بروفايل| «الفخرانى» «عودة الملك»

كتب: نورهان نصرالله

بروفايل| «الفخرانى» «عودة الملك»

بروفايل| «الفخرانى» «عودة الملك»


بملابس رثة أقرب إلى الشحاذين تدق قدماه خشبة المسرح ذهاباً وإياباً بحيوية شاب فى العشرين، ورصانة ابن السبعين، يعود «الملك لير» إلى خشبة المسرح، ولكن فى عرض جديد «ليلة من ألف ليلة»، سنوات منذ توقف عرض مسرحيته «الملك لير» والتى نالت إشادة النقاد طوال سنين عرضها التى بدأت فى 2001.
الشاب الذى حوّل التمثيل مجرى حياته، وخطفه الحب من زوجته الحالية «لميس جابر» من حلمه القديم بالتخصص فى الطب النفسى، إلى أحد أهم رموز المسرح والسينما والدراما المصرية، حتى بعد غياب سنين عن آخر مرة اعتلى فيها خشبة المسرح فى دور «الملك لير»، عاد «الفخرانى» وقد زهد وتنازل عن 80% من أجره لدعم المسرح.
علاقة الفخرانى بالمسرح بدأت فى سن صغيرة، رغم دخوله فى مجال الدراما التليفزيونية، التى حقق فيها نجاحاً لا يقبل المنافسة، إلا من عدد محدود من نجوم الشاشة الفضية. «فى السنة الدراسية الثانية بكلية الطب دخلت للمرة الأولى كواليس المسرح القومى وعندها رأيت الفنان الكبير عبدالحليم حافظ لأول مرة فى حياتى، ليظل وجدانى متعلقاً بالمكان ورائحته التى اكتشفت فيما بعد أنها رائحة عفن الخشب» يقول عاشق المسرح وأستاذه.
أسباب كثيرة كانت وراء قبول الفنان الكبير العودة للمسرح مرة أخرى بعد ما أعلن عزوفه عن التجارب المسرحية لما تحتاجه من مجهود وإعداد طويل قد يستمر لأعوام، أهمها علاقته بالمسرح التى بدأت ستينات القرن الماضى منذ التحاقه هاوياً بفريق التمثيل فى كلية الطب، والتى شهدت تجاربه الأولى، دفعته إلى بيته من جديد.
رغم تخرجه فى كلية الطب، لم يزاول «الفخرانى» مهنته الأصلية، سوى لفترة قصيرة، ليستبدل الفن بالطب. استطاع صاحب الوجه الدائرى الناصع أن يحافظ على موهبته وإبداعه بعيداً على الانزلاق فى منحدر الابتذال، فكانت القيمة الإبداعية هى الهدف الوحيد أمام الفخرانى فى تجاربه ممزوجة بحرفية شديدة، فكان يتلبسه جن الشخصية التى يقوم بلعبها، فور ارتداء ملابسها فى غرفته خلف كواليس المسرح. الموهبة التى أودعت فى روح «الفخرانى»، أهّلته لأدوار هامة ومحورية فى الأعمال الفنية التى بدأ بها، فبعد غياب بعد دوره فى «الرجل والدخان»، فى 1973، عاد الفخرانى بـ«أبنائى الأعزاء.. شكراً»، وبعد سنوات من التألق، رُشِّح لدور «سليم البدرى» فى أحد أكثر مسلسلات تاريخ الدراما شهرة «ليالى الحلمية»، ثم أدوار البطولة شبه المطلقة فى «نصف ربيع الآخر»، بالإضافة إلى ما يقرب من 100 عمل تتنوع بين التليفزيونى والسينمائى، إلا إنه استطاع أن يحتل المائدة الرمضانية فى الفترة الأخيرة بعد ما ارتبط وجوده بوجدان الجمهور، مثل: «للعدالة وجوه كثيرة»، و«الليل وآخره»، و«سكة الهلالى»، و«يتربى فى عزو»، و«شيخ العرب همام»، و«الخواجة عبدالقادر»، و«دهشة» التى تعتبر آخر أعماله فى رمضان 2014.


مواضيع متعلقة