المنتظر من القمة العربية الطارئة!
مطلب بسيط وحيد من القمة العربية الطارئة القادمة بالقاهرة في السابع والعشرين من الشهر الجاري، وهو: إرضاء الشارع العربي والتوصل إلى قرارات بحجم أحلامه وطموحاته!
فقط لا غير.. لكن هنا ينبغي استعراض موقف الشارع العربي الذى يسبق دائماً الحكومات العربية التي يقف أحياناً النظام الأساسي للجامعة العربية عقبة أمام التوصل إلى اتفاق عام على قضايا مصيرية!
الشارع العربي -والشارع المصري في المقدمة- يرفض التهجير شكلاً وموضوعاً.. طرحاً وحواراً.. مبدأ وفكرة!
الشارع العربي مع بناء نظام عربي قادر على حماية الأمن القومي العربي والحفاظ على مصالح الشعب العربي من البحرين إلى المغرب وموريتانيا، يقطع الطريق على قوى إقليمية تتناقض تطلعاتها مع المصالح العربية، وبعضها في عداء دائم وتعارض كامل معها، ويقطع الطريق كذلك عن قوى دولية تختلف مصالحها عن مصالح بلادنا العربية!
يحتاج الشعب العربي الواحد إلى دعم كامل للشعب الفلسطيني والشروع في إعادة تعمير أرضه بعد عدوان إجرامي دام خمسة عشر شهراً وموقف حازم وحاسم صارم دعماً للدول التي تتصدى لمخطط التهجير، وفي مقدمتها مصر والأردن، وبناء حائط صد تنهار عليه أي نيات خبيثة وأي إجراءات عملية للمخطط المشبوه!
الشارع العربي دليل قادته.. وقياس الرأي العام تغير في السنوات الأخيرة، لم تعد مؤشراته سلباً وإيجاباً بحجم المظاهرات أو الاحتجاجات إنما تعبر عنه -إلى حدود كبيرة- أدوات حديثة، منها مواقع التواصل الاجتماعي والذي يبدو مستوى الغليان عليها عاصفاً بالغاً حداً غير مسبوق من الغضب ومن التضامن على السواء، مستشعراً مساحة الخطر التي تحيط بأمته وبقضيتها المركزية في فلسطين والذي يراد له أن يتسع ويتمدد إلى مصر والأردن ولبنان!
على القمة العربية -باختصار- أن تبدد مخاوف المواطن العربي الذي ينتظر عن القمة غير بيانات الشجب وإلادانة والتنديد.. يريد موقفاً صلباً على الأرض يرفض -نكرر- التهجير ويتخذ إجراءات عملية في دعم مصر وأخرى عملية في تصفية فكرة التهجير وقتلها تماماً والشروع الفوري في إعمار غزة وإعمار جنوب لبنان وتوفير الاعتمادات اللازمة لذلك!
آمال كبيرة معلقة دعواتنا أن تكون مخرجات القمة على قدرها.
والأمر ليس غريباً على مؤسسة القمة العربية التى تنعقد منذ تأسيس الجامعة العربية مارس 1948.. حيث انعقدت ست عشرة قمة طارئة تمت مع أحداث مهمة، منها -مثلاً- وفق الترتيب التاريخي عدوان 1956، وكذلك الحرب الأهلية اللبنانية، وأيضاً قمة محاولة العدو الإسرائيلي تحويل مسار مجرى نهر الأردن وسرقة مياه البلد الشقيق، ومنها قمة الخرطوم عقب حرب 1967، وقمة اشتعال الموقف في الأردن عام 1970 بين السلطات الأردنية والمنظمات الفلسطينية المسلحة، وكذلك قمة العرب بعد حرب أكتوبر المجيدة وهكذا.
وما يحدث الآن من خطر وجودي على الأمة العربية كلها بدخول المخطط الصهيوني حيز التنفيذ العلني الواضح الصريح المباشر وليس كالسابق من توزيع أدوار بين الدول الغربية في رعاية العدو الإسرائيلي وحمايته ثم توزيع الأدوار داخل الكيان الصهيوني نفسه بين أحزاب ما تسمى بالصقور وأخرى تزعم أنها أحزاب للحمائم!
اليوم بات اللعب على المكشوف هو سيد الموقف، ونقول: الموقف لا يقل عن الحالات التي انعقدت فيها القمم السابقة حتى تصل تقريباً إلى الثلث من بين ثمانٍ وأربعين قمة عربية انعقدت منذ عام 1945!
نقطة مهمة.. لا يصح ترك المواطن العربي نهباً للإحباط إذا لم تكن مخرجات القمة أقل مما توقع.. فالناس في بلادنا العربية كلها -وشعب مصر في المقدمة كما قلنا- في قمة التفاعل مع الأزمة.. ورفضه للمخطط يبلغ نضجاً غير مسبوق.
والاستجابة لدعوة القمة -حتى لو متأخرة نسبياً لأيام لارتباطات الزعماء العرب وزياراتهم لخارج بلادهم أو لاستقبالهم ضيوفاً عليهم- بالشكل الذي جرى يرفع من سقف الطموحات الجماهيرية إلى حدود كبيرة بما يرفع من حجم المسئولية السياسية لصانع القرار العربي الذى عليه أن يحتاط من تحويل كل ذلك إلى بيانات إنشائية دون تحرك فعلى وحقيقي على الأرض.
أخيراً على أصحاب القرار العربي التماهي مع شعوبهم والتعبير عنهم والاستجابة لمطالبهم وعدم خذلانهم.
اللهم بلغنا. اللهم فاشهد!