حكاية "إمبراطور الترامادول"الإخوانى وجلب مليارات الأقراص المخدرة لمصر

كتب: الوطن

حكاية "إمبراطور الترامادول"الإخوانى وجلب مليارات الأقراص المخدرة لمصر

حكاية "إمبراطور الترامادول"الإخوانى وجلب مليارات الأقراص المخدرة لمصر

هى حكاية أسطورية، حكاية مجرم، نجح فى استغلال ظروف البلاد، واللعب على جميع الأحبال السياسية، حتى أصبح من أبرز رجالات الإخوان، مع كونه واحداً من أبرز تجار المخدرات. الرجل لم يتورّع عن فعل أى شىء، اشتغل بتجارة المخدرات والسلاح، موّل الجماعة بالذخائر والأسلحة، خاصة فى اعتصام «رابعة»، فضلاً عن تجهيز وجبات يومية للمعتصمين، ارتبط بعلاقات وثيقة بقيادات الجماعة وبشخصيات سياسية مؤثرة. إنها رحلة صعود وهبوط الرجل، الذى صدرت ضده أحكام بالسجن 22 عاماً، نرصدها فى السطور التالية: اسمه سعد زينهم سعد حسن أبوالغيط، وشهرته «الشيخ الدب»، 37 سنة، من مدينة نبروه بالدقهلية، وحاصل على دبلوم ثانوى تجارى من مدرسة نبروه الثانوية التجارية، أعزب، يعانى سمنة مفرطة، متوسط الطول، أبيض البشرة، ذو لحية خفيفة، معروف عنه كثرة الثرثرة والكذب وحب الفتنة وإطلاق الشائعات منذ صباه، تمكن «أبوالغيط» من تكوين أكبر مافيا للتهريب وجلب «الترامادول» والسلاح والممنوعات، من ألعاب نارية وسجائر مسرطنة وأدوية مغشوشة ومنشطات جنسية رديئة إلى مصر والشرق الأوسط فى خلال فترة زمنية لم تتجاوز سبع سنوات، واستطاع جلب مليارات الأقراص المخدرة، بعلاقاته الوثيقة مع كبار المنتجين والمهربين فى 10 دول على الأقل، وتطورت مراحل هذه الرحلة الإجرامية إلى عدة محطات، كالتالى: الثراء الفاحش: من 2008 حتى 2011: عقب سفره إلى الخارج واختيار الأردن مقراً اختيارياً له، مع تنقله إلى عدة دول لممارسة نشاطه الإجرامى وعقد الاتفاقيات الخاصة بجلب وتهريب الممنوعات إلى مصر، ومن خلال تردُّده على دول الصين والهند وجبل على بدولة الإمارات العربية المتحدة، استطاع التعاون مع مزيد من القائمين على ممارسة ذات الأنشطة الممنوعة فى تلك الدول من جنسيات مختلفة، وأيضاً مع العديد من شركات النقل البحرى والتوكيلات الملاحية من جنسيات فلسطينية وسورية وأردنية، ومن هنا بدأ باستكمال رحلة الحصول على المال الحرام، بالاتفاق على جلب عقار «الترامادول» من الصين فى بداية الأمر، لكنه اكتشف ضعف إقبال الزبائن فى مصر عليه، لضعف الصناعة أو تركيبة المادة الفعالة بالعقار، ثم لجأ إلى دولة الهند، للاتفاق مع عدد من المصانع غير المرخصة لتوريد «الترامادول» له بجودة أفضل من الصينى بواسطة شخصين سوريى الجنسية أحدهما مراسل لإحدى القنوات الفضائية، والآخر صاحب مطعم هناك. ونجح فى إدارة تهريب كميات كبيرة من عقار «الترامادول» بطرق متعددة، منها الدروب الصحراوية مع دولة ليبيا، بالتعاون مع المهربين من البدو بعد قيامه بإدخال الحاويات إلى ليبيا من موانئ مختلفة، منها ميناء الخمس بليبيا وأحياناً عن طريق دولة مالطا خط ليبيا البحرى، بمساعدة عدد من عصابات التهريب من الأعراب بليبيا ومصر، أو الموانئ البحرية المصرية بالتحايل المستندى بأوراق الشحنة من الحاويات، وبطرق احترافية يستغل القائمين عليها من معاونيه من بعض مستخلصى الجمارك والمنتفعين، ويقوم المعاونون والشركاء بتسلم الشحنات وتخزينها وبيعها بإشراف مباشر منه، وتوريد المبالغ عن طريق عدة شركات صرافة بنبروه والمنصورة. أول قضية مخدرات يتم تحريرها ضده تحمل رقم 4954 جنح مركز نبروه لسنة 2009 مخدرات، محررة بمعرفة المقدم عبدالوهاب الراعى مفتش مكافحة المخدرات، وتعد أول مواجهة حقيقية من السلطات المصرية المتخصصة فى مجال مكافحة المخدرات ضد إمبراطور «الترامادول»، حيث تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرق الدلتا من ضبط عاطلين من مدينة نبروه فى كمين بمدخل نبروه وبحوزتهم 500000 قرص مخدر من عقار «الترامادول»، وأفادت التحريات والمواجهة بأنها جزء من الكميات السابق قيام المهرب المقيم بالأردن بتهريبها داخل البلاد، وقرّرت النيابة حبس المتهمين وضبط وإحضار سعد أبوالغيط وآخر يُدعى محمد شوقى، وتمت إحالة الجميع إلى المحاكمة حضورياً وغيابياً، وأصدرت محكمة جنح المنصورة حكمها حضورياً للأول والثانى بالحبس لمدة سنة وغيابياً للثانى والثالث، حيث كان عقار «الترامادول» فى ذلك الوقت فى جدول قضايا الجنح، وأهمية هذه القضية أنها أول قضية مخدرات رسمية مصرية ضد المهرّب الشهير وأول إلقاء للضوء بشكل قانونى ورسمى لنشاطه الإجرامى. ومن هنا أدرك المهرب الكبير أن أكبر جهاز متخصص لمكافحة المخدرات فى مصر قد رصده، لكن طمع المال الوفير الحرام لم يردعه أو يحول دون الحد من نشاطه، حيث كان العديد من أعوانه والمستفيدين يعطونه المزيد من الاطمئنان بأنها قضية غيابية وضعيفة من الناحية القانونية. القضية الثانية تحمل رقم 1154 جنح قسم شرطة ميناء الإسكندرية لسنة 2010 جلب «الترامادول»، 20 مليون قرص مخدر، والمحررة بمعرفة المقدم عبدالوهاب الراعى، والرائد هانى صلاح، من مكافحة المخدرات وإدارة شرطة وجمارك ميناء الإسكندرية، وتتلخص القضية فى معلومات وتحريات الإدارة باعتزام المهرب الخطير المقيم بالأردن، بمعاونة آخرين بالقطر المصرى، تهريب كميات ضخمة من عقار «الترامادول» داخل مشمول حاوية 40 قدماً واردة من دولة الهند إلى ميناء الإسكندرية، باستخدام أساليب تهريب احترافية مستندية، وبتفتيش الحاوية بمعرفة اللجنة الأمنية الجمركية، تم ضبط كمية ضخمة من العقار، حوالى 20 مليون قرص، وتم ضبط المستخلص الجمركى. وأفادت التحريات بأن تلك الشحنة خاصة بالمهرب الشهير بمعاونة آخر، وحكمت محكمة جنح الإسكندرية غيابياً وحضورياً عليهم بالسجن لمدة ثلاث سنوات.