توابع حرق "رضيع نابلس":توتر فى الضفة والجيش الإسرائيلى يقتل فلسطينيين

كتب: عبدالعزيز الشرفى

توابع حرق "رضيع نابلس":توتر فى الضفة والجيش الإسرائيلى يقتل فلسطينيين

توابع حرق "رضيع نابلس":توتر فى الضفة والجيش الإسرائيلى يقتل فلسطينيين

تواصلت حالة التوتر والاضطرابات فى الضفة الغربية، أمس، وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف وهجمات انتقامية رداً على استشهاد الرضيع الفلسطينى على الدوابشة حرقاً بعد أن أشعل مستوطنون يهود متطرفون النيران فى منزله فى قرية «دوما» الفلسطينية بمدينة «نابلس»، ما أسفر عن استشهاده وإصابة عائلته بأكملها بدرجات متفاوتة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس، إن قوات الأمن الإسرائيلية والمنظومة الأمنية فى إسرائيل بشكل عام، قررت الإبقاء على حالة التأهب القصوى تحسباً لأى هجمات انتقامية طوال الأسبوع الحالى. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن ضباطاً ومسئولين بالجيش الإسرائيلى أجروا اتصالات مع مسئولين فلسطينيين بهدف بث رسائل تهدئة لمحاولة منع أى أعمال انتقامية، مؤكدين أنه سيتم إلقاء القبض على مرتكبى تلك الجريمة ومحاكمتهم وتوقيع العقاب عليهم. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: «على الرغم من حالة الهدوء النسبى فى الضفة الغربية، مساء أمس الأول وصباح أمس، فإن الاستعدادات الأمنية ستتواصل على نفس الحالة، حيث إن المنظومة الأمنية تخشى تفجر أعمال انتقامية فى المنطقة، وهو ما لوحظ من خلال النشاط العسكرى المكثف فى الطرق المؤدية إلى الضفة الغربية وداخلها، حيث تم نشر مئات الجنود من الجيش الإسرائيلى فى المنطقة، لمحاولة حفظ الهدوء»، مشيرة إلى أن بعض المناوشات الطفيفة وقعت بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلى، حيث ألقى فلسطينى زجاجات حارقة على جندى إسرائيلى، وردت قوات الاحتلال عليها بإطلاق النيران بشكل تسبب فى إصابة الفلسطينى بجروح خطيرة، وبعدها بساعات أعلنت وفاته، فيما قُتل شاب فلسطينى آخر برصاص قوات الاحتلال، بعد محاولته الاقتراب من الجدار العازل فى منطقة «بيت لاهيا». وبعد ساعات من الاعتداءات الإسرائيلية، اعتدى مستوطنون إسرائيليون متطرفون على عدد من المزارعين الفلسطينيين بينما كانوا يعملون فى أراضيهم الزراعية، وهو ما تسبب فى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجانبين، إلى أن وصلت قوات الأمن واستطاعت الفصل بين الطرفين، وبعدها أعلنت إغلاق المكان واعتباره منطقة عسكرية مغلقة، تحسباً لوقوع اشتباكات جديدة. وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى «غضب فلسطينى عارم اجتاح شبكات التواصل الاجتماعى فى أعقاب حرق الرضيع الفلسطينى، إضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة»، لافتة إلى أن الأطباء لا يزالون يحاولون إنقاذ حياة بقية الضحايا من عائلة «الدوابشة»، حيث لا تزال حالتهم حرجة وتحتاج إلى العناية الطبية المستمرة، مشيرة إلى أن «الأب سعد والأم ريهام والابن الآخر أحمد، يتلقون العلاج بعد أن أصيبوا إصابات تتراوح درجاتها بين خطيرة وكارثية، وسط مخاوف من عدم القدرة على إنقاذهم من الموت نتيجة تلك الإصابات». ونقلت «هآرتس» عن شهود عيان على الحادث قولهم إن ملثمين اثنين أشعلا النيران فى المنزل ووقفا إلى جوار الوالدين بينما كانت النيران مشتعلة فيهما ولم يحركا ساكناً، لافتين إلى أن الهجوم وقع فى الساعة الثانية بعد منتصف الليل. من جانبه، قال موقع «والا» الإخبارى الإسرائيلى، أمس، إن المناوشات الطفيفة والاشتباكات والاعتداءات التى وقعت بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدار الساعات القليلة التالية للاعتداء اليهودى، تنذر باحتمالات اندلاع أعمال عنف على نطاق واسع وسط مخاوف من عودة الاشتباكات المسلحة والهجمات المتبادلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتى كانت قد اختفت على مدار السنوات القليلة الماضية. وأضاف «والا»: «الهجوم اليهودى سيمثل نقطة اختبار بالنسبة للمنظومة القضائية فى إسرائيل، حيث إنه للمرة الأولى على الإطلاق تتسبب أعمال الانتقام اليهودية التى تأتى تحت عنوان (تدفيع الثمن)، فى وفاة أحد الفلسطينيين، وهو ما يعنى أن كل الأجهزة المسئولة عن التحقيق فى هجمات العصابات اليهودية، وهى الشرطة والأمن العام والاستخبارات والنيابة العامة، ستواجه نقطة حاسمة لضبط المهاجمين وتقديمهم إلى القضاء». وتابع الموقع: «حينها سيكون دور القضاء الإسرائيلى هو محاكمتهم بشكل صحيح وتوقيع العقوبة عليهم، وعدم إفلاتهم من العقاب على غرار الهجمات السابقة التى كانوا يرتكبونها ويفلتون من العقاب فيها»، لافتاً إلى أن تزايد تلك الهجمات الإرهابية ناتج فى الأساس عن إفلات هؤلاء المستوطنين المنتمين إلى اليمين المتطرف من العقاب، مضيفاً: «لم يتم تقديم أى عريضة اتهامات فى إطار التحقيقات التى تجرى فى حرق المنزلين ومقتل الرضيع حتى الآن».