سامي عبدالراضي يكتب:لا تمرض في مصر..مأساة زوجة وابن زميلنا خالد فهمي

سامي عبدالراضي يكتب:لا تمرض في مصر..مأساة زوجة وابن زميلنا خالد فهمي
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل
هل مررت على المستشفيات في بلدنا الجميل؟ هل طاوعك قلبك أن تتجول وتزور مرضى وتجلس إلى جوارهم؟ هل رضيت أن تتحاور مع ممرض أو ممرضة أو طبيب وتقول له: "والنبي الحق المريض هيموت"؟ هل تتابع زيارات محلب للمستشفيات وشكاوى الناس؟ هل تابعت مصر التي حفرت "قناة جديدة" في سنة واحدة وليس 3 سنوات.. حفرت لأنها تملك إرادة، لكن مصر التي "حفرت على الناشف" و"كركت" بـ75% من كراكات العالم ونظمت افتتاحا أسطوريا، تقف عاجزة أمام صحة أبنائها، صامتة أمام مستشفيات تقتل المرضى أو بعض المرضى، مستشفيات تحتاج لـ"حفر وتكريك".
هنا في السطور القادمة، أحكي مأساة زميلنا خالد فهمي الصحفي بـ"الوطن"، سطور تؤكد أنه لا ضمير ولا مهنة ولا دولة ولا صحة.. سطور تقول: "مفيش فايدة"، وعفوا لا تمرض في هذا البلد، فمرضك في هذا البلد يعني سلسلة متصلة من العذاب.. النجاة فيها شذوذ عن قاعدة الموت المجاني، إن لم يكن بين يدي الأطباء فسيكون على أسرة المستشفيات.
1- عزيزي.. أحكي من واقع تجربة مريرة، عاشها زميلي خالد فهمي ولا يزال يعيشها حتى كتابة هذه السطور.
2- خالد فهمي دخل بزوجته الأسبوع الماضي مستشفى بولاق الدكرور، وهي حامل في الشهر الثامن، وكانت تعاني من بعض الألم.
3- الأطباء هناك شخصوا حالتها أنها اشتباه في "الزائدة الدودية"، وعاش خالد وزوجته وهما كبيرا ما بين إجراء الجراحة وإنقاذ الأم ووفاة الجنين، أو إجراء جراحة الزائدة ثم الولادة، أو الانتظار.
4- بعد 4 أيام من "اللت والعجن والعك"، تبين أنه لا يوجد زائدة دودية ولا "هري"، وأن الامر فقط "انسداد معوي"، ولك أن تتخيل عندما يستقر التشخيص في النهاية على "انسداد معوي"، بعد أيام من تشخيص الحالة على أنها "زائدة"، ويكفي أن تعلم أن تبعات لك هو انتقال الحالة من مجرد معاناة من ألم يزول بزوال العارض إلى حالة حرجة هذا ما حدث بالضبط.. تدهورت الحالة الصحية لزوجته الحامل في الشهر الثامن، بحيث دخلت مرحلة الخطر المميت.
5- المهم نقلت إلى مستشفى قصر العيني الفرنساوي، وأبدا لم تكن رحلتها من مستشفى بولاق إلى قصر العيني سهلة، فاستلزم الأمر تدبير سيارة إسعاف والتعرض العلني لاستغلال السائق، الذي أصر أن حساب النقل سيكون بالدقيقة.. المهم وافق خالد ودفع 500 جنيه لنقلها في البداية إلى مركز أشعة قريب لإجراء فحص سريع، إلى هنا لم ينته الأمر، فرفض السائق نقلها للقصر العيني وقال: "روح هات لي إذن من المستشفى".
رضخ خالد قهرا وذهب للمستشفى ضحكوا وقالوا له: "إنت بتهزر مش تجيبها نشوفها"، اتصل خالد بالسائق وأخبره برد الأطباء فأجابه: "هما مش فاهمين شغلهم ثم لو جيت هركن فين مش جاي"، لم يجد الزميل أمامه سوى الاتصال برئيس هيئة الإسعاف الدكتور أحمد الأنصاري، فقال له نصا: "يعني إيه مش راضي ينقلها، إنت حقك تنقلها وببلاش كمان، اتصل بالسواق وقل له كده"، ثم عاد الزميل واتصل بالسائق فاضطر لنقلها، وهناك سلمه إيصالا بتكلفة النقل بـ200 جنيه تقريبا، فأبلغه بكلام الدكتور الأنصاري فرد: "روح أديله الوصل وسلم لي عليه".
6- في قصر العيني الفرنساوي، دفع خالد تأمينا 14 ألف جنيه في محاولة لإنقاذ زوجته وطفله الذي لم يأت للحياة بعد، قالوا لـ خالد: "لازم تدخل العمليات فورا، بس حضرتك لازم تمضي على إقرار إننا معندناش غرفة عناية مركزة.. نعمل العملية وتاخدها هي والواد وتروح"، ولسوء الحالة وافق خالد ووقع على الإقرار.. هل متخيلين؟.
7- هذه التفاصيل المؤسفة علم بها زميلي وصديقي الجدع أبوالسعود محمد عضو مجلس نقابة الصحفيين، وتواصل بـ"عنف وجينات أهل الصعيد" بمسؤولي المستشفى، وبعد 5 ساعات متواصلة وفروا له غرفة ترقد بها عقب الجراحة.
8 - تفاصيل الساعات الخمسة كانت عبارة عن خناقات وشد وجذب و3 أو 4 تشخيصات للحالة، وخلافات على "نعملها جراحة الانسداد الأول ولا نولدها الأول ولا نعملها ونسيب الجنين؟.. الغريب إن الأطباء وهم مجرد هواة للأسف قالوا: "نعملها الجراحة ونسيب الجنين"، فأبلغهم خالد أن "السونار يقول إن المياه حول الجنين لم تعد موجودة"، ضحك طبيب وقال: "يا عم دي حاجات بتروح وتيجي.. يعني ساعة فيه ميه وساعة مفيش.. اتكل على الله هنسيب العيل".
المهم اتصل خالد بمدير المستشفى قالوا له: "مين الحمار اللي قال لك كده، واتصل بالأطباء فأجروا مجبرين سونار وتبين بالفعل أنه "مفيش ميه"، ما يعني أنه لازم ينزل.. مرة أخرى أعيدت زوجة خالد لجناح العمليات وعندما حضر طبيب النساء، قال: "هو أنا طرطور مش لازم أشوف الأشعة، تعالوا نعملها تاني"، (على فكرة تنقلات المرضى في قصر العينى الفرنساوى تتم بسواعد ذويهم، والتمريض والعمال بيتفرجوا، وبيدخنوا وبيهزروا ويلعبوا كمان على التليفونات التاتش، وكل على لسانهم يمين في شمال حتى لو سألت الواحد فيهم عن اسمه).
وخالد جر مراته لحجرة الأشعة مرة أخرى، وطبيب النسا شاف الأشعة وقرر: "خلاص نولدها الأول"، الجراحة هنا ليست جراحة واحدة بل اثنين، الأولى: "ولادة" لإنقاذ الطفل ابن الـ8 شهور، والثانية: علاج الانسداد المعوي.
9 - خرج المولود بعد ساعة من دخول الزوجة غرفة العمليات، وتم إدخاله الحضانة ودفع خالد 2000 جنيه + 2500 للوادة بخلاف الـ14 بتوع العمليتين اللي دفعهم في البداية!.
10- مساء الجمعة، توفي الطفل الرضيع قبل مرور 24 ساعة على ولادته، وبقيت الأم في حالة سيئة للغاية حتى الآن.. مات الجنين وبدلا من معاملة الأب بطريقة إنسانية مراعاة للموقف الذي يمر به، قال الموظف بلهجة تبدوا وكأنها شامتة: "ابنك مين اللي هتاخده ضاحكا وهو يغمز، مش فيه مصاريف وحسابات وورق.. ابنك يا بيه محجوز هنا في التلاجة وأوعى تفكر في تصريح دفن ولا تفكر تاخده إلا لما تدينا حقنا تالت ومتلت، يعني تخش على الحسابات وتجيب لنا ورقة مختومة إنك مش عليك قرش واحد وإنك مسدد كل المصاريف!"، وبالفعل حصلوا على حقهم كاملا، واكتشفوا أنه مدفوع من الليلة اللي فاتت وقالوا: "معلش دي إجراءات".
11- خالد عنده ولد تاني عمره 11 شهرت، ادعوا إن والدته ترجعله حتى ترعاه.
12- خالد قال لي منذ قليل: "أنا في المستشفى أهوه، وبتشتكي إن محدش مهتم بيها، وطول الليل بتنادي عليهم محدش راضي يجيلها"، وأقسم لي بالله إنهم 3 ورديات مسؤولين عن المرضي وأنه بيدفع لكل وردية مبلغ 250 جنيها يوميا ليهتموا بزوجته، خالد مضطر للدفع، مضطر أن يعطي هؤلاء أموالا ليهتموا بزوجته ولا يفعلون، خالد حائر بين ابنه الذي دفناه بالأمس وبين زوجته التي تعاني. #ادعوا_لها_بالشفاء
13- يبقى الظن وبعض الظن إثم وبعض الظن حلال، والظن السيء هنا في الجراح الذي أجرى الجراحة فبدلا من استئصال الأمعاء المسدودة، غسلها بالماء الساخن وحقنها به وهو ما أدى لتهيجها وتحول الأمر إلى "غرغرينة"، لم يتمكن معها من استئصالها كان عليه بخبرته أن يستئصلها.
14- الآن ترقد الزوجة مصابة بحالة تسمم في الدم، وتعطل الأجهزة الحيوية عن العمل "كبد وكلى وخلافه".
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل
- أبوالسعود محمد
- أهل الصعيد
- الحالة الصحية
- الزائدة الدودية
- الشهر الثامن
- الطفل الرضيع
- الماء الساخن
- بولاق الدكرور
- تصريح دفن
- أبل