ليست معارضة وليست وطنية

لؤي الخطيب

لؤي الخطيب

كاتب صحفي

من أهم تداعيات الأحداث الجارية إدراك المواطن المصري، بالوقائع والتصرفات، مدى الارتباط بين الإعلام الإخواني ولجانه، والإعلام الإسرائيلي ولجانه، ارتباط مذهل في تناغمه، مُخزٍ في انحطاطه وتجاوزه كل الحدود!

لنحو ما يقرب من 10 سنوات، كنا نقول إن إعلام الإخوان هو حفنة من الجواسيس، شكَّلوا أبواقاً معادية، ترعاها أجهزة أجنبية، وهو أمر استقر في عقول الغالبية العظمى من المصريين الذين يرفضون بالفطرة أي طرح عن «معارضة في الخارج»، فضلاً عن أن تكون أبواقاً محرضة.

لكن ما يحدث الآن مختلف تماماً، فالأمر لم يقتصر على التحريض أو تبنِّي أجندات معادية، بل الخدمة المباشرة للأجندات الإسرائيلية، فبينما مصر تقف ضد مخطط التهجير بمنتهى الصلابة، يقف الإخوان وإعلامهم ضد مصر بمنتهى الخسّة.

يهاجمون القيادة، يسيئون للجيش، يشنون كل أشكال الحروب النفسية ضد المصريين، وفضلاً عمّا سبق يمارسون عملهم اليومي المعتاد عبر التشكيك في كل شيء، ومحاولة تشويه أي موقف مصري.

منذ 10 سنوات، يحاول المطاريد زرع فكرة «المعارضة الوطنية في الخارج»، أملاً في إقناع المصريين بوطنيتهم وحرصهم على مصر، حتى رغم خلافهم مع الرئيس أو النظام السياسي، لم تنطلِ هذه الخدعة إطلاقاً على المصريين، لكنها أصبحت الآن نكتة بكل المقاييس، فأي وطنية تلك التي يمكن أن يتحلى بها من يقف ضد وطنه في ظروف كهذه؟

أصبح واضحاً تماماً هذا التحالف الإخواني الإسرائيلي، وبغضِّ النظر عمّا إذا كان التشغيل مباشراً أو عبر وسيط مشترك، لكن المسار لا يخرج عن الآتي: الإعلام الإسرائيلي يبدأ الكذبة بالعبرية، فتتولى كتائب الإخوان الإعلامية ترويجها باللغة العربية، ولا يستحون أبداً من الحديث عن مصداقية الإعلام الإسرائيلي مع الطعن والتشكيك في كل ما هو مصري.

الآن، بات المواطن المصري يرى بنفسه عمالتهم وخيانتهم صوتاً وصورة، ليس استنتاجاً ولا تحليلاً، بل واقعاً.

سيقف التاريخ طويلاً أمام هذه الخيانة تحديداً، فليست كلها من أجل المال، وإنما منهم من بدأ رحلته بأيدولوجية أعمته عمّا سواها، وجعلته يعادي بلاده -التي يُفترض أنها كذلك- ثم قادته إلى أحقر صور الخيانة!