رسالة إلى الدكتور حسام بدراوي
- أعضاء اللجنة
- أهالى مطروح
- الانتاج الحربي
- الخدمة العسكرية
- السبت المقبل
- القائد العام للقوات المسلحة
- القوات المسلح
- أبناء
- أبو زيد
- أعداد
- أعضاء اللجنة
- أهالى مطروح
- الانتاج الحربي
- الخدمة العسكرية
- السبت المقبل
- القائد العام للقوات المسلحة
- القوات المسلح
- أبناء
- أبو زيد
- أعداد
فى أحد البرامج الفضائية تحدّث الدكتور حسام بدراوي عن التعليم، وتناول موضوع الكتاتيب الذى أعلنت عنه وزارة الأوقاف، فقال: «إن الكتاتيب غرضها الحفظ والتلقين والطاعة العمياء، وهذا ضد التعليم المعاصر، الذى يدعو إلى الفكر والحوار والبحث والاختلاف والبرهان، كما أن وزير التعليم لم يشارك فى الاجتماع الرئاسي، بما يعنى أن نظام الكتاتيب يخالف وزارة التربية والتعليم».
والدكتور حسام بدراوي مفكر كبير، له رؤية محترمة فى إصلاح التعليم والثقافة، ومهتم بالإبداع والتجديد، وأي مؤسسة تسعى إلى النجاح عليها أن تقبل النقد وتستأنس به، وهو أمر مستقر فى عالم جليل على رأس وزارة الأوقاف كالدكتور أسامة الأزهري، كما أن الناقد عليه أن ينصت إلى التوضيح والبيان، لتصحيح ما التبس عليه من معلومات مغلوطة، وهو أمر مستقر أيضاً فى مفكر كبير كالدكتور بدراوي.
بداية هناك معلومة جوهرية لا بد أن تكون حاضرة، وهى أن الكتاتيب موجودة بالفعل، فى صورة (بعض) جمعيات أو حضانات، أو مراكز تعليمية، أو روضات، سمِّها ما شئت، لا مشاحة فى الاصطلاح، لكنها تعلم الأطفال التطرف والكراهية والجمود والتشدد ونبذ الآخر وتكفير المخالف، وتوظف «القرآن الكريم» لخدمة أغراضها المتطرفة، وأن دوراً رئيسياً منوطاً بإمام المسجد في مسجده، هو القيام بنشاطات مختلفة، كتحفيظ القرآن، وإلقاء الدروس.
والفكرة المراد تنفيذها لها مساران، الأول: وقف هيمنة المتطرفين على العقول، والثاني: التوظيف السليم المقنن لهذه الدور، بما يخدم الوطن وينمى الإبداع ويدعم القيم المشتركة بصورة تواكب العصر.
فكرة الكتاتيب -كما أعلن عنها الوزير، وكما شرحها المتحدث الإعلامي للوزارة فى بيان كاف-، مختلفة تماماً عما في الصورة الذهنية من أنها استدعاء للماضي، وبديل عن المدارس العصرية، وفيها السطوة الدينية على العقول، وفيها العقاب البدني، وفيها الحفظ والتلقين، وكلها أمور لا تتفق -مبدئياً- مع فكر الوزير، المعروف عنه التجديد والمعاصرة والانفتاح والحوار والإبداع وصناعة الحضارة والقيم الإنسانية والتواصل وإعلاء العقل، بل جعل كل ذلك أحد المحاور الأربعة لوزارة الأوقاف، وأقام حولها فعاليات ومسابقات ومؤلفات، آخرها قيامه بتكريم الأستاذة ياسمين مصطفى، التي أطلقت «ناسا» اسمها على أحد الكويكبات، واعتمادها رسمياً لإلقاء الدورات والمحاضرات للدعاة.
الكتاتيب -كما جاء فى البيان الرسمي- عمل يُوجِد مسارات آمنة متوافقة مع التعليم العصري، وفق الضوابط المقررة فى علوم التربية وعلم نفس الطفل، بما يعين على محو الأمية للصغار وللكبار، وتعليم الحساب والكمبيوتر، لتخفيف بعض التكاليف المادية عن كاهل أولياء الأمور، وترشيد العاطفة الدينية لدى المستفيدين من تلك الأنشطة، والخروج بدور التحفيظ من ضيق الاجتهاد الفردي إلى رحاب السعة المنهجية والمعايير المؤسسية، وإيجاد بيئة آمنة للتفاعل الاجتماعي للأطفال، للحث على التعارف والفكر والحوار وقبول الآخر، وإبراز معنى القدوة المتمثل فى المعلم الرشيد الرحيم، وردع المفاهيم المغلوطة، كالسحر والشعوذة والتكفير والتنمر والاستعلاء بالتدين، واجتذاب الأبناء إلى أنشطة مفيدة فى أوقات الفراغ، بدل تركهم فريسة لمساوئ الإنترنت، وبث القيم المصرية الأصيلة فى نفوس الأطفال، وإذكاء مهارات التفكير الناقد، ودرء مخاطر اجتذاب الأبناء نحو كيانات غير مرخصة وغير آمنة.
وأخيراً لا يمكن استنتاج عدم مشاركة وزير التعليم فى الاجتماع بأنها تعنى معارضة الكتاتيب لوزارته، وأنه لا أحد اعتمد فى فكرة الكتاتيب على أن د. طه حسين تخرج فيها.. هذه أهداف الكتاتيب وأغراضها، وكان يمكن للدكتور الفاضل إبداء الرأي فيها، والحديث عما إذا كانت هذه الأهداف واقعية وقابلة للتنفيذ أم لا؟ ويترك الأيام للإجابة، أما أنه يضع صورة ذهنية خاصة به، ثم ينتقد هذه الصورة الذهنية، فإنه بهذا يتحدث عن شيء متخيل، لا علاقة له بالفكرة المراد تنفيذها.