حكاية "إمبراطور الترامادول" الإخوانى.. قدّم 2000 وجبة لمعتصمى "رابعة"

حكاية "إمبراطور الترامادول" الإخوانى.. قدّم 2000 وجبة لمعتصمى "رابعة"
هى حكاية أسطورية، حكاية مجرم، نجح فى استغلال ظروف البلاد، واللعب على جميع الأحبال السياسية، حتى أصبح من أبرز رجالات الإخوان، مع كونه واحداً من أبرز تجار المخدرات. الرجل لم يتورّع عن فعل أى شىء، اشتغل بتجارة المخدرات والسلاح، موّل الجماعة بالذخائر والأسلحة، خاصة فى اعتصام «رابعة»، فضلاً عن تجهيز وجبات يومية للمعتصمين، ارتبط بعلاقات وثيقة بقيادات الجماعة وبشخصيات سياسية مؤثرة. إنها رحلة صعود وهبوط الرجل، الذى صدرت ضده أحكام بالسجن 22 عاماً، نرصدها فى السطور التالية:
اسمه سعد زينهم سعد حسن أبوالغيط، وشهرته «الشيخ الدب»، 37 سنة، من مدينة نبروه بالدقهلية، وحاصل على دبلوم ثانوى تجارى من مدرسة نبروه الثانوية التجارية، أعزب، يعانى سمنة مفرطة، متوسط الطول، أبيض البشرة، ذو لحية خفيفة، معروف عنه كثرة الثرثرة والكذب وحب الفتنة وإطلاق الشائعات منذ صباه، تمكن «أبوالغيط» من تكوين أكبر مافيا للتهريب وجلب «الترامادول» والسلاح والممنوعات، من ألعاب نارية وسجائر مسرطنة وأدوية مغشوشة ومنشطات جنسية رديئة إلى مصر والشرق الأوسط فى خلال فترة زمنية لم تتجاوز سبع سنوات، واستطاع جلب مليارات الأقراص المخدرة، بعلاقاته الوثيقة مع كبار المنتجين والمهربين فى 10 دول على الأقل، وتطورت مراحل هذه الرحلة الإجرامية إلى عدة محطات، كالتالى:
الغرور: من 2011 حتى 2013:
تتميز هذه المرحلة بتنوع أحداثها وتداخلها، نظراً لاشتراك أبعاد سياسية معها، حيث استطاع شخص سياسى شهير، رئيس حزب هارب حالياً خارج البلاد، وممول لتنظيم الإخوان الإرهابى، تربطه به صلة قرابة، إقناعه باستغلال ظروف الانفلات الأمنى والفوضى عقب ثورة يناير، بالعودة إلى مصر، لإنهاء الإجراءات والإشراف على المحامين، لعمل معارضات على الأحكام الغيابية، وبالفعل عاد المهرّب عبر مطار القاهرة، وكان فى استقباله بالمطار هذا الشخص السياسى الشهير وآخرون من أقاربه وأعوانه، فى فبراير 2011، وكان موضوعاً على قوائم ترقب الوصول، وتم ترحيله إلى وزارة الداخلية والأمن العام والإدارة العامة لمكافحة المخدرات لاتخاذ الإجراءات الأمنية المقررة، وعارض المهرب كل الأحكام القضائية الغيابية، وتم إنهاء الإجراءات وإخلاء سبيله، ومن هذا الموقف تبين له صحة رؤية صديقه السياسى الشهير. وكان ذلك دافعاً رئيسياً فى زيادة أواصر الثقة والعلاقة بينهم، التى تطورت إلى شراكة أحياناً، وهو الذى قام بتقديمه وتعريفه لقيادات تنظيم الإخوان الإرهابى، واستمر المهرّب بمزاولة نشاطة الإجرامى بشكل أوسع وكميات ضخمة. ووصل به الأمر إلى تصفية حساباته مع أى شخص، مستغلاً فى ذلك تلك الشبكة من العلاقات والنفوذ المالى الضخم، وتوطدت علاقاته خلال تلك الفترة مع قيادات التنظيم الإرهابى، وحضر معهم عدداً من المناسبات والحفلات بواسطة صديقه السياسى المعروف، واستطاع أيضاً تكوين شبكة مع عدد من المنتفعين والفاسدين، وهى التى ساعدته كثيراً فى تصفية الحسابات مع الكثير من خصومه، من بينها تعمّد إطلاق الشائعات الكاذبة ضد كفاءات نزيهة فى جهاز الشرطة، ومصاهرة عائلته ضباط شرطة وقضاة، وتزايدت بشكل كبير عمليات التهريب التى يقوم بها لجميع الممنوعات، وبدأ بإضافة تهريب السلاح والذخائر أيضاً بصورة تدريجية فى البداية، وامتدت علاقاته لتشمل جزءاً من التكفيريين بسيناء.
ثالث قضية مخدرات تحررت ضده تحمل رقم 1008 جنايات ثانى طنطا، لسنة 2012، واشترك فى واقعتى الضبط والتحريات بها العقيد عبدالوهاب الراعى، والعقيد أحمد عرفات، والمقدم نصر رفقى، من مكافحة المخدرات، وعدد من ضباط مديرية أمن الغربية، بإشراف اللواء مصطفى الباز، وتتلخص فى ضبط مخزن كبير بدائرة القسم يمتلكه شقيقان، بداخله سبعة ملايين قرص مخدر من عقار «الترامادول»، وأسفرت التحريات عن أن مصدر حصول المتهمين على المخدر المذكور المهرب الشهير أبوالغيط، وتولت النيابة العامة التحقيق، وقررت حبس المتهمين وضبط وإحضار المهرّب، ولم يمنعه هذا من استمرار مزاولة المزيد من النشاط الإجرامى، لكن تم التركيز على القاهرة، وتنقل فى الإقامة بين شارع جامعة الدول العربية والزمالك ومدينة نصر، وأصبح تردده على الدقهلية ونبروه بحساب، وأحياناً كان يقيم برأس البر والإسكندرية وبورسعيد، وتوطدت علاقاته بتنظيم الإخوان الإرهابى على مستوى القيادات، وتقابل مع خيرت الشاطر بفيلا بالتجمع الخامس، ومع صعود وتزايد الغضب الشعبى على حكم الإخوان، تزايد فى المقابل قيامه بعمليات التهريب للسلاح والذخيرة، وهنا كانت بداية النهاية، فبعد رصد أجهزة وطنية نشاط المهرب وأعوانه، خاصة مع قيام المهرب الكبير بعد اندلاع ثورة 30 يونيو وعزل «مرسى» بإعداد 2000 وجبة جاهزة يومياً لمعتصمى ميدان رابعة من تنظيم الإخوان من أجود أنواع الطعام مع كميات من «الترامادول» التى يحتاجونها، حيث كان يقوم بذبح 20 عجلاً يومياً ويتولى مجموعة من الطباخين إعداد الطعام بمصنع للمستحضرات الطبية بمدينة بدر، خاص بأحد شركائه، وكان المهرّب وحاشيته يذهبون كثيراً لتسليم الوجبات وسط ترحيب كبير من المعتصمين الذين لقّبوه بالشيخ الدب، وأعلن فى إحدى زياراته قرب إمدادهم بالسلاح.