بروفايل| ست الحسن.. "هدى سلطان" الرومانسية المتمردة وسيدة الإغراء

كتب: فاطمة مرزوق

بروفايل| ست الحسن.. "هدى سلطان" الرومانسية المتمردة وسيدة الإغراء

بروفايل| ست الحسن.. "هدى سلطان" الرومانسية المتمردة وسيدة الإغراء

"صوتها الدافئ" كان بداية انطلاقها لعالم السينما والمسرح، ملامحها الهادئة وضحكتها الصافية، جعلاها تأسر قلوب الملايين، فهي امرأة متعددة المواهب والشخصيات.

فحين تجتمع "الفتاة الرومانسية، والراقصة المتمردة، وسيدة الإغراء"، يكون النتاج الطبيعي هدى سلطان، "ست الحسن".

"بهيجة حبس عبدالعال الحو"، ولدت في 15 أغسطس 1925، في قرية كفر أبوجندي، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، واشتهرت بـ"هدى سلطان"، وهي شقيقة الفنان محمد فوزي، فكانت تردد أغاني شقيقها الذي أخذ بيدها إلي عالم الفن، ويدربها الملحن أحمد عبدالقادر لتشدوا في فضاء الأغنية العربية. 

بدأت مشوارها الغنائي في القاهرة، ورغم معارضة أهلها، دعمها شقيقها، حتى اكتشفها المخرج نيازي مصطفي، لتظهر في فيلم "ست الحسن" بداية نجاحها، المتسبب في طلاقها من زوجها الأول محمد نجيب، بعد إنجاب طفلتها الأولى "نبيلة" بسبب الغيرة.

ثم تزوجت المنتج والموزع السنيمائي فؤاد الجزايرلي، وفشل زواجهما لنفس السبب، ثم تزوجت فؤاد الأطرش شقيق فريد الأطرش، ثم فريد شوقي الذي عاشت معه 15 عامًا وانجبت منه ابنتيها ناهد ومها، ثم تزوجت بعده المخرج حسن عبدالسلام.

ورغم تعدد زيجاتها، إلا أن أبرز قصص الحب التي عاشتها كانت مع فريد شوقي، فشاركها أول بطولة لها في فيلم "حكم القوي"، الذي شهد بداية تعارفهم، وانتهى بزواجهم في أخر يوم تصوير.

وكانت سلطان تحدثت في حوار قديم للأهرام عن قصة حبها مع شوقي وقالت "رآني أحد المنتجين وعرض عليّ احتكار جهودي الفنية لمدة 3 سنوات لحساب شركته، وذهبت لأستوديو الشركة، ودعاني المنتج لزيارة البلاتوه وقدمني إلى أبطال الفيلم، وكان من بينهم فريد شوقي، لاحظت أنه يختلس النظر إلي بين الحين والآخر وجدت نفسي فجأة أهتم بكل ما يقال عن فريد شوقي بأحاديث زملائه عنه، وبما تنشره الصحف والمجلات، وبأفلامه التي لم يفتني منها فيلم، حتى أرادت الأقدار أن يشترك بأول فيلم أحصل فيه على البطولة المطلقة، وهو "حكم القوي"، كان فرصة ليتقرب كل منا للآخر ونتبادل الحديث عن آلامنا وهمومنا، إلى أن التقت عواطفنا عند نقطة واحدة ولما عرض عليّ الزواج كانت الإجابة أسرع من السؤال، وتزوجنا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم".

قدما معًا أيضًا أكثر من 20 فيلمًا خلال فترة زواجهما، منها "النمرود"، "رصيف نمرة خمسة"، "أبو الدهب كامل"، وشكلا ثنائيًا رائعًا في سماء السنيما المصرية، ما دفع النقاد والجمهور إلى إطلاق لقب "ملك الترسو" علي فريد شوقي.

أما في مجال الغناء، فكانت أغنية "يا ضاربين الودع" التي لحنها شقيقها محمد فوزي، "الجوهرة الخالدة" في  إبداعها الغنائي، وجسدت العديد من الأدوار السنيمائية، كان أشهرها "حميدو"، "جعلوني مجرمًا"، ثم تطور أدائها لتدخل مرحلة النضج السنيمائي في أفلام "السكرية"، "حياتي هي الثمن"، "شيء في صدري"، ثم واصلت عبقريتها وإبداعها في أفلام "عودة الابن الضال"، "تاكسي الغرام"، "فتوات الحسينية".

لم تترك هدى مجالاً للإبداع إلا واقتحمته، فكان لها العديد من الأدوار في الدراما التليفزيونية منها "زينب والعرش"، "أرابيسك"، "الليل وأخره"، " زيزينيا"، "الوتد"، "ليالي الحلمية"، "رد قلبي"، وكان أخر أعمالها مسلسل "سلالة عابد المنشاوي".

كان لخشبة المسرح نصيب من أبداعها، فقدمت الكثير من المسرحيات، كان أبرزها "وداد الغازية"، و"الحرافيش"، و"الملاك الأزرق"، و"بمبة كشر"، و"سيد درويش"، ودعت شاشة السنيما المصرية في 5 يونيو 2006، بمستشفى دار الفؤاد بمصر، عن عمر ناهز 81 عامًا، عقب وفاة ابنتها مها فريد شوقي بنحو 50 يومًا.


مواضيع متعلقة