجار الذى حدث فى سنترال 6 أكتوبر طالبنا بأن تكون هناك إجراءات قوية للحماية المدنية، والحقيقة أن المختصين بالحماية المدنية فى هذا الأمر كان لديهم أداء عالٍ جداً.
وأشار إلى أنه تسلم أمس السبت تقريراً من جميع رؤساء السنترالات على مستوى الجمهورية لتوضيح مدى تطبيق السلامة والحماية المدنية والأمن الصناعى فى كافة المبانى ووحدات الشركة تقريباً والتى يبلغ عددها حوالى 2000 مبنى على مستوى الجمهورية.
ورفض «ياسين» الإفصاح عن الميزانية التى رصدتها الشركة للحماية المدنية قائلاً هناك ميزانية بالفعل تم رصدها للكاميرات والحراسات وغيرها، ولكنه لن يستطيع الإفصاح عنها.
طالب المهندس محمد أبوقريش، رئيس جمعية مهندسى الاتصالات، الشركة المصرية للاتصالات بالعمل على إيجاد تغيير نوعى وكفاءة إدارات تعمل برد الفعل، وإحداث تغيير نوعى فى إدارة الأزمات بالشركة يختلف عما قامت به الإدارات السابقة، موضحاً أن الأسلوب الذى تتبعه إدارة الأزمات حالياً يعتمد على رد الفعل، وهذا الأسلوب سيزيد الخسائر الناتجة عند حدوث أزمات.
وأضاف أبوقريش أنه يجب تدعيم مركز إدارة الأزمات بالشركة بوسائل التكنولوجيا الحديثة وتدعيم شبكة التواصل الاجتماعى بين مواقع المسئولين لدعم قرارات إدارة الأزمة بالإضافة إلى تدعيم المركز بنظام معلوماتى وحفظ قواعد بيانات الأزمة بالكل مهما كانت هذه البيانات بسيطة وإنشاء نظام للتنبؤ مدعم بنظام لتحليل الأزمات بهدف التمكين من إدارة الأزمة بطريقة تحد من الخسائر.
وأوضح رئيس جمعية مهندسى الاتصالات، أن الظواهر والأزمات مثل الحرائق والزلازل وانهيار المنازل والأعاصير تحدث فى أى مكان فى العالم، لكن الاهتمام بمواجهتها يتفاوت فيما بين المجتمعات الرشيدة وغيرها، وفى البلدان الأقل تطوراً يجرى مواجهة الأزمات عادة برد الفعل.
وأضاف أن السبب وراء مواجهة الأزمات بطريقة رد الفعل يرجع إلى أن الميزانيات الخاصة بإدارة الأزمات داخل الشركات ومؤسسات المجتمع منخفضة، بالإضافة إلى التطوير التكنولوجى لوسائل إدارة الأزمات والتى تمكن المختصين بالإدارة الفعالة للأزمة أبسطها كاميرات المراقبة غير موجودة إلا بالكاد، ودرجة الوعى العام بمواجهة الأزمات منخفضة، ولهذا تتكرر الأزمات بنفس الطريقة التى حدثت بها من قبل، لذلك يجب الخروج من هذه الدائرة بالقصد والإرادة للتغيير بحل المشاكل المذكورة سابقاً ولا يكتفى بمجرد التأمين.