تعددت الضحايا وطريقة الدفن واحدة.. الأصل والصورة في جرائم سفاحي الجيزة والمعمورة

تعددت الضحايا وطريقة الدفن واحدة.. الأصل والصورة في جرائم سفاحي الجيزة والمعمورة
قبل 4 سنوات من الآن، وتحديدا في نوفمبر 2021 كانت بداية عن سفاح الجيزة، قذافي فراج، محاميا، كان محبوس داخل سجن الحضرة بالإسكندرية، التحقيقات أكدت أنّ سفاح الجيزة محبوس على خلفية واقعة سرقة وكان ينتحل صفة صديق له يدعى رضا، قتله ودفنه في شقة بمنطقة بولاق الدكرور بالجيزة عام 2018.
الصدفة كشفت عن سفاح الجيزة، بعد أن توجهت أسرة صديقه «رضا» إلى السجن لزيارة ابنهما المتغيب منذ قرابة 7 سنوات آنذاك، ليكتشفوا أنّه قذافي صديقه وليس ابنهم رضا، وكان ذلك بداية الكشف عن جرائم سفاح الجيزة.
حكايات سفاح الجيزة لم تنتهِ، طريقة ارتكابه للوقائع، وطريقة اصطياد ضحاياه ودفنهم، رغم سجنه منذ 2021، فقبل أيام قليلة وتحديدا يوم 14 فبراير الجاري، ظهرت نسخة جديدة من سفاح الجيزة، وهو «نصرالدين» ويعمل محاميا، قتل 3 أشخاص ودفنهم بنفس طريقة سفاح الجيزة، وأطلق رواد السوشيال ميديا ووسائل الإعلام على نصرالدين، لقب «سفاح المعمورة»، فماذا عن بداية كشف جرائم سفاح المعمورة؟ وماذا عن أوجه الشبه بينه وبين سفاح الجيزة؟ ومن هما ضحايا نصرالدين سفاح المعمورة؟.. تفاصيل كثيرة جاءت من وقائع التحقيقات والتحريات وأقوال الشهود والجيران كما يلي.
بداية الخط
يوم الخميس الماضي، كان هناك لقاء جمع بين نصرالدين المعروف بسفاح المعمورة، وصديقته داخل شقة سكنية مستأجرها السفاح في منطقة المعمورة التابعة لحي المنتزة بالإسكندرية، في عقار بشارع مدرسة مي زيادة، الشقة تقع الطابق الأولى في عقار مكون من 5 طوابق، اللقاء كان عاطفيا، لكنه كشف الوجه الآخر لسفاح الجيزة، كشف عن جرائم نصرالدين، حدثت مشادة بين نصرالدين وصديقاته، واستدعت الأخيرة آخرين، وتشاجروا بعد أن اعتقدوا أنّ نصرالدين لديه تمثال أثري في الغرف المغلقة داخل الشقة، لكنهم فوجئوا بجثة مدفونة.
ارتبكوا جميعا وتعالت أصوات الشجار بين نصرالدين وصديقته وأقاربها، ما دفع أحد الجيران للاتصال بشرطة النجدة، وعلى الفور توجهت قوة أمنية من مباحث قسم شرطة المنتزه إلى مكان البلاغ، وفور طرق الضابط باب الشقة والدخول ظهرت علامات الارتباك على الجميع، ودون مقدمات أخبرته صديقة السفاح أنّ هناك جثة مدفونة في الشقة، وكانت بداية كشف لغز سفاح المعمورة، وكأن السيناريو يتكرر مرة أخرى، نفس الصدفة التي كشفت على سفاح الجيزة، أثناء توجه أسرة مهندس يدعى رضا، لزيارته في سجن الحضرة بالإسكندرية، وتفاجأوا بأنّه قذافي صديق ابنهم.
كانت تلك الصدفة بداية الكشف عن جرائم سفاح الجيزة، قتل صديقه رضا ودفنه وانتحل صفته طمعا في أمواله، واعترف في جلسة تحقيق بقتل زوجته بسبب خلافات بينهما ودفنها بجوار جثمان صديقه، فماذا عن الجثة التي في شقة سفاح المعمورة؟
بعد أن عثر الضابط والقوة المرافقة له على جثة داخل شقة نصرالدين، أبلغ القيادات والنيابة العامة، وبسرعة توالت الأحداث، وحضر محقق النيابة وفرضت القوات كردونا أمنيا حول مسرح الجريمة، وبمناقشة سفاح المعمورة عن هوية الجثة، أكد أمام المحقق أنّ الجثة لزوجته غير الرسمية، وأنّه قتلها بسبب خلافات بينهما وحفر لها مقبرة أسمنتية بعمق 80 سم ودفنها.
لم تنتهِ المناقشة، واستخرج العمال جثة أخرى، اعترف نصرالدين، أنّ الجثة الثانية لموكله كانت لديه، وقتلها بنفس الطريقة ودفنها بجوار جثمان زوجته للاستيلاء على 500 ألف جنيه منها.
وتشابهت طريقة قتله ودفنه للجثث، بطريقة ودوافع سفاح الجيزة لقتل زوجته وصديقه الذي كان موكله هو الآخر، فماذا عن الجثة الثالثة لسفاح الجيزة، وسفاح المعمورة، والتي كانت في نفس المنطقة كانت على بعد أمتار؟
منطقة العصافرة – الجثة الثالثة
في يناير 2018 بمنطقة العصافرة، أنهى قذافي فراج المعروف بسفاح الجيزة، حياة فتاة تدعى ياسمين صاحبة مكتبة بالمنطقة، ودفنها في مقبرة داخل مخزن في إحدى الشقق السكنية بالطابق الأرضي بمنطقة العصافرة بالإسكندرية، بسبب خلافات مالية بينهما، وعندما سأله المحقق: «ألم يكن بإمكانك حل الخلاف دون إزهاق روح المجني عليها؟»، أجاب سفاح الجيزة بهدوء وثابت: «أنا قتلت 3 مرات قبل كده، وكان بالنسبة لي ده الحل اللي أقدر أعمله».
ما جاء على لسان سفاح الجيزة، كرره سفاح المعمورة نصرالدين، أثناء مثوله أمام المحقق في مقر نيابة المنتزه التي خضع فيها سفاح الجيزة للتحقيق قبل 4 سنوات، عن قتله لصديقه ودفنه في شقة استأجرها المتهم نصرالدين في منطقة العصافرة، حيث سأله آنذاك: «ألم يكن بإمكانك حل ذلك الخلاف دون إزهاق روح المجني عليه؟»، أجاب سفاح المعمورة نفس إجابة سفاح الجيزة، وكأنّه مشهد في فيلم سينمائي: «أنا قتلت قبل كده وكان بالنسبة لي ده الحل اللي أقدر أعمله».
ملف سفاح المعمورة، على مكتب المحامى العام الأول لنيابات المنتزة، ولا تزال التحقيقات متواصلة والمفاجأت تظهر في جرائم سفاح المعمورة.