تلفيق الإعلام الإسرائيلي الرخيص

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

الابتزاز الرخيص سمة التصقت بالتاريخ الصهيوني، تارة عبر نشر الأكاذيب، وأخرى عن طريق بث رسائلهم المغرضة ضد مصر وقوة جيشها. الإسرائيلي لا ينسى ولا يغفر كسر الغرور والكبرياء الذي كان يحيط بقواته قبل أكتوبر 1973 كما يسترجع بمذلة شهادات كبار قادة الجيش المصري عن صفة الجبن التي كانت تتسم بها «قوات» هذا الجيش!

صحيفة جيروزاليم بوست عرضت أسوأ نموذج صحفي بكل المقاييس الإعلامية حتى تلك التي تصدر عن عدو. أولاً.. مصر دولة كبيرة مكانتها المؤثرة تقتضي علاقات متوازنة قائمة على الرشد والحكمة مع دول الإقليم والعالم، وهو النهج الذي قاد به الرئيس عبدالفتاح السيسي سياسة مصر الخارجية خلال أحلك وأعقد ظروف تمر بها المنطقة.

الالتفاف بهذه الإشارات الرخيصة التي تعكس بوضوح الخبث والعداء الذي تكنه إسرائيل لمصر بالتأكيد لن يقابل إلا بالازدراء والسخرية من أي متابع يحترم عقله بالنظر إلى هذه السقطة التي ارتكبتها الصحيفة أو أي وسيلة إعلامية إسرائيلية أخرى.

الاستفزاز الإسرائيلي تجاه مصر لم يعد خافيا بين الكواليس السياسية بعدما أصبح واضحاً، إما عبر بث تقارير تدور حول مخاوف إسرائيلية من تسليح الجيش المصري، وكأن مصر هي مجرد دولة صغيرة! مصر واقعياً هي التي صنعت أعظم انتصار عرفه التاريخ المعاصر في أكتوبر عام 1973، هي التي تملك أقوى جيوش العالم الذي بذل وما زال يبذل أغلى وأشرف دماء في سبيل حماية الأرض والشعب.

بعد عملية طوفان الأقصى وضعت أوهام ومراهقات اليمين المتطرف الصهيوني أمامها بقعة من أغلى أراضي مصر.. سيناء. صوّر لها الوهم أن مصر ما زالت تعيش مرحلة سوداء خلال عام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، حيث كان كل شيء وأي شيء عُرضة للبيع، فالوطن حسب وصفهم «حفنة تراب قذر» لماذا إذاً لا تُعرض للبيع.

غاب أدنى درجات الوعي عن قادة اليمين المتطرف الصهيوني أن مصر بعد 30 يونيو 2013 عادت بقوة لتحبط كل المخططات الخبيثة. مصر المستعدة لقطع يد من يجرؤ على المساس بشبر من أرضها. مصر المدافعة عبر التاريخ بدماء أبطالها الأشراف عن القضية الفلسطينية وضمان حق الشعب الفلسطينى في العيش على أرضه داخل بلاده والوقوف حائط صد أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

كما غاب وسط الوحشية والهمجية التي مارستها حكومة اليمين المتطرف ضد الشعب الفلسطيني أن مكانة وقوة مصر ترتقي بها عن أي تهديد أو محاولات استفزاز خسيسة صادرة عن حكومة متخبطة سياسياً فشلت في تحقيق أبسط الأهداف التي حاولت تبريرها كذباً وهي ترتكب جرائم الحرب.

كلمة أخيرة إلى الإعلام الصهيوني.. إذا كانت بضاعتك الرخيصة تجد لها سوقاً في أمريكا والغرب تأكد أنها ستقابل بحالة وعي، ولا أقول غضب عارم من مصر وكل الدول العربية.