مصر والكويت.. عندما تكون العلاقات مثالية!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

بروتوكوليا تدعو الدولة - أي دولة في العالم - التي تستضيف قمة - أي قمة - الزعماء والقادة إلى المشاركة فيها من خلال دعوة رسمية لحضورها.. سفير الدولة لدى الدولة المدعوة يمكنه فعل ذلك.. وزير الخارجية في أحيان كثيرة يفعل ذلك.

وقبل يومين كان رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، في الكويت ليدعو أميرها إلى القمة الطارئة في الرابع من مارس القادم.. ومناسبة جيدة في الوقت نفسه لمناقشة سبل دفع العلاقات مع الكويت إلى مزيد من التطوير.. حيث إنها في أفضل حالاتها على الإطلاق لأنها في الأصل جيدة وممتازة على الدوام.

ومنذ استقلال الكويت في التاسع عشر من يونيو من العام ألف وتسعمائة وواحد وستين، مرورا بانضمامها إلى الجامعة العربية فى الشهر التالي مباشرة - وهو ما يعد تأخرا نسبيا - ثم إلى الأمم المتحدة فيما بعد، وبما يعكس مشكلات واجهها البلد العربي الحبيب.

كانت مصر داعمة وبقوة لكل إجراءات الأشقاء هناك لترتيب بلدهم وفق إرادتهم المستقلة دون تدخلات من أحد ودون تحريض من الاستعمار الذي رحل لكنه ظل - أو أراد - يدس أنفه في أمور المنطقة حتى غادرها نهائيا.. وفي المقابل كانت الكويت داعمة لشقيقتها مصر في كل الأزمات وصولا إلى ثورة الشعب ضد عصابة الإخوان في العام 2013!

اليوم الأرقام تتحدث عن نفسها وعن مستوى التعاون.. واستنادا للهيئة العامة للمعلومات المدنية يبلغ عدد المصريين مع إخوانهم بالكويت ما يقدر بستمائة وواحد وسبعين ألفا يشكلون أكثر من عشرين في المئة من عدد غير أبناء الكويت هناك! يحولون لمصر سنويا ما يدور حول ملياري دولار، في المرتبة الثالثة عربيا بعد تحويلات المصريين بالشقيقتين السعودية والإمارات.

وفي مصر تعمل ألف وثلاثمائة شركة كويتية في جميع المجالات من السياحة إلى الصناعة، ومن الإنشاءات إلى الاتصالات، كما يقيم أكثر من ستة آلاف كويتي في مصر للدراسة، في حين زاد عدد السائحين الكويتيين بأكثر من مائة وستين ألف زائر، في حين يزيد إجمالي الاستثمارات الكويتية المستقرة في مصر على عشرين مليار دولار، بينما يدور التبادل التجاري حول الثلاثة مليارات دولار!

نقول ذلك ليس لإثبات قوة العلاقات ومتانتها فقط، رغم مرورنا السريع على ذلك، وإنما لنقول إنّ البلد الشقيق الذي يقدم تجربة رائدة في الديمقراطية وحرية الصحافة بما شجع البعض لمحاولة استغلال ذلك للعبث في هذه العلاقات بين البلدين الشقيقين.

ومن المدهش والطبيعي أن تقتل الهبّة الشعبية الهائلة الفتنة كل مرة وسحق أي دعوات مشابهة للفتنة وهذا يؤكد الوعى الشعبي الهائل بتاريخية العلاقات وجذورها الراسخة فى التربتين المصرية والكويتية ما يستحيل معها إفسادها أو التأثير عليها.

أهلا من الآن بسمو أمير الكويت بالقاهرة بعد أيام.. وأهلا بوفد الكويت.. وأهلا بأبناء الكويت، مقيمين وزائرين وعابرين، في وطنهم الثاني مصر يسبقهم حبهم لمصر ويستقبلهم ويودعهم حبنا لهم!