صفوان ناصر: التحرش أرض خصبة للأفلام .. و المجنى عليها خطوتى للعالمية
عشق السينما منذ طفولته، كان دائم التفكير فى صناعة الأفلام بشكل عام، أصبحت مراقبة الأبطال والتعمق فى تحليل الأفلام هوايته المفضلة، خلقت السينما بداخله حالة من الإبداع والتحضر، عشق تلك الشاشة التى أطلّ منها عظماء الفن والغناء، وتمنى يوماً أن يكون جزءاً من تلك الصناعة، حتى بدأ بتحقيق حلمه عندما درس الإخراج وعمل لسنوات ليست طويلة فى إخراج أفلام تناقش قضايا من صلب المجتمع، حتى وصل بحلمه فى 25 من عمره واقفاً على السجادة الحمراء وسط عدد كبير من مشاهير العالم، حيث يُعرض فيلمه «المجنى عليها» ضمن ركن الأفلام القصيرة فى مهرجان كان.
■ عرّفنا بنفسك.
- أنا صفوان ناصر الدين، 25 سنة، خريج الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام، وبشتغل مخرج.
■ ما سبب اختيارك للإخراج؟
- الأفلام عشقى من صُغرى، دايماً كنت بحب أتفرج على الأفلام وأركز فى التفاصيل، وكنت بحلم طول عمرى إنى لما أكبر أعمل أفلام.
■ بدأت إزاى؟
كنت فى البداية Freelance film director وفى آخر سنتين عملنا شركة Eyewitness productions لإنتاج الأفلام.
■ عملت كام فيلم وأشهرهم إيه؟
-9 أفلام، أشهرهم «المجنى عليها» و«مصر اتباعت» و«فخور إنى عربى»، وأول فيلم عملته كان الفنان سامى العدل ضيف شرف فيه وهو «شوية دم».
■ كلمنى عن فيلم المجنى عليها.
- هو فيلم عن قضية التحرش الجنسى، وبتعتبر من أهم القضايا الموجودة، حيث إن نسبة التحرش فى مصر وصلت لـ99% حسب إحصائيات عالمية، وبما إننا عايزين ننقل الواقع بشكل إبداعى تم إنتاج الفيلم كبداية لسلسلة أفلام قصيرة عن قضايا مهمة.
■ كلمنى عن فكرة الفيلم.
- الفيلم من تأليفى وإخراجى، فيلم قصير حوالى 13 دقيقة، الفكرة إنى كنت عايز أناقش القضية بشكل مختلف، أعتقد إننا زهقنا من شكل الأفلام الوثائقية اللى بتنقل صورة التحرش بنمط واحد، قررت أخلق عالم خيالى للبنت وتتكلم عن إحساسها وهى فى الدايرة إلى واقفها فيها؛ دايرة جواها رجالة بتتحرش أو بتدافع عن التحرش أو بتتفرج بحيث إنى أقدر أجذب المشاهد، الفيلم حصل على نص مليون مشاهدة فى أول 24 ساعة على اليوتيوب.
■ «المجنى عليها» شارك فى مهرجان كان؟
- شارك السنة اللى فاتت فى مهرجان كان، لأن الفيلم إنتاجه ضخم جداً رغم إنه مشهد واحد إلا أننا مستخدمين فيه أعلى إمكانيات السينما زى كاميرا الـRed epic ودى الكاميرا اللى متصور بيها فيلم The hobbit مثلاً، غير إن قضية التحرش الجنسى تُعتبر قضية عالمية مش محلية على عكس ما الناس فاكرة.
■ شعورك كان إيه وقت ما عرفت الخبر؟
- كنت بتمنى إن الفيلم يروح مهرجان كان من أول ما كان مجرد فكرة، وطبعاً لما عرفت إنه اتقبل من ضمن ركن الأفلام القصيرة فى المهرجان كنت فى منتهى السعادة لأنه هيكون بمثابة افتتاح عالمى للفيلم واتعمل له صفحة على أكبر موقع سينمائى عالمى، وتم الاعتراف به عالمياً وتُرجم إلى كذا لغة، غير إحساسى لما سافرت ومشيت على Red carpet مع فريق العمل وقدامنا Nicole Kidman وكل النجوم إلى بحبهم، الحمد لله كان حلم واتحقق.
