أصغر قبطان عن فخره بعبور القناة: "الأجانب اتمنوا يكونوا مصريين"

أصغر قبطان عن فخره بعبور القناة: "الأجانب اتمنوا يكونوا مصريين"
- افتتاح القناة الجديدة
- الأكاديمية البحرية
- الاقتصاد المصري
- افتتاح القناة الجديدة
- الأكاديمية البحرية
- الاقتصاد المصري
- افتتاح القناة الجديدة
- الأكاديمية البحرية
- الاقتصاد المصري
- افتتاح القناة الجديدة
- الأكاديمية البحرية
- الاقتصاد المصري
ارتدى زيه الأبيض، وتهيأ للحظة تاريخية حلم بها رغم صعوبة تحقيقها، إلا أن "إرادة المصريين" حققت له حلم العبور كقبطان في قناة السويس الجديدة، ليصبح أصغر قبطان يعبر من القناة الجديدة خلال افتتاحها، القناة التي سجل المصريون بها رقمًا قياسيًا "تاريخيا" جديدًا.. هو القبطان محمد كمال ياسين.
وأعرب القبطان الصغير، في حواره مع "الوطن"، عن مدى فخره وفرحته أمام العالم كله يوم عبوره، وإلى نص الحوار:
* حدثنا عن شعورك كأصغر قبطان يعبر قناة السويس الجديدة؟
- كنت فخور جدًا، وهذه المرة الثانية التي أشعر فيها بالفخر، المرة الأولى عندما انضممت إلى القوات البحرية، وأكثر ما أثار في نفسي العزة يوم العبور هو نظرة الأجانب لنا، شعرت أنهم تمنوا أن يكونوا مصريين في هذه اللحظة، من أجل الفخر والاعتزاز المصرية بقناة السويس الجديدة.
{left_qoute_1}
* من أين انطلقت السفينة التي مررت بها في القناة وإلى أين؟
كان المرور من بورفؤاد إلى الاسماعيلية، وكنت على متن السفينة msc chicago، التي وقفت في أول القناة منتظرة إشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للعبور.
* وما هي رتبتك الحالية؟
- أنا ضابط ثان، عمري 22 عاما، خريج دفعة "75 بحرية".
* حدثنا عن فكرة المرور من القناة بالنسبة للقبطان؟
- أثناء العبور من القناة، يتلقى طاقم السفينة التعليمات من المرشدين المصريين المصاحبين للسفينة لمساعدتها في العبور، ويكون وقتها ممنوع النقاش في الأمر الذي يعطيه المرشد للقبطان.
* ماذا تنتظر بعد افتتاح القناة الجديدة؟
انتظر المنطقة اللوجيستية التي يتم تأسيسها في قناة السويس الجديدة، حيث أعمل في evergreen line، وهو ثاني أكبر خط ملاحي في العالم، وكان لي الشرف أن أكون موجودا على ثالث مركب تعبر القناة الجديدة.
* ما هي المنطقة اللوجستية ودورها؟
- لها دور كبير في ازدهار الاقتصاد المصري في الشحن، وزيادة عدد السفن العابرة في الشحن والتفريغ، من خلال الميناء المحوري ومركز خدمات السفن.
* كيف بدأت يوم الافتتاح؟
- من السويس الساعة 10 صباحا باتجاه القناة، وتوقفنا في بداية القناة منتظرين إشارة الرئيس عبدالفتاح السيسي ببداية الإبحار في القناة بعد الافتتاح، والتأمين كان على درجة عالية جدًا، فالمخابرات والشرطة والجيش كانوا منتشرين في كل مكان لتأمين حفل الافتتاح الكبير، وعندما رأيت القوات البحرية والجوية والجيش، عرفت جيدًا معنى "ادخلوا مصر آمنين".
* انطباعك على عمق القناة.. ومن وجهة نظرك في ماذا ينقصها حتى تكون مشروع لوجيستي كامل بمعنى الكلمة؟
- ينقصه ميناء محوري مثل جبل علي وسنغافورا، وذلك سيزيد الاقتصاد المصري، حيث تفرغ المراكب العملاقة الحاويات للبلاد القريبة من مصر، وتربط المراكب ذات الحمولات الخفيفة الخاصة بكل دولة، مع الميناء لشحن البضائع الخاصة بها.
* ما هو معنى الميناء المحوري؟
- المراكب العملاقة mothers vessels، التي تفرغ في الميناء، الحاويات للبلاد القريبة من مصر، والمراكب ذات الحمولات الخفيفة الخاصة بكل دولة، تربط بالميناء وتشحن البضاعة الخاصة بها.
* ماذا يعني الميناء المحوري.. وما الفارق بينه وبين الموانئ الموجودة في مصر؟
- الميناء المحوري فكرته أن تفرغ كل سفن البضائع العملاقة، كل الشحنات التي ستنقل إلى الدول الموجودة حول مصر، بعدها تأخذ المركب ذات الحمولة الأقل البضائع التي تتبع دولتها، مثل فكرة محور جبل علي.
