بالصور| "الوطن" ترصد القصة الكاملة لفقد 480 في هجرة غير شرعية لإيطاليا

سيطرت حالة من الخوف والهلع على أسر 480 مصريًا وعربيًا من جنسيات مختلفة من المهاجرين غير الشرعين الذين حزموا حقائبهم قبل 11 شهرا للسفر لإيطاليا عبر سواحل دمياط ولكن "جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن" حيث انقطعت الاتصالات بين هؤلاء وأسرهم وتبين عدم دخولهم لإيطاليا وذلك عقب رد السفارة المصرية فى إيطاليا على ذوي المتغيبين. يقول أيمن فنجري محروس مقيم بمحافظة أسيوط: "نفسي أشوف ابن عمتي أطمن عليه حد يطمنا عليه سواء كان عايش ولاميت أحنا راضين بقضاء ربنا بس 11 شهر منعرفش حاجة عنهم ومفيش مسؤول طمنا". ويروى أيمن تفاصيل حكاية ابن عمته قائلا: "باسم ثروت كامل 18عام عامل معمار شاب بسيط تمنى أن يعيش بكرامة ويكون مستقبله فخرج ولم يعد". وتابع أيمن: "فوجئت به فى شهر سبتمبر العام الماضي يقول لي أنا هسافر لإيطاليا عشان أكون مستقبلي البلد وضعها الاقتصادي مش زي الأول زي ما أنت شايف فقلت له هتسافر أزاي يا باسم؟ فأكد أنه تعرف على أحد الأشخاص ويدعى "ممدوح.س" مندوب سيحصل منه على مبلغ 20 ألف قبل السفر و10آلاف بعد السفر مقابل أن يسهل له دخول إيطاليا كمهاجر غير شرعي على أن يسافر هو وآخرين عبر مركب ستقلهم من محافظة الإسكندرية حتى إيطاليا ومن حينها ونحن لانعلم شئ عنه". وتابع "أيمن" خاطبت كافة الجهات من وزارة الخارجية ومجلس الوزراء ووزارة الداخلية والدفاع والمخابرات وحتى الآن لم يصلنا رد. وناشد أيمن الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل وإنقاذ ذويهم المفقودين منذ شهر سبتمبر العام الماضي، مشيرًا لفقد نحو 26 شابًا من أسيوط وآخرين من محافظات المنيا والغربية والقليوبية بخلاف آخرين جنسيات سودانية وفلسطينية وسورية. وروت سميرة عبدالكريم فلسطينية الجنسية مقيمة بغزة والدة مهند سامي تفاصيل ماحدث لنجلها عبر اتصال هاتفي لـ"الوطن": "نظرًا لظروف الحرب فى فلسطين اضطر نجلي للهجرة والإقامة بمصر حيث عمل بأحد المطاعم وتعرف على فتاة مصرية تدعى عايدة عبدالفتاح وتزوج منها ونظرًا للظروف الاقتصادية في مصر تعرف نجلي على أحد الوسطاء ويدعى أبوحمادة السوري، الشهير"بفؤاد الجمل" حيث التقى نجلي وزوجته الجمل في الإسكندرية وأقنعهم بالهجرة والعمل في إيطاليا وبالفعل حزم نجلى وزوجته حقائبهم واستقلا أحد الاتوبيسات التي خصصت لنقلهم للمركب المقرر أن تستقلهم وكان أخر اتصال دار بيني وبينه في 6 سبتمبر العام الماضي، حيث قال نجلي أنه فى طريقه للمركب وأن عدد كبير من الشباب المصرى ومختلف الجنسيات قرروا الهجرة. وبنبرة حزينة يقول جوزيف نادر لمعي: "نفسى أشوف أصحابي عشرة عمري خرجوا ومرجعوش ومعرفش أن كانوا أحياء ولاأموات". وتابع جوزيف قائلا خرج 26 شابًا من أسيوط يوم28 أغسطس العام استعدادًا للهجرة غير الشرعية لإيطاليا متجهين لمحافظة الإسكندرية وظلوا بالإسكندرية حتى يوم 6 سبتمبر موعد الرحيل مختبئين في مخزن مقابل مبلغ مالى لكل منهم 30 ألف جنيه. وتابع جوزيف: "آخر اتصال أجربيته مع صديقي عصام عيد أيوب قال لي إحنا قاعدين في كافتريا عشان هنركب من الإسكندرية لإيطاليا ومن حينها والاتصالات مقطوعة". ويضيف جوزيف رغم تقدم عدد منا ببلاغات ضد سبع سماسرة من محافظة البحيرة كان وسطاء لتلك الرحلة إلا أن البلاغات تم التنازل عنها عقب تهديدات تلقها عدد من الأسر بقتل ابناءهم دون أن يعلموا أماكنهم وأن كانوا أحياء بالفعل أم لا". وناشدت كوثر شقيقة مصطفى عطيه 17عاما طالب في دبلوم صنايع، مقيم بمحافظة الغربية، أحد المفقودين من يوم رحلة 6 سبتمبر الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتدخل. وتابعت كوثر: "لم نسمع شئ ولانعرف شئ عنه منذ وقت الرحلة وقبل رمضان بفترة كان حصل عنه تحريات هو وبابا عايزين نعرف هو فين ولو مسجون ليه وفين"، مضيفة الوسيط عمل غسيل مخ لأخي وأقنعه بتوفير العمل لهم. وأفاد مصدر أمني مسؤول بالأموال العامة بدمياط لـ"الوطن" بأنه لم يتم الإبلاغ عن تلك الرحلة وليس لها أى معلومات لديهم.