رقم قياسي جديد بعد رقم العام الماضي يُحققه معرض الكتاب في دورته السادسة والخمسين بعد تجاوز زواره حتى كتابة هذه السطور في ظهر الثلاثاء حاجز الخمسة ملايين زائر!

وبقراءة بسيطة يمكن ملاحظة التصاعد المستمر في أعداد الزائرين انطلاقاً من دورة 2021 التى بلغ العدد وقتها مليوناً وسبعمائة ألف مواطن ثم مليونين العام التالي مباشرة ثم قفزة كبيرة في العام التالي أوصلت الرقم إلى ثلاثة ملايين ونصف المليون مواطن، وصولاً إلى العام الماضي، وبلغ الرقم الإجمالي حتى آخر أيام المعرض إلى أكثر من أربعة ملايين وسبعمائة وخمسة وثمانين ألف زائر! اليوم وفي أول عشرة أيام كسرنا -كما قلنا- حاجز الخمسة ملايين!

ماذا يعني ذلك؟! يعنى شوقاً جارفاً للمصريين لكافة صور الثقافة والبهجة.. حيث تحول المعرض قبل سنوات إلى ساحة ومساحة للاشتباك مع الأدب والرواية والشعر.. مطبوعة ومسموعة فى اللقاءات مع الأدباء والشعراء.. أو مع الكتاب بتنويعاته كافة.. السياسى والدينى والتاريخى والاقتصادى والفنى وكتب «الطفل».. ومع الإصدارات الحديثة للكتاب «مسموعاً ومدمجاً» على السواء.. تحول المعرض إلى مناسبة للقاء الشخصيات العامة والمفكرين مباشرة وسؤالهم والاستماع إليهم والحصول على توقيعات على إصدارات بعضهم.. وتحول إلى فرصة لالتقاء الأصدقاء القدامى من كل أنحاء البلاد تمنحهم إجازة منتصف العام فرصة لذلك!

تحول المعرض إلى وقت ممتع للأسرة المصرية تجمع فيه بين الثقافة والترفيه.. وكل ما سبق مع الأرقام المذكورة ينهي الخوف الذي بدأ قبل سنوات من نقل مكان المعرض من مقره التاريخي بمدينة نصر إلى مكانه الحالي بالتجمع الخامس.

وتقبله المصريون على وضعه الجديد حتى -تقريباً- نسى الناس معرض مدينة نصر.. ومع وجود الأشقاء العرب ومنهم من ينتظر المناسبة سنوياً تنطبع الفعالية بنكهة عربية قومية وعندما نعرف أن عدد الدول المشاركة بلغت ثمانين دولة نكون أمام حوار ثقافات كبير في فعالية دولية ناجحة بكل المعايير المتاحة!

كل ما سبق حيثيات تدفعنا للمطالبة بمد المعرض ومنحه وقتاً إضافياً.. فليكن يومين إضافيين إلى نهاية الأسبوع أو أول الأسبوع القادم وكلاهما ولله الحمد إجازات في الجهاز الإداري للدولة المصرية وفى المدارس أو أغلبها!

ربما سيغادر أبناء الأقاليم إلى محافظاتهم ولكن سكان القاهرة الكبرى كفيلون بنجاح اليومين الإضافيين.. صحيح يحتاج الأمر إلى موافقات عديدة أولها وأهمها الموافقات الأمنية، لكن نرى أن ذلك ممكن جداً وقدرات أجهزتنا كبيرة وكفيلة بمد المعرض ومنحه وقتاً إضافياً.

كل عام ومصرنا بخير.