* إلى أي البلاد سافرت من قبل؟
- بلاد أوربا كلها والشرق الأقصى.
* حدثنا عن عملك كقبطان بحري؟
- طبيعة عمل القبطان البحري ووجوده في البحر لمدة طويلة تعرضه للموت في أي وقت، بداية من اللحظة التي يقترب فيها من اللنش الذي ينقله للسفينة مثلا، وأنا موجود في أي مناورة بحرية معرض لأن المركب "تشحط" في أي وقت، وكما يقال "البحر ما لوش كبير.. يعني لو أنت في وسط المحيط والمركب فيه شيء تطلق نداءات استغاثة، لو كان في مركب قريب منك ممكن يلحقك، أما إذا لم يكن هناك مركب قريب فالموت أقرب ليك من أي حاجة".
* متى كانت أول مرة أبحرت فيها؟
- كانت أيام الأكاديمية بعد العام الدراسي الثاني في التدريب، وكانت من سنغافورا مرورًا بالمحيط الذي مكثنا فيه 70 يومًا على مركب بترول، وكانت حمولتها كبيرة جدًا، ولم يكن بإمكاننا العبور في القناة، لذلك كان طريقنا رأس الرجاء الصالح، وكانت هذه الرحلة من أصعب الرحلات، لأنها كانت الأولى وكانت في أول فصل الشتاء، وشعرنا في هذه الرحلة أن الموت قريب جدًا، لذلك كتب بعض الزملاء وصيتهم، والبعض الآخر سجلها، لأننا كنا معرضين للموت في أي وقت.
* وكيف يختلف الإبحار في قناة السويس عن البحر الواسع؟
- هناك العديد من الأجهزة الحديثة داخل المركب، منها الرادار وجهاز تحديد الأعماق والخريطة، يستخدمها القبطان أثناء الإبحار، وفي قناة السويس الوضع يختلف قليلا، فالمرشدين الموجودين في قناة السويس "حافظين" القناة والأرض الخاصة بالقناة من الأسفل، ويسيروا على الرادارات، ويكون هناك مسافة بين كل سفينة والأخرى ربع ساعة، وبسبب الخبرة لدى المرشدين يعبروا من القناة بكل سهولة.
* وبالنسبة لقائد المركب.. ما هي الأجهزة التي يتابعها؟
- قائد المركب يتابع حركة الملاحة.. وينفذ أوامر المرشد.
* وفي حالة حدوث طوارئ في السفينة داخل المجرى الملاحي؟
- داخل قناة السويس يوجد محطات بطول القناة، في حال حدوث شيء تبلغ المركب عنه، ووقت العبور من أمامها، وإذا حدث أي عطل في السفينة تبلغ مكتب التحركات، إلى جانب وجود "تاج" وهو لنش بحري صغير مصاحب للمركب وفي حالة الطوارئ يعمل على دفع وسحب السفينة.
* هذا بالنسبة لقناة السويس وإذا كنت في المحيط مثلا؟
- في المحيط الوضع يختلف، إذا لم يكن هناك سفينة أخرى قريبة منك الموت يكون أقرب إليك، لأنه لا يوجد بلاد حولك لإرسال استغاثة، وإذا هناك مركب أخرى ترسل له استغاثة.
* أنواع السفن التي من الممكن عبورها في القناة؟
- كل أنواع السفن الآن تستطيع العبور في القناة، في المرة الأولى لإبحاري لم تكن القناة بهذا العمق، لذلك سلكنا طريق رأس الرجاء الصالح، أما الآن فبإمكاننا العبور منها بعد تعميقها بالكراكات، ويمكننا التطوير في هذا المجال عن طريق الاهتمام بخريجي الأكاديمية البحرية في مجال النقل البحري، وتشجيعهم في المشاريع الجديدة، كما أريد إرسال تهنئة للقوات المسلحة على ميناء "بدر"، وهي ميناء عظيمة ستأتي بالخير لمصر.
* هل تختلف الأجهزة الملاحية من مركب لأخر؟
- بالطبع.. كل مركب تختلف، لكن النظم الملاحية تلزم بوجود القبطان، وأن يكون على دراية كاملة بكل الأجهزة، بخاصة قراءة الخريطة، وإذا كان الرادار "فاصل" لأي سبب، لن نستطيع معرفة الطريق إلا من خلال الفلكية.
- أين تعمل.. وماذا تريد أن تصبح؟
أنا أعمل في خط "جرين لاين"، وهذا شرف لي أن أعمل في ثاني أكبر خط ملاحي في العالم، وهذا الخط يمتلك 174 مركب وشركة شحن وأحلم أن أكون وزيرًا للنقل البحري.
* وما هي المشاريع المنتظرة في قناة السويس الجديدة؟
سيتم عمل مصنع حاويات وصيانة سفن، وأيضًا منطقة لوجيستية كبيرة، ما يؤدي إلى زيادة اقتصاد مصر بصورة كبيرة.