بالفيديو| "البيت بوكس".. عندما يصبح الفم بديلا لجميع الآلات الموسيقية

02:21 م | السبت 15 أغسطس 2015

ترتفع نغمات البيانو، تصاحبها نغمات أوتار الكمان، ويمتزج معهما مختلف إيقاعات الآلات الموسيقية، وترفع ستائر المسرح، ليبدأ أحد فواحل الموسيقى عرضه الموسيقي المفضل لجمهوره، هكذا كان المشهد قديما في "زمن الفن الجميل"، جمهور عريض في كل حفلة موسيقية، ويقل عدد الجمهور تدريجيا حتى يصبح على وشك الاختفاء، فالموسيقى لم يعد لها رونقها مثلما كان، لكن مع شروق نهار جيل جديد، حاول أن يضع حاتم مصطفى بداية لعهد مختلف، دق باب التجديد وهو شاب تعدى عامه العشرين، قرر الاستغناء عن جميع الآلات الموسيقية، واستبدالها بـ"أصوات ونغمات مصدرها الفم فقط".

"البيت بوكس" يعني فن العزف بالفم، أي أن العازف ينفذ كل الإيقاعات والأصوات بفمه، بدون الاستعانة بأي آلة موسيقية، وتعني كلمة "بيت" الموسيقى، أما "بوكس" فهو شكل المربع، يقول حاتم وهو يشرح نوعية الموسيقى التي يقدمها: "لو عملنا مربع من أول الأنف إلى الحنجرة هيبقى ده البوكس الذي ينشأ منه البيت".

تولد رحلة الفن لحظة اكتشاف الموهبة، وهو ما أكده "الحاتم" حسب ما يناديه جمهوره، "حين كنت صغيرا كنت موهوبًا في تقليد الإيقاعات والأصوات في أفلام الكارتون، وكنت أعشق الموسيقى، وبدأت من 2010 التدريب من خلال الإنترنت، وبدأت عمل حفلات منذ 2011، ومع الوقت الموهبة أصبحت احتراف"، كما كان الحاتم أول من أطلق ألبومًا في مصر والوطن العربي والشرق الأوسط "كله بنغمات الفم"، وحقق نجاحا كبيرا.

يقول حاتم: "الألبوم نجح بعد مجهود سنة كاملة، شارك فيه فنانين أقوياء، مثل زاب ثروت، أسفلت، رامي عصام، أمير يوسف، عفريت، زجزاج، ميرا إمام، وداليا عمر، والموزع الموسيقي هشام وطني، إضافة إلى نوعية الموسيقى المقدمة في الألبوم، والتي تنوعت بين روك، صوفي، هاوس، وراب، إضافة إلى اختلاف المواضيع مثل التحرش والسياسة والأمل".

يلتقط "الحاتم" أطراف حديثه من موهبته ونجاحه إلى أهم المشاكل التي تواجهه وتقف فى سبيل تطوير فنه، "المشاكل التي تواجهني هي عدم وجود دعاية، وشركات الإنتاج تتحمل تكاليف الموسيقى والإستوديوهات والفيديوهات، بدفع لنفسي كل شيء، وهناك صعوبة في توصيل ثقافة موسيقى (البيت بوكس) لكثير من الناس البسيطة في الشارع، إضافة إلى أنه لا يوجد أي شخص قدوة بمصر في هذا المجال ولا يوجد أي أماكن للتعليم والتدريب على هذا النوع من الموسيقى، ولهذا أعتبر أني سلكت طريقي بمفردي".

الموسيقى أرقى الفنون والألوان الأدبية وأقرب للنفس من أي فن اخر، و"حاتم" كان لديه رأي في مستقبل الفن بمصر، قائلًا: "مستقبل الفن يسير في طريق جيد، لكن لابد أن يتم إلقاء الضوء أكثر على أنواع فنون مختلفة ومستقلة أكثر ومتنوعة، ونبتعد عن السوق وندعم الإبداع في الموسيقى المستقلة، كي نرتقي بذوق المستمع، ويجب أن تلمس الأغاني جميع الموضوعات".