خبراء: الغش الإلكترونى وراء ارتفاع المجاميع.. ونظام التنسيق "فاشل"

كتب: أميرة فكرى

خبراء: الغش الإلكترونى وراء ارتفاع المجاميع.. ونظام التنسيق "فاشل"

خبراء: الغش الإلكترونى وراء ارتفاع المجاميع.. ونظام التنسيق "فاشل"

أكد خبراء التعليم أن سبب ارتفاع مجاميع طلاب الثانوية العامة يرجع إلى الغش الإلكترونى والجماعى الذى شهده هذا العام من نشر أسئلة الامتحانات والإجابات على مواقع التواصل الاجتماعى، ما كشفه حصول طلاب لجان بأكملها على نفس المجموع وسهولة الامتحانات بصورة مبالغ فيها مع اعتمادها على الحفظ والتلقين وليس التفكير والمهارات وفشل وزارة التربية والتعليم فى إدارة الامتحانات، ما أحدث فوضى تعليمية مع قلة أعداد الجامعات وزيادة عدد الطلاب. قال الدكتور أشرف محرم، أستاذ أصول التربية والسياسة التعليمية، إن هناك سببين لارتفاع مجاميع الثانوية العامة بهذا الشكل، معتبراً أن السبب الأول يتمثل فى الغش الإلكترونى، فليس من المعقول أن يحصل 49% من طلاب الثانوية العامة على أكثر من 90%، وأن يحصل 6 طلاب على نفس المجموع فى لجنة واحدة بالصدفة حتى لو كان الطالب فاتحاً الكتاب داخل اللجنة، مضيفاً أن نسبة النجاح تؤكد أن هناك خطأ كبيراً، وأن الخطأ واضح للجميع، وأن الأسئلة والإجابات النموذجية تصل للطلاب داخل اللجان، وليس من المعقول أن هناك كل هذا العدد من الطلاب حصلوا على 95% من مجهودهم، قائلاً: «احنا بنقابل طلبة فى الجامعة بيكونوا جايبين 95% مش بيعرفوا يكتبوا ولديهم أخطاء إملائية وده نتيجة الغش الإلكترونى». وأضاف «محرم» أن السبب الثانى هو سهولة الامتحان بهذه الدرجة، لافتاً إلى أن السهولة تؤثر على الطالب المتفوق لأنها تساوى بين قدراته وبين أى طالب آخر، مشيراً إلى أن الغرض من الامتحان تمييز الفروق بين الطلاب وبعضهم وليس الطالب ونفسه، وأن نظام الامتحانات يضع جميع الطلاب على مقياس واحد لقياس الفروق بين الطلاب، مشيراً إلى أن المشكلة الآن أكبر من وزارة التعليم وأصبحت حرباً شرسة بين معايير الأخلاق ونظم فاشلة، قائلاً إن هناك مدرسين وملاحظين هم من يقومون بنشر الأسئلة والإجابات على مواقع التواصل الاجتماعى. وطالب الدكتور أشرف محرم بتغيير طرق دخول الجامعة والتنسيق وتوزيع الطلاب، مؤكداً أن نظام توزيع الطلاب من خلال التنسيق يثبت فشله عاماً بعد الآخر بالرغم من دعاوى تكافؤ الفرص، وفى الحقيقة لا يوجد تكافؤ فرص. واتفق معه الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى، قائلاً إن السبب الرئيسى وراء ارتفاع نسب النجاح يرجع إلى الغش الإلكترونى الجماعى الذى شهدناه هذا العام، حيث نشر الطلاب الأسئلة والإجابات على مواقع التواصل الاجتماعى بعد بدء الامتحان مباشرة دون وجود أى عوائق تمنعهم من الملاحظين أو رؤساء اللجان، بالإضافة إلى قيام بعض الأساتذة بحل الامتحانات وتمليتها، وهذا ما كشفته إحدى لجان المنازل التى حصل جميع طلابها على أكثر من 90%، وهذا ما أدى إلى ارتفاع المجاميع، موضحاً أن ارتفاع نسبة النجاح لا تعبر عن أى دلالات تربوية، نظراً لأنها غير حقيقية ولا تعبر عن مستوى الطلاب الحقيقى، مشيراً إلى أن الطالب الغشاش أخذ حقاً غير حقه، وأن الطالب الذى اجتهد وتعب يدفع ثمن فساد منظومة تعليمية كاملة، حيث يحصل على أكثر من 95% ولن يجد كلية يدخلها. فيما فسر الدكتور عادل عبدالفتاح، رئيس قسم التربية المقارنة بجامعة عين شمس، ذلك مؤكداً أن الامتحانات لم تراعِ مهارات التفكير واعتمدت على الحفظ والتلقين فقط حيث فقدت منحنى الاعتدال وهو الذى يميز بين الطالب المتميز والمتوسط والضعيف، فالدروس الخصوصية تساعد على ذلك فى حفظ الأسئلة والتمارين، خاصة فى القسم العلمى، عندما تأتى الأسئلة بالنص بالتمارين دون تغيير أو ابتكار «لو المدرسة بتعلم وتدرب على الفهم والتفكير ماكنش هيبقى فيه مجاميع كده»، مستبعداً أن يكون الغش الإلكترونى سبب ارتفاع المجاميع، قائلاً: إن ظاهرة الغش موجودة من زمان، وإن الغش يؤثر فى المنطقة الموجود بها الغش أو محافظة معينة وليس على مجاميع آلاف الطلاب. وعن ارتفاع التنسيق قال رئيس قسم التربية بعين شمس إنه لا بد أن يكون هناك تكافؤ فرص بين الطلاب بقدر الإمكان وأن المكان الذى يحقق هذا فى مصر هو مكتب التنسيق لأنه يوزع الطلاب على الكليات وفقاً للأعلى بالمجموع، لأن العملية عرض وطلب، فالكليات تحدد الأعداد حسب سعتها فبالتأكيد يتم رفع الحد الأدنى فى بعض الأعوام، فيحدث أن الطالب الحاصل على 98% لم يدخل كلية طب، فظاهرة ارتفاع المجاميع ليست جديدة «ففى بعض السنوات الطب بياخد من 99%»، ويرجع هذا أيضاً لقلة عدد الكليات مع زيادة عدد الطلاب، مشيراً إلى أن الكلية التى تطلب 1000 طالب بيدخلها 1500 طالب، لذلك جودة التعليم رديئة. وحمل «عبدالفتاح» خطأ ارتفاع المجاميع لوزارة التربية والتعليم والمستشارين واللجان الذين قاموا بوضع امتحانات الثانوية العامة لاعتمادها على قياس الحفظ والتلقين وليس التفكير، قائلاً: الامتحان هو الأساس.