■ هل ليك أفلام تانية دخلت مهرجانات أو خدت جوايز؟
- مش هدفى إنى أجرى ورا الجوايز والمهرجانات، حتى مهرجان كان ما كانش فيه جوايز، الفكرة إنى عايز أوصل للجمهور نفسه وأعرّفه فكرى والمضمون والرسالة توصلهم، عايز أرجّع القيم والأخلاق عن طريق السينما والإبداع لذلك بهتم بكل عناصر السينما والتفاصيل زى الموسيقى التصويرية والألوان لأننا بنشوف كوارث دلوقتى فى السينما.
■ كلمنى عن صناعة السينما دلوقتى.
- مشكلة السينما دلوقتى إن صنّاع الأفلام مش مقدّرين المسئولية أو المكانة اللى هما فيها، إن السينما بتُعتبر قدوة للجمهور، الجمهور مش بيخلق الإفيه أو الموضة، السينما هى اللى بتعمل ده، فلما أختار محتوى غير متماشى مع المجتمع والأخلاقيات لازم طبعاً تلاقى المجتمع انحدر والأجيال بتتدمر، فيه أطفال بتشرب حشيش وخمرة دلوقتى، ونسبة التحرش بالمدرسات فى المدارس الابتدائى زادت جداً لأن طبيعى لما يبقى فيه بطل طفل بيتحرش باقى الأطفال هيتحرشوا.
■ المسئولية شاملة مين؟
- شاملة كل صنّاع السينما، بداية من الكاتب اللى بيألف فكرة سيئة أو حتى مش بيطور الشخصيات بشكل صحيح، زى ما شفنا فى مسرحية مدرسة المشاغبين، للمخرج إلى بيقبلها، والممثلين اللى هما فعلاً قدوة للجمهور، والمنتج اللى بيوصل الفكرة لملايين وفى الآخر بيقولك إن الجمهور هو اللى عايز كده.
■ شايف إيه دور الحكومة؟
- مفيش تقدير من الدولة وده كارثة، فى هوليود عندهم داخل وزارة الدفاع مكتب مختص بشئون السينما لهوليود، لو فيه فيلم عدى من الرقابة وممكن يسىء للدولة أو ينشر فكر غير أخلاقى بيشيلوه، هما عارفين كويس مدى قوة وتأثير السينما على المجتمع، زمان فى مصر السينما كانت بتدخّل فلوس للبلد أكتر من قناة السويس إنما دلوقتى أهملوا السينما خالص.
■ إيه رأيك فى الأفلام «+ 18»؟
- دلوقتى الأفلام بقت كلها إيحاءات جنسية ورقصات، ويحطولك على الأفيش «+ 18»، الفكرة إن الكلمة دى بتشمل العنف كمان مثلاً، لكن هما فاكرين إن الجنس بس هو اللى للكبار فقط.
■ كلمنى عن حملة الأفلام الهابطة.
- فكرتها إنى هعمل جزء من الإنتاج للجمهور علشان الجمهور يشعر إن ده فيلمه حتى لو بأقل المبالغ، ولكل مبلغ هتخدى دعوة للعرض الخاص مثلاً وخلافه، وبدأنا بفيلم «اطمن» نزلنا إعلانه علشان الناس تعرف هتشارك فى إيه.
■ شايف إيه قواعد المخرج؟
- لازم يراجع السيناريو والمضمون كويس واختيار الأبطال لأنهم قدوة، غير إن السينما هى اللى بتنقل ثقافة المجتمع مش العكس، فلازم يختار كويس العمل لأن العمل ده بيوصل للخارج، بيصدّر أفكار عن مجتمعنا، وتصدير الأفكار السيئة أصبح منتشر جداً، السينما بتغير الثقافة على المدى البعيد، بعد 10 سنين من إنتاج أفلام السبكى دلوقتى الشارع بقى كله أبطال أفلامه.
■ رسالة المخرج؟
- احترام عقلية المشاهد والارتقاء بها.
■ بتشتغل فى إيه حالياً؟
- جالى عروض كتيرة فعلاً أفكارها قذرة لكن رفضت ودلوقتى، بعمل فيلم سينما، وأول رواية من تأليفى هتبقى مسلسل إن شاء الله.
■ أحلامك إيه؟
- بحلم أغيّر مسار السينما والأفلام المصرية توصل كلها للعالمية، بحلم أغيّر الثقافة بالإبداع، غير إنى نفسى أعمل مشاريع تانية مثلاً للناس اللى مالهاش مأوى الـ Homeless وأساعدهم يعيشوا حياة أفضل.