سعاد الصباح.. عطاء لا ينضب وولاء لا ينقطع
- أسعار السوق
- أسعار الوقود
- أفراد الأمن
- أيام العيد
- اسطوانات الغاز
- الإجراءات القانونية
- الجهات الأمنية
- الخط الساخن
- الديوان العام
- اللواء محمود عشماوي
- أسعار السوق
- أسعار الوقود
- أفراد الأمن
- أيام العيد
- اسطوانات الغاز
- الإجراءات القانونية
- الجهات الأمنية
- الخط الساخن
- الديوان العام
- اللواء محمود عشماوي
ذهبت، صباح يوم الأربعاء الماضي، من التجمع الخامس، حيث أعيش، إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الموجودة في أقصى الجيزة، لحضور ندوة أقامتها الكلية عن شعر وحياة الدكتورة سعاد الصبَّاح.
صحيح أن الندوة أُقيمت في قلب جامعة القاهرة، ولكني اعتبرتها إحدى ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتتحه لاستقبال الجماهير الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ويديره بكفاءة عالية الدكتور أحمد بهي الدين رئيس هيئة الكتاب، ويعاونه الزميل محمد عزت.
والدكتورة سُعاد الصبَّاح لم تتمكن من الحضور لمعايشة المعرض، إلا أن جناحها لعب دوراً مهماً لإقامته في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وهي شاعرة معروفة لها أكثر من ديوان شعري. وسبق أن عرفتها وتعاونت معها عندما أنشأت دارها للنشر هنا في القاهرة. وازدهرت في مصر ولعبت دوراً في السنوات الأولى من عمرها إلى أن نقلتها إلى الكويت. ولا أحب الجري وراء التفاصيل لأن من كانوا السبب في نقلها رحلوا عن الدنيا. ولم يعودوا من أهلها حتى نسمع منهم ما يمكن أن يقولوه عن أخطائهم التي أدت لنقل الدار للكويت.
والدار أنشأت مكتبة باسم رفيق درب وشريك عُمر الدكتورة سُعاد الصبَّاح، عبدالله المبارك الصبَّاح. وهي تُقدم منحاً دراسية في الخارج الآن مع اهتمامٍ خاص بالطلبة الفلسطينيين. وفي آخر سنة قدمت الدار 30 منحة لأوائل الكليات لدراسات الماجستير والدكتوراه في أهم جامعات العالم. حتى تكون لدينا أجيال جديدة من الشباب تعلموا في أهم منابر علمية في الدنيا كلها.
حضر الندوة علي المسعودي مدير دارها بالكويت للطبع والنشر، وأكد أنها هي التي طلبت عقد هذا اللقاء في هذه الكلية التي تدين لها بالكثير. تحدّث معنا في اللقاء عنها وعن شعرها وملابسات دراستها في جامعة القاهرة قبل سنوات بعيدة الدكتور علي الدين هلال، والدكتور أحمد يوسف، والدكتور ممدوح إسماعيل، وبعض الحاضرين.
وهذه الدار تم تأسيسها في مصر وصدرت منها كُتب كثيرة جداً، أغلبها من الأعمال الأدبية المهمة لأدباء مصر وفنانيها وشُعرائها. ومكتبة الكلية التي زرناها ربما تُعد أول مكتبة رقمية في جامعة القاهرة.
الدكتور أحمد يوسف تحدث وقال: إن علاقة الدكتورة سعاد بمحيطها كانت إنسانية سواء في بلادها أو مع وطنها العربي الكبير، فهي إنسانة عربية حتى النُخاع. قامت بالكثير من خلال المؤسسات الثقافية في الوطن العربي. وبدأت بوطنها الذي تعشقه. ورغم غزو العراق للكويت فإن لها قصيدة تُعد من أجمل ما كتبت عنوانها: إلى سيفٍ عراقي. وعندما رحل عبدالناصر كتبت قصيدة عنوانها: من امرأة عربية إلى رحيل عبدالناصر.
علي المسعودي أكد أن هذا اللقاء يتوقف أمام مشروع شاعرة عربية لم تتزعزع عروبتها لحظة واحدة. وتظل مصر بالنسبة لها هي كل حياتها رغم أن شهادتها العليا حصلت عليها من جامعة لندن. لها أربعة عشر كتاباً في الاقتصاد، وخمسة عشر كتاباً في الشعر. وقفت فيها مع الضُعفاء والفُقراء وحقوقهم. ولها اهتمام خاص بحقوق المرأة وحقوق الإنسان في كل مكانٍ على أرض الوطن.
دارها تأسست في مصر سنة 1988، ولكنها نُقِلت بعد ذلك إلى بلادها الكويت. إن عطاءها لا ينضب، والندوة تحولت إلى قراءة في حياة شاعرة عربية. وتحدَّث عنها الدكتور عبدالحميد صقر، عضو مجلس إدارة البنك المركزي، والدكتورة هالة أبوعلي مدير العلوم السياسية.
إن القراءة في تاريخها تؤكد أنها إنسانة استثنائية. أذكر أنها عند تأسيسها لدارها في مصر كان معي صديق العمر وتوأم الروح جمال الغيطاني، وأسماء كثيرة من أبناء جيل الستينات: إبراهيم أصلان، ومحمد البساطي، والدكتورة أماني فؤاد، وعبدالرحمن الأبنودي.
وما زلت أذكر أنني كنت معها عندما ذهبت إلى الأستاذ هيكل والأستاذ نجيب محفوظ لتصافحهما وتعطيهما دواوينها، يرحمهما الله رحمة واسعة.
كان الحاضرون من طلاب الكلية، وجلسنا في مدرجاتها، وازدحم المكان بالحضور، والرغبة في أن يتحدث الحاضرون كانت موجودة. وعدتُ ومعي بعض كتبها الجديدة: الأسبوع ستة أيام، عاشقة الوطن الجزء الرابع والخامس، استراحة الخميس، كلمات حب من المحيط إلى الخليج، وتبقى شجرة الصداقة مثمرة.
أذكر أن إدارة معرض الكتاب جهزت شاشات عرض في ندواتها بسبب الزحام.