«اللاءات الثلاثة» لـ«الهاشمي» من واشنطن
لقاء الملك عبدالله الثاني بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أكد الدور العربي في القضية الفلسطينية، وأهمية اعتماد خطة عربية تعيد بناء غزة بسواعد أبنائها دون تهجير الفلسطينيين.
الملك عبدالله كان واضحاً في تأكيده أن مصلحة الأردن واستقراره وحماية شعبه فوق كل اعتبار، وموقف المملكة الثابت بشأن التهجير.. فلا توطين، ولا تهجير، ولا حلول على حساب الأردن.
رسالة الملك عبدالله كانت واضحة بأن الأردن لن يقبل بتهجير أبناء قطاع غزة، وأننا نستطيع التعامل مع الاعتبارات الإنسانية من خلال إعادة الإعمار دون تهجير أهالي القطاع.
أوضحت الرسالة أيضا أنه سيكون هناك رد عربي واضح على مبادرة الإدارة الأمريكية الجديدة، وأنّ حل القضية الفلسطينية يجب أن يكون على الأرض الفلسطينية، استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.
رفض عاهل الأردن ضغط الرئيس الأمريكي لاستقبال الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم بشكل دائم بموجب مخططه لسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة، وأكد معارضة بلاده بشدة لهذه الخطوة.
القيادة المصرية والأردنية تبذلان جهودًا عظيمة في هذا الشأن، لتوضيح الصورة الحقيقية بلا مواربة أمام المجتمع الدولي والعالم.
صورة تحمل في طياتها الإنسانية والسلام، صورة قالتها مصر وأكدتها بأنه لا لتهجير الفلسطينيين ولا لتصفية القضية الفلسطينية، والتمسك بالموقف الراسخ الثابت المنطلق من مسؤوليتها الكبرى في المنطقة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.. جهود هدفها نقل وجهة نظر الفلسطينيين للعالم.
إن مصر والأردن والعرب جميعاً يقفون أمام إخلاء فلسطين التاريخية من سكانها الأصليين، وهو أمر لا يمكن قبوله ضد شعب قاوم -وما زال يقاوم- منذ 100 عام.
مصر، والمملكة الأردنية، والدول الشقيقة والصديقة أكدت رفض مشاريع تهجير الشعب الفلسطيني وضم أراضيه، وشددت على أنه لا سلام ولا استقرار إلا بتجسيد الدولة الفلسطينية، والإصرار على الوقف التام للحرب الإسرائيلية.
لقد أثار مخطط التهجير الأمريكي المقترح المزيد من الغضب في الشارع العربي، لأن ما يدعو إليه يماثل «نكبة 1948»، عندما شرّد بالقوة 700 ألف فلسطيني من منازلهم، ليحتل المستوطنون الإسرائيليون مساكنهم وأراضيهم.
والحقيقة نقول إن مشاريع تهجير الأشقاء من غزة يجرى طرحها منذ خمسينات القرن الماضي، كان أبرزها مشروع روجرز، والآن رفضت مصر مخطط التهجير بعد أحداث 7 أكتوبر 2023، وأوقفت مخطط إسرائيل لإزاحة سكان قطاع غزة تجاه سيناء، كما أن مصر تقف ضد مخططات التهجير إلى أي مكان.
هذا الموقف الثابت من «القاهرة» و«عمان» أعاد الذاكرة للوراء لقراءة الأحداث العسكرية التي عاشتها المنطقة العربية في مواجهة تلك القوى الغاشمة، فلم ينسَ أحد كيف خاضت مصر والأردن حروباً مشتركة ضد إسرائيل، لعل أهمها حرب 1948، وحرب 1967 التي وضعت قوات الدولتين فيها تحت قيادة مشتركة، تولاها الفريق عبدالمنعم رياض، الذي عيّن قائداً لمركز القيادة المتقدم فيها في العاصمة الأردنية «عمَّان»، والذي تم تعيينه قائداً عاماً للجبهة الأردنية حينما اندلعت حرب 1967.
وتتسم العلاقات المصرية - الأردنية بالقوة منذ تأسيس الأردن واستقلاله، ويكفي أن الدولتين اشتركتا معاً في تأسيس جامعة الدول العربية عام 1946.
من أجل هذا التاريخ المشترك والمستقبل المنتظر لأبناء العمومة.. تقف مصر بكل ما تملك، والمصريون بقلوبهم وسواعدهم، إلى جانب التوأم العربي الهاشمي.