الشرطة المصرية

قال رسول الله ﷺ: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله». بهذه الكلمات النبوية الشريفة يتجلى عِظَم الدور الذي يؤديه رجال الشرطة في حماية الأوطان والسهر على أمن المجتمع. فهم الدرع الحامية للمواطنين، يضحون بوقتهم وراحتهم، بل وأرواحهم أحياناً، من أجل أن ينعم الجميع بالأمن حاملين على عاتقهم مسئولية الحفاظ على النظام وحماية الأرواح والممتلكات.

تُجسد احتفالات الشرطة في مصر فلسفة أمنية متكاملة تجمع بين الالتزام بحماية الوطن، وبناء جسور الثقة مع المجتمع، فجهود وزارة الداخلية، المدعومة برؤية القيادة السياسية، حوّلت الشرطة من مجرد جهة إنفاذ قانون إلى شريك فاعل في تحقيق التنمية، وزيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأكاديمية الشرطة لم تكن مجرد حدث إعلامي، بل إشارة ورسائل واضحة للاستثمار في الإنسان الأمني، الذي يُعد ركيزةً لأي استقرار، وفي ظل التحديات الإقليمية، تبقى مصر قلعةً حصينةً بفضل رجال أمنها، الذين يُحتفي بهم ليس فقط في يوم واحد، بل في كل يوم يُسطِّرون فيه انتصارات صامتة لحماية الشعب.

فالشرطة هي الركيزة الأساسية في منظومة الأمن القومي، فتعمل على مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة سواء كانت بأغراض سياسية أو جنائية، وأيضاً حماية المواطنين من التهديدات الداخلية. يكفينا فخراً أنه منذ عام 2013، تمكنت الأجهزة الأمنية من تنفيذ العديد من العمليات التى أسهمت في تفكيك التنظيمات الإرهابية، والحد من معدلات الجرائم العنيفة.

وفي الحقيقة، شهدت وزارة الداخلية في السنوات الأخيرة طفرةً في استخدام التكنولوجيا الحديثة حيث نفذت وزارة الداخلية المصرية خططاً طموحة لتطوير أجهزتها الأمنية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.في عام 2024، قامت الوزارة بإنشاء وتحديث 372 قسماً ومركزاً أمنياً على مستوى الجمهورية، بهدف توفير بيئة آمنة ومتطورة تتماشى مع متطلبات الجمهورية الجديدة، وحرصت الوزارة على تحسين جودة الخدمات الأمنية من خلال تطبيق أحدث تقنيات التحول الرقمي، ما سهَّل على المواطنين الحصول على الوثائق الرسمية والخدمات الشرطية بسرعة وكفاءة.

إلى جانب ذلك، عملت الوزارة على تطوير مهارات كوادرها الأمنية وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان في التعامل مع الجمهور من خلال أقسام المساعدات الفنية المتطورة، ما ساهم في تحسين العلاقة بين الشرطة والمجتمع. وأيضاً شهدت مشاركة المرأة في وزارة الداخلية تطوراً كبيراً، حيث تم إنشاء قطاع خاص بمكافحة العنف ضد المرأة، إلى جانب زيادة مشاركة الشرطة النسائية في مختلف القطاعات الأمنية، مثل الجوازات، السجون، ومكافحة المخدرات.

كل هذه الجهود المستمرة أسهمت في تعزيز الأمن والاستقرار، ما انعكس إيجابياً على حياة المواطنين، فالتزام الوزارة بتطوير أجهزتها بما يواكب تطلعات الدولة نحو مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً وقد جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأكاديمية الشرطة لتؤكد أهمية تطوير المنظومة الأمنية مؤكداً أن رجال الأمن هم الحصن الأول لحماية استقرار الدول.

تظل الشرطة المصرية «عيون مصر الساهرة»، تسهر على أمن المواطنين، وتواصل مسيرتها في حماية الوطن بتفانٍ وإخلاص. وبينما نحتفل بعيد الشرطة، نؤكد أن جهود رجال الأمن لا تُقدََّر بيوم واحد، في عيد الشرطة بل هى عمل مستمر يضمن لمصر الأمن والأمان، اليوم وغداً ولمستقبل آمن مزدهر كل التحية والتقدير للعيون الساهرة.