بعد 45 عاماً فى بيع الصحف: لودر «القاهرة» خرب بيت «فارس»

07:13 ص | الأحد 09 أغسطس 2015

يجلس على الأرض ونظرات الحيرة تملأ عينيه، دموعه حبيسة تكاد تنساب من عينيه أمام جيرانه وأصحابه، فبعد 50 عاماً فى بيع الصحف، ها هو ذا ينظر إلى البقايا المتناثرة من الكشك الخاص به فى كل مكان، بعد أن قالت الحكومة كلمتها: «أنت تستحق ذلك، فقد زدت عن المكان المخصص لك متراً واحداً».

هو فارس يوسف، 46 عاماً، يعمل متعهداً لبيع الصحف بمنطقة دوران شبرا، يتولى توزيع الصحف على أكثر من 45 بائع صحف. «فارس» كان من سوء حظه مرور موكب المحافظ إلى جوار الكشك الخاص به، فقرر نائب المحافظ إزالة الكشك كاملاً باللودر: «ماعرفش إيه اللى حصل عشان يعملوا كل ده، معايا رخصة للكشك، أنا بس زودت متر واحد عشان أحط الجرايد على الاستاندات بره الكشك، وده خلى نائب المحافظ يجيب اللودر ويسوى الكشك بالأرض».

يقول «فارس» الكلمات السابقة بنظرات متفحّصة لبقايا الكشك، ومن حوله تجمع كل سكان دوران شبرا، منهم من يحاول مواساته، ومنهم من يبكى بسبب قطع رزقه: «اتدمر فى الحركة دى جرايد بتساوى أكتر من 100 ألف جنيه، ومش كده بس، ده قطع رزق 6 بيوت، يعنى الخسارة من كل ناحية».

«فارس» يؤكد أن ما تعرّض له يحدث مع الغلابة فقط، أما الصحفيون والإعلاميون فهم يجلسون فى التكييفات: «مش هسكت على الإهانة دى، وهعمل وقفة مع 45 بياع جرايد فى شبرا، وهنمتنع عن بيع الصحف تماماً لغاية ما حقنا يرجع لنا، مش كفاية شغالين فى مهنة لا ليها ضمان ولا معاش ولا فيها مكتب، أنا أصلاً كنت عايش حياتى، وكل اللى عاوزه من الدنيا إن محدش يؤذينى».