القناة الجديدة وحكمة التاريخ
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين
أخيراً زرعت مصر شرياناً جديداً للحياة، انتزعته من بين فكى الإحباط والتراجع والحصار، وخاضت فى سبيله، ولا تزال، حرباً ضروساً على الإرهاب والتدخل الخارجى، كما لو كان قد قُدّر لمصر أن تحارب من أجل قناة السويس عبر ثلاثة قرون؛ القرن التاسع عشر، قرن حفرها لأول مرة وظهورها للوجود، والقرن العشرين؛ قرن تأميمها واستردادها للسيادة المصرية، والقرن الحادى والعشرين، قرن ظهور قناتها التوأم أو قناة السويس الجديدة. كان ظهورها الأول فى القرن التاسع عشر مخاضاً عصياً مأزوماً موزعاً بين إرادتين؛ إرادة أجنبية متحفزة ترى مصلحتها فى حفر القناة وتوصيل البحرين، وإرادة مصرية متوجسة من طغيان الغرب الزاحف على أملاك الرجل المريض، وهى هواجس كانت كافية لتحريك بواعث الرفض لفكرة القناة عند حاكم ذى حس تاريخى مثل محمد على عندما عرضها عليه الفرنسيون، فقد كان الرجل عازماً على أن يكون مشروعه لتحديث الدولة مصرياً خالصاً، وكان مسكوناً بالخوف من الأطماع الأجنبية. ولولا أن خلفاءه كانوا أكثر تساهلاً وتسامحاً مع الغرباء وأقل استعصاء على الاختراق لما عرفت قناة السويس طريقها إلى الوجود. كان خلفاء محمد على أكثر استعداداً لقبول شروط الامتياز المهينة التى حصل عليها ديليسبس فى اتفاقية القناة كالسخرة ونزع ملكيات الأراضى وغيرها من الألغام التى دفنت فى تفاصيل الاتفاقية، وفتحت الطريق فيما بعد إلى إفلاس مصر ورهن ممتلكاتها واحتلالها والتفريط فى استقلالها، ولم يطو القرن التاسع عشر شراعه إلا وكانت شركة قناة السويس كما وصفها المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «عصر إسماعيل» هى «حكومة داخل حكومة» وأداة فى يد القوات البريطانية. شبهات كثيرة حامت حول دور شركة قناة السويس فى تمويل نشاطات مريبة، قام على بعضها دليل قاطع مثل تبرعها، بإيعاز من المخابرات البريطانية، بمبلغ 500 جنيه للشيخ حسن البنا وجماعة الإخوان المسلمين فى عام 1928، أى فى السنة التى ظهرت فيها الجماعة! وظلت الشركة على حالها أداة طيعة فى يد الاحتلال البريطانى، وحتى اليوم الذى آلت فيه أصولها وممتلكاتها ومرافقها للشعب المصرى، مالكها الحقيقى، بفعل قرار التأميم الصادر فى 26 يوليو 1956. كان ثمن التأميم فادحاً، غزواً خارجياً من ثلاث قوى كبرى، لكنه انتهى بكسر الغزاة وردهم وأفول عصر إمبراطورياتهم.
لولا تهاون خلفاء محمد على واستعدادهم لتقديم التنازلات لظلت قناة السويس مشروعاً مؤجلاً، مرهوناً ظهوره، وكان لا بد أن يظهر باستعادة الإرادة الوطنية واستقلالها واستعدادها لتمويله من «حر مالها»، والدفاع عنه ضد الأطماع الأجنبية المتوثبة للقفز عليه. فكرة القناة فى حد ذاتها نبتت فى رأس مغامر فرنسى أسكرته نشوة الفتوح الاستعمارية هو فرديناند ديليسبس استوحاها من راهب فرنسى اسمه «انفانتان» كان قريباً من القنصل الفرنسى فى القاهرة، لكن الفكرة خلقت معها نقيضها ووجهها الآخر وهى فكرة الاستقلال الوطنى. الفكرة الملهمة حركت المصريين فى ثورة 30 يونيو 2013 وأيقظت الوعى بالخطر الزاحف على التاريخ والهوية. كانت قناة السويس الجديدة مشروعاً على أجندة الإخوان، وكان على وشك أن يجدد مأساة القناة الأم، وأن تصير منطقة قناة السويس ومحورها المقترح «منطقة مغلقة على المصالح القطرية»، صاحبة الامتياز الجديد وواجهة المصالح الكبرى المختبئة وراءها. وقبل أن تُكره مصر مستقبلاً على خوض حروب جديدة لاستردادها اختطفت الثورة قناة السويس الجديدة من براثن الإخوان وكانوا على وشك إهدائها لأصدقائهم القطريين. يومها سوف تكون «تنازلات» خلفاء محمد على من سعيد إلى عباس حلمى الثانى أهون كثيراً من قيام الإخوان «بإهدائها» إلى أرباب نعمتهم الجدد، على الأقل كان الخديو إسماعيل - قبل أن ينزلق إلى هاوية الديون التى اصطاده إليها المرابون الأجانب- يريد، كما يقول الرافعى، «أن تكون القناة لمصر، لا أن تكون مصر للقناة». أما الإخوان فقد أرادوا أن تكون مصر والقناة كلاهما لمن يدفع أكثر! فى مشروعها القومى الجديد قررت مصر وعينها على حكمة التاريخ أن ترفض أى تمويل أجنبى لقناة السويس الجديدة، وأن يكون تمويلها من حر مال المصريين ومدخراتهم الصغيرة. أليست معجزة بالمقاييس الإنسانية أن يقتطع شعب يعيش ضائقة اقتصادية خانقة من لحمه الحى كى يحفر القناة الجديدة؟ أم أن المعجزة أن يتنبه المصريون فى المحن إلى قدراتهم الخارقة التى تحار فى تفسيرها العقول وتفوق ما جُبلت عليه الشعوب من سنن! كان المصريون يسارعون إلى الاكتتاب فى سندات القناة الجديدة وكأنه (تصويت) فى صندوق للاقتراع على مستقبل جديد خال من الاستبداد الدينى والسياسى وكل صور القهر والفقر والمهانة. كان المصريون، ووراءهم حكمة التاريخ، على وعى بالتحديات التى تتربص بهم، ومع ذلك رحبوا بالتحدى وهم يغذون السير نحو الأفق الزمنى المستحيل -وهو عام بالكاد- الذى قدروه لإتمام مشروعهم القومى التاريخى، وهو زمن قضى أجدادهم عشرة أضعافه فى حفر القناة الأم، لكنه عام تناوشتهم فيه سهام الإرهاب من جانب، وسهام الخيانة والغدر والتدخلات الخارجية من جانب آخر، وكأنه قُدّر على مصر أن تحارب من أجل القناة أعداء تحت جلودها وأعداء حول حدودها.
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين
- الإخوان المسلمين
- الاحتلال البريطانى
- الاستقلال الوطنى
- التدخل الخارجى
- التدخلات الخارجية
- الخديو إسماعيل
- السويس الجديدة
- القرن التاسع عشر
- القرن الحادى والعشرين
- القرن العشرين