اليوم العالمي لمكافحة السمنة جرس إنذار لصحة البشرية
مطلع الشهر القادم وتحديدا في الرابع من مارس، يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة السمنة، ومنذ عام 2020، كان الاحتفال بهذا اليوم يُقام سابقا في 11 أكتوبر من كل عام، ولكن تم تغيير الموعد من قِبل الاتحاد العالمي للسمنة لتوحيد موعد الاحتفال به عالميا، بهدف تسليط الضوء بشكل أكبر على الحد من السمنة.
وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى خطورة السمنة التي يعاني منها أكثر من نصف النساء (53%) ونصف الرجال (45%) تقريبا، إضافة إلى 8% من الأطفال والمراهقين فى سن المدرسة.
وتُعد هذه النسب مثيرة للقلق، حيث يعاني 20.5% من الأشخاص من زيادة الوزن.
كما تؤدي إلى وفاة 2.8 مليون شخص سنويا وإذا لم تُتخذ أي إجراءات لمعالجة السمنة، فمن المتوقع أن تزداد هذه المعدلات.
وبحلول عام 2035، من المتوقع أن تؤثر السمنة على أكثر من 1.9 مليار شخص على مستوى العالم، أي ما يعادل حوالي 25% من سكان العالم.
وتشمل هذه التوقعات ارتفاعا كبيرا في معدل سمنة الأطفال بنسبة تصل إلى 100%، إضافة إلى أثر اقتصادي يقدر بنحو 4.32 تريليون دولار أمريكي نتيجة العواقب الصحية المرتبطة بالسمنة.
يتزامن اليوم العالمي للسمنة هذا العام مع شهر رمضان المبارك. وتوفر فترة الصيام اليومية، الممتدة من الفجر إلى غروب الشمس، فرصة حقيقية في إعادة ترتيب علاقة الإنسان بالطعام، واكتساب عادات صحية قد تؤدى إلى فقدان الوزن المنتظم، ومن ثَم تحسين الصحة العامة.
وتشير البحوث الطبية إلى أنّ الصيام يمكن أن يؤثر إيجابيا على الصحة، بما في ذلك تعزيز الجهاز الهضمي وتحسين كفاءته.
كما يمكن أن يساعد على ضبط مستويات الدهون والسكر في الدم، ما يؤدي إلى خفض ضغط الدم والكوليسترول وتحسين صحة القلب، ولكن بشروط أهمها تغيير العادات الغذائية في شهر رمضان، والذي يلتهم فيه الصائم كميات إضافية من الكنافة والقطايف وقمر الدين والأكل المسبك، وكأن هذا الشهر الفضيل للطعام وليس للصوم ويصبح للأسف أخطر شهور العام على الصحة.
يجب أن نتذكر أيضا أنّ شهر رمضان الكريم هو شهر البر والتقوى والتوبة.
ونخص بالذكر هنا شركات الأدوية التي تطرح في الأسواق مستحضرات تدّعي أنّها قادرة على القضاء على السمنة وخفض الوزن بشكل ملحوظ، وإعطاء قوام متناسق للجسم.
هذه الادعاءات بالطبع خرافات، وتعلم جيدا شركات الأدوية أنّها خداع لا يمت للطب بصلة، وإنما هي محاولة لابتزاز الأشخاص الناقمين على مظهرهم والراغبين في تحسين شكلهم العام والتخلص من الوزن الزائد.
فهل تراعي هذه الشركات القواعد المهنية وتعود إلى الصواب؟
وفي النهاية، تبقى كلمة، اتخذت هذه الشركات من القنوات الفضائية منبرا لها لبث سمومها.
ونشاهد العديد من القنوات تخصص برامج للدعاية لهذه المستحضرات، حيث تقوم المذيعة طوال فترة البرنامج بالترويج لقدرات وهمية لهذه المستحضرات، مستخدمة صورا مليئة بالخدع التصويرية لأشخاص يزعمون أنهم فقدوا أوزانهم بشكل كبير.
وللأسف الشديد، يقع الكثيرون فريسة لهذا الجهل، والدجل.