بروفايل| «عمر خيرت» صوت الموسيقى

كتب: محمد شـكر

بروفايل| «عمر خيرت» صوت الموسيقى

بروفايل| «عمر خيرت» صوت الموسيقى

يمتلك فى يديه أصابع من نوع فريد، يستطيع أن يضرب بها على مفاتيح آلة البيانو فى رقة ولين، فصفة أصابعه مثل المعنى الإيطالى للآلة التى يعزف عليها، يجلس الحاضرون فى صمت تام، يستمعون إلى ذلك الموسيقار الذى دخل قلوب الملايين بروعة فنه وتميز موسيقاه.
فى افتتاح كبير لقناة السويس الجديدة، أمس الأول، شهده الملايين، جلس رؤساء الدول والوفود الأجنبية إلى جانب رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، يستمعون إلى الموسيقار عمر خيرت، لأوركسترا كاملة وألحان خصيصاً عن مصر، وهى اللغة التى فضل أن يتحدث بها «خيرت» فى ذلك اليوم عن الوطن الأم للدول العربية جميعاً. عندما يعزف «خيرت» لا تغرد الطيور، أو تزقزق العصافير، ولكن القلوب وحدها تدرك أن الرسالة الموجهة إليها أعظم من كل شىء، وفى حفل قناة السويس الجديدة لعبت مقطوعات عمر خيرت الموسيقية دوراً مهماً فى التعبير عن صورة الشعب المصرى، وتجسد طبيعة هذا الوطن بـ«افتتاحية مصرية» تتمايل عليها سنوات من عمر هذه الأرض، وباستخدام إبداعه فى فيلمى «مافيا»، و«سكوت هنصور»، بـ«زى ما هى حبها»، التى لم تضف كلمات مدحت العدل عليها عطر الانتماء فقط، ولكن الموسيقى منفردة بوترياتها التى تميز أعمال «خيرت»، تربطك بمصر الجميلة، أو «المصرى»، التى مثلت موسيقاها إبداعاً يعبر عن قوة فى اللحن كما فى الكلمات تشير لذاتية هذا الوطن، ثم يهبط لمصر البسيطة ليعلو بها فى «فيها حاجة حلوة»، هديته لفيلم «عسل أسود»، التى تحولت فيها الموسيقى لمرآة، تعكس صورة راقية لشوارع مصر وأحيائها الشعبية بمساجدها وكنائسها وفنونها.
عمر خيرت، المولود فى نوفمبر 1947 فى القاهرة، تربى فى أحضان أسرة فنية، تضم عمه الموسيقار أبوبكر خيرت، مؤسس الكونسرفاتوار المصرى، وتخرج «خيرت» فى أولى دفعات المعهد عام 1959، ولولعه بالموسيقى سافر ليستكمل دراسته بالعاصمة البريطانية لندن، ويعمل هناك ليلقى قبولاً من الجمهور الإنجليزى، قبل أن يعود إلى مصر، ليؤسس لمدرسة جديدة فى الموسيقى التصويرية للأعمال الدرامية.
منذ نهاية السبعينات من القرن الماضى توالت أعمال «خيرت» فى السينما والدراما التليفزيونية، لتحصد جوائز النقاد والجمهور والمهرجانات، على مدار أربعة عقود مضت، حصد «خيرت» العديد من الجوائز، منها فيلما «الهروب»، و«النوم فى العسل»، وعشرات الجوائز الأخرى من داخل وخارج مصر، حصدتها موسيقى عمر خيرت، التى امتدت لتداعب قلوب الملايين فى مصر والدول العربية، وتشارك فى التعريف برقى الفن المصرى، بموسيقى تحمل السلام للبشرية، موقعة بأصابع «عمر خيرت»


مواضيع متعلقة