الفلسطيني كأشجار الزيتون

صدق الناشط السياسي الفلسطيني خيري حنون: «شعبنا كأشجار الزيتون باقٍ في أرضه ولن يُقتلع منها، فإرادتي رمز التحدي»، مئات المذابح الإسرائيلية للشعب الفلسطيني لم تنجح في اقتلاع هذا الشعب من أرضه.

الفنان البولندي إيغور دوبرولسكي جسّد معاناة الفلسطينيين والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، فجلس مكبَّل اليدين وحافي القدمين وسط الثلوج في برلين، والمارة يشاهدونه في هذا الوضع المأساوي.

تحية لهذا الفنان الإنسان الذي دافع عن الإنسان الفلسطيني رغم اختلاف العرق والدين والجنس وبُعد المسافات، تحية للأحرار في كل مكان.

«إن الاستيلاء على غزة معناه الاستيلاء على طور سيناء، ومعناه إبقاء مصر في مهب العواصف»، هكذا قال الشيخ محمد الغزالي منذ ربع قرن.

أي موقف عربي موحد وكامل سيجبر الرئيس الأمريكي على التراجع، العرب لديهم الكثير من القوى الاستراتيجية التي نضغط بها على الغرب لكي يعدل موقفه من قضية العرب والمسلمين الأولى «قضية فلسطين».

وقد أجبرت كندا والدنمارك والمكسيك والصين وجنوب أفريقيا الرئيس الأمريكي على التراجع عن الكثير من أطروحاته وطموحاته، والعرب أقوى منهم.

وعود إسرائيل كالسراب، ويصدق فيها قوله تعالى «أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدا نَّبَذه فَرِيقٌ مِّنْهُم».

قال الجراح البريطاني «نظام محمود» الذي تطوَّع فترة في مستشفيات غزة أثناء العدوان الإسرائيلي: «مستشفيات غزة تحتاج عشر سنوات لتعويض الشهداء من الطواقم الطبية، فقد كنا نفتقر لكل شيء، نفد الشاش والقفازات المعقمة، كنا نحتاج للقسطرة جدا، إعادة كفاءة القطاع الطبي في غزة تحتاج لسنوات من الجهد والأموال والتدريب وفتح المجال لدخول الأطباء المتطوعين من كل البلاد».

أكثر من 350 حاخاما أمريكيا يعارضون مقترح الرئيس الأمريكي العجيب بتهجير الفلسطينيين، وقد نشروا ذلك في إعلان على صحيفة نيويورك تايمز بعنوان «الشعب اليهودي يقول: لا.. للتطهير العرقي في غزة».

سبحان الله «إن الله ينصر هذا الدين بالرجل الكافر»، أي غير المسلم، فمن اليهود كثيرون ضد تصرفات إسرائيل، وضد عدوانها.

تداول نشطاء التواصل الاجتماعي صورة فرحة أطفال مصريين بإحدى مناطق الجيزة وهم يودعون قافلة مساعدات دشنها الأهالي لغزة، الجميل أن معظم المحافظات في مصر تجهز قوافل مساعدات أهلية يودعها الأهالى حتى حدود المحافظة، وصدق وزير الخارجية المصري حينما قال إنّ 70% من المساعدات الإنسانية والطبية الذاهبة لغزة كانت من مصر، فمصر رغم ظروفها الاقتصادية إلا أنّ حكومتها وشعبها من أكثر البلاد تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، وكل من جاء إلى مصر من بلاد أخرى وجد فيها الكرم والجود.

مصر العروبة سخية دوما.

جاء العراقيون فأُكرموا، السوريون فسعدوا بمصر، وجاء السودانيون فرحبت بهم مصر.

لقد تقاسم المصريون مع ضيوفهم اللقمة والكفاح وأكرموهم، أعرف أطباء ومدرسين وتجار لم يتقاضوا شيئا من السوريين منذ قدومهم وحتى بعد أن تحسنت حالاتهم، ولقد دعت السيدة زينب «رضي الله عنها» لأهل مصر قائلة «يا أهل مصر نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله».

قام المستوطنون الإسرائيليون بتسميم مواشي فلسطينيين في بعض القرى في الضفة الغربية، منتهى الإجرام مع الوقاحة، حتى الحيوان النافع لم يسلم من أذاهم.

قبضوا عليه في مستشفي الشفاء، كان مريضا وقتها، ظلوا يضربونه ويعذبونه لأيام، التهبت ساقه، قاموا ببترها في السجون الإسرائيلية، عندما خرج من الأسر في صفقة التبادل السادسة ظل يبكي تارة، ويهلل تارة، ويُكبِّر أخرى غير مصدق أنّ المئات من أهل غزة سيستقبلونه، أخذ يردد «أوهمونا في السجون الإسرائيلية أن غزة قد انتهت» واليوم لا أصدق عيني وأنا أرى هذه الحشود التي تستقبلنا، الحمد لله الحمد لله، مواقف تهز القلوب وتدل على قوة هذا الشعب العظيم.

أجبرت إسرائيل الأسرى الفلسطينيين المحرَّرين في صفقة التبادل الأخيرة على ارتداء ملابس وضعت عليها نجمة داود وكُتب عليها «لن ننسى، لن نغفر» فما كان من الأسرى إلا أنّهم خلعوها وداسوا على نجمة داود بالأقدام ثم أشعلوا النار فيها، كأبلغ رد على إجبارهم على هذه الملابس والشعارات العنصرية.

عندما تطلب شيئا من أحد من البشر فيطمئنك بقوله: «عينيا لك» فإنك تسعد بذلك وتفرح، ولك أن تتخيل أن الله يقول لك عند محنتك وشدتك «وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ». ما أكرمك يا رب وما أرحمك بعبادك.