تمثال الحرية يعود إلى قناة السويس بعد 146 عاما
شابة تحررت من قيود الاستبداد وألقتها عند قدميها، ثم رفعت بيمينها مشعلًا يرمز للحرية، وفي يسراها حملت كتابًا نقشوا عليه تاريخ 4 يوليو 1776 للتذكير بيوم إعلان الاستقلال الأمريكي، أما رأسها فكلله صانع التماثيل الفرنسي، فريديريك أوغست بارتولدي، بتاج برزت منه 7 أسنة يقال إنها ترمز للبحار أو القارات، ليصبح هذا التمثال رمزًا للحرية.
فكرة انتقلت من مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما عرض صاحب فكرة التمثال على الخديوي إسماعيل أن يصنعه لفلاحة مصرية عملاقة ويتم نصبه عند قناة السويس، لكن الخديوي لم يستطع تأمين تكاليفه، فقدمته فرنسا هدية للأمريكيين.
رمز الحرية كاد أن يمثل "الخير" في مصر الحديثة، حيث كانت فكرته عبارة عن تمثال عملاق لفلاحة مصرية، يشبه وضعية تمثال الحرية النيويوركي ، لكنه كان لسمراء تحمل الجرة بدلًا من المشعل، أو ما يعرف في مصر باسم "البلاص"، المعروف بأنه زاد الخير من عسل أو جبن أو زيتون منذ زمن الفراعنة، وصاحبة التمثال هي رمز الزاد الحديث للخير في مصر الحديثة.
الفلاحة المصرية التي تحولت إلى تمثال الحرية في أمريكا، وضع مكانها تمثال لفرديناند ديليسبس، الدبلوماسي الفرنسي صاحب فكرة حفر قناة السويس، بحسب ما يكتبون، والذي أقاموه له فيما بعد عام 1899، مشيرًا بيده إلى مدخل القناة من بورسعيد، وهو تمثال كان يكرهه المصريون، خاصة في 1956 بعد "العدوان الثلاثي" من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا على مصر انتقامًا من قرارها بتأميم قناة السويس ذلك العام، فقاموا ونسفوه وأنزلوه عن قاعدته التي ما زالت حتى الآن بلا تمثال.
عقب أكثر من مائة عام يعود تمثال الحرية من جديد، تزامنًا مع افتتاح قناة السويس الجديدة، وهو لفلاحة مصرية تحمل ملامح فرعونية بجناحين، ويعلو رأسها غطاء فرعوني وعلى جانبيها يجلس تمثالان للحراسة يحملان ملامح "أبو الهول"، حيث يتجاوز ارتفاع التمثال الـ15 مترًا.
يظهر تمثال الحرية مطلاً على منصة افتتاح قناة السويس الجديدة بالضفة الشرقية، لاستقبال ضيوف افتتاح القناة الجديدة في السادس من أغسطس المقبل.