"السيسى": مصر والسعودية جناحا الأمن القومى العربى

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، حفل تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية والكلية الفنية العسكرية والمعهد الفنى، بحضور الأمير محمد بن سلمان، ولى ولى عهد السعودية، والمشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع الأسبق، والرئيس السابق عدلى منصور، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة وعدد من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين وقدامى مديرى الكلية الحربية وعدد من مديرى الكليات العسكرية المناظرة لبعض من الدول الشقيقة. وقال الرئيس السيسى: «إن مصر والسعودية جناحا الأمن القومى العربى، ومعاً نستطيع أن نجابه أى تحديات فى المنطقة، وإن شاء الله لن ترونا إلا معاً»، معلناً عن أنه سيتم تدشين مشروعات تنموية جديدة عقب حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، توفر فرصاً للعمل وتمنح أملاً جديداً لشباب هذا الوطن، حيث سيتم إطلاق مشروع تنمية قناة السويس بجانب مشروعات تنموية أخرى، تشمل توسيع الشبكة القومية للطرق، وإنشاء مدن جديدة، وإنشاء مطارات دولية ومراكز سياحية ومجمعات تعدينية، وإنشاء مناطق لتدوير المخلفات. واستهل «السيسى» كلمته بالترحيب بالأمير محمد بن سلمان، وقال إن مشاركته «دليل على امتداد المواقف السعودية المشرفة واستكمال لمسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذى تطوع للدفاع عن مصر عام 1956 ودعم المجهود الحربى لمصر فى حرب أكتوبر، كما أن حضور السعودية هو دليل على استمرار العلاقات الطيبة والتاريخية بين البلدين، وتأتى من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات بينهما»، ووجّه رسالة لـ«بن سلمان»، قائلاً: «كان يجب أن تكون موجوداً لأن دى رسالة للعالم العربى ودول الخليج إننا دائماً مع بعض، فاسمح لى أن أشكرك وأحييك وأرحب بيك». وأضاف: «مهم إننا نعرف إننا فى حاجة إلى أن نكون معاً فى ظل التحديات والتهديدات التى نواجهها، ولا يمكن أن نتصدى لها إلا عندما نكون معاً، فمصر والسعودية جناحا الأمن القومى العربى، ومعاً نستطيع أن نجابه هذه التحديات، وهذه رسالة واضحة لنا كلنا، ليس فى مصر والسعودية فقط، بل فى دول الخليج والدول العربية، وإن شاء الله لن ترونا إلا معاً». وتابع: «نحتفل بدفعات جديدة للذين سينضمون إلى صفوف القوات المسلحة والشرطة فى مرحلة دقيقة تشتد فيها الحاجة إلى جهود أبناء مصر المخلصين للدفاع عن أراضيها ضد أى عمل إرهابى جبان يستهدف النيل من الوطن، وفى ظل ظروف إقليمية بالغة الدقة والصعوبة، وتتزامن مع هذه المرحلة حركة نهضوية على كافة الأصعدة التنموية والاجتماعية، وهو الأمر الذى يتطلب جهداً مضاعفاً لتأمين مصالح مصر على كافة المستويات». وقال: «أبنائى الخريجين، أدعوكم لتكونوا قدوة فى الانضباط والالتزام والتضحية من أجل الوطن، فقوات مصر المسلحة وشرطتها القوية رجال لا يعرفون الخوف، ويؤمنون بأن الدفاع عن الوطن شرف والموت من أجله شهادة، ودورنا التأكيد أن دور خريجى المعاهد لا يقل عن إخوانهم خريجى الكلية الحربية وأكاديمية الشرطة، فالشعب يحتاج للتسلح بوسائل التكنولوجيا الحديثة».[FirstQuote] ووجّه خالص تهنئته للخريجين وأرواح شهداء مصر من رجال القوات المسلحة والشرطة، ومن المواطنين الأبرياء، وقال: «لن ننسى تضحياتهم ولن نتخلى عن أسرهم، وأرواحهم لن تذهب هباء». وأضاف: «سوف نحتفل معاً بافتتاح قناة السويس الجديدة، شريان الملاحة الدولية، وإنجاز نجح المصريون فى تحقيقه بسواعدهم، وقدموه هدية للعالم». وتابع: «المرحلة المقبلة ستشهد تدشين مشروعات تنموية جديدة، توفر فرصاً للعمل وتمنح أملاً جديداً لشباب هذا الوطن، حيث سيتم إطلاق مشروع تنمية قناة السويس، بجانب مشروعات تنموية أخرى، تشمل توسيع الشبكة القومية للطرق، وإنشاء مدن جديدة، وإنشاء مطارات دولية ومراكز سياحية ومجمعات تعدينية، وإنشاء مناطق لتدوير المخلفات». وأكد أننا نسعى لتحقيق التنمية الشاملة، وأن مصر سيكون لها برلمان جديد قبل نهاية العام الحالى، فى إطار استكمال طريق الديمقراطية الذى بدأته الدولة المصرية لتحقيق العدالة والخير والمساواة للجميع، وأوضح أن قوة الدولة فى وحدة شعبها واصطفافه فى مواجهة المخاطر والتحديات، لتظل مصر دائماً بها يد تحرس وتحمى ويد تعمر. ورصدت «الوطن» كواليس حفل تخريج الكلية الحربية، حيث حرص «السيسى» و«بن سلمان» على تبادل أطراف الحوار، فى حديث جانبى خلال الحفل، وأعطى الرئيس السيسى نظارته المكبرة للأمير محمد بن سلمان، ليتمكن من متابعة العروض الجوية خلال الحفل. ولوح الرئيس بيده لتحية أهالى خريجى الكليات العسكرية، أثناء دخوله مقر الكلية لحضور الحفل، الذين قابلوه بعاصفة من التصفيق والهتافات الحماسية تعبيراً عن فرحتهم بمشاركته أبناءهم الاحتفال بالتخرج ونيل شرف الانضمام للقوات المسلحة بكل قيمها وتقاليدها ومسئوليتها تجاه مصر وشعبها العظيم. وصدّق الرئيس السيسى على منح الأنواط لأوائل خريجى الكليات الحربية والفنية العسكرية والمعاهد العسكرية دفعة يوليو 2015 والماجستير والدكتوراه، وأعلن مدير الكلية الحربية نتائج طلاب الكلية الحربية والفنية العسكرية والمعاهد العسكرية الخريجين دفعة يوليو 2015 والماجستير والدكتوراه. وألقى اللواء أ.ح عصمت عبدالعزيز مراد، مدير الكلية الحربية، كلمة أكد فيها أن خريجى الدفعات الجديدة نخبة من شباب مصر يفخرون بمصريتهم وشرف انتمائهم لقواتهم المسلحة التى قدمت نموذجاً مشرفاً فى الاستجابة لإرادة الشعب وإنقاذ هوية الوطن وكتابة تاريخ جديد لمصر، مؤكداً أنهم يمثلون دعماً قوياً للقوات المسلحة فى كافة التخصصات بما اكتسبوه من علوم ومعارف وخبرات متراكمة تعينهم على أداء مهامهم المستقبلية فى الدفاع عن الوطن وصون مقدساته، لتبقى مصر واحة للأمن والاستقرار لكل أبنائها وتواصل دورها الرائد فى المنطقة والعالم، وقدم اللواء أ.ح عصمت عبدالعزيز هدية تذكارية للسيد رئيس الجمهورية كما قدم درع الكلية الحربية للأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد وزير الدفاع السعودى وظهرت صور الشهداء الثلاثة أبناء الكلية الحربية، الذين طالتهم يد الإرهاب الغاشم فى محافظة كفر الشيخ منذ أربعة أشهر، خلال العرض الاحتفالى، فيما شكل طلاب الكلية الحربية وطلاب الكلية الفنية العسكرية بأجسادهم كلمة الكلية الحربية دفعة 109. وشارك عدد من طلاب كلية الشرطة لأول مرة فى عروض الحفل، لإظهار مدى التشابك والتلاحم واللياقة البدنية العالية للطرفين، كما شارك لأول مرة جناح جديد لتدريس مهام ومهارات