الذكاء الاصطناعي والجمال
هل يمكن للذكاء الاصطناعي تحقيق الجمال للمرأة؟ وهل يمكن لاستخدامه في مستحضرات التجميل أن يفتح آفاقاً جديدة غير مسبوقة؟ هذه الأسئلة وغيرها تدور في أذهان الكثيرين، خاصة بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي يتدخّل في جميع جوانب حياتنا، حتى في عالم المكياج ومستحضرات التجميل.
وفى هذا السياق، تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة مؤتمر جدة ديرم خلال الأيام القادمة، حيث سيحضر كبار خبراء وشركات مستحضرات التجميل في العالم.
ويُعتبر الحدث الأهم والأكبر في عالم مستحضرات التجميل، ويتم عقده بصفة دورية، وسيتم خلال المؤتمر مناقشة الكثير من الملفات المهمة، وعلى رأسها دور الذكاء الاصطناعي في صناعة مستحضرات التجميل.
لا شك أن نتائج استخدام الذكاء الاصطناعي، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ستُثير الكثير من التساؤلات والمخاوف.
بل إن القلق من نجاح الذكاء الاصطناعي قد يكون أكبر من القلق من فشله، إذ قد يؤدى إلى تغييرات جذرية في هذه الصناعة.
فمن المحتمل أن يُهدّد وظائف أطباء التجميل ويؤثر على المستشفيات المتخصّصة في عمليات التجميل، بل قد يؤدى إلى تغييرات في معايير الجمال بشكل عام.
ومن ناحية أخرى، قد يضع الذكاء الاصطناعي الرجال أمام موقف محير، حيث يمكن أن يرى الرجل زوجته أمامه في الصباح امرأة ذات جمال منقطع النظير، ثم يجدها شخصاً آخر تماماً في المساء!
كما أن مسابقات ملكات الجمال قد تفقد أهميتها، حيث سيكون الجمال متاحاً للجميع بفضل الذكاء الاصطناعي.
وبالفعل بدأت شركات كبرى في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير منتجاتها ومنها شركة «لوريال»، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتطوير مستحضرات جديدة. كما أن شركة استى لودر العالمية تستخدم المحاكاة الرقمية لاختبار مكونات جديدة.
وهناك شركات ناشئة تعمل على تطوير كريمات مخصّصة وفقاً لتحليل الحمض النووي للزبائن، مما يسمح بابتكار مستحضرات تتناسب مع طبيعة كل بشرة بشكل فردى.
وبذلك، لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي على تحسين مستحضرات التجميل فحسب، بل إنه سيُشكل مستقبل هذه الصناعة بالكامل.
خلال هذا العام، من المتوقع أن يدخل الذكاء الاصطناعي منافسة شرسة مع حقن الفيلر والبوتوكس، التي تُسيطر على سوق التجميل منذ فترة طويلة.
وهناك مخاوف من الآثار السلبية لاستخدام هذه المواد، مما جعل الاهتمام يتجه نحو تحقيق نتائج طبيعية وتعزيز الجمال دون مبالغة.
وقد برزت عدة توجّهات جديدة في هذا المجال، وأبرزها الابتعاد عن الفيلر والبوتوكس، والتركيز على تعزيز الملامح بشكل يحافظ على تعابير الوجه الطبيعية.
ومع تصاعد استخدام تقنيات التجميل، أصبحت الهيئات الصحية أكثر صرامة في تنظيم هذه الصناعة.
وفي بعض الدول، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تم تشديد القوانين المتعلقة باستخدام البوتوكس.
لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث ثورة في عالم مستحضرات التجميل، وقد يؤدى إلى تغيير جذري في مفاهيم الجمال التقليدية.
ومع ذلك، فإن هذه التغييرات تحمل في طياتها تحديات ومخاوف، سواء على المستوى المهني للأطباء، أو على المستوى الاجتماعي في إدراك مفهوم الجمال الطبيعي.
وفى النهاية، يبقى التساؤل.. هل سيُحقق الذكاء الاصطناعي جمالاً أكثر واقعية، أم أنه سيجعل الجمال مجرد وهم رقمي يمكن تغييره بلمسة زر؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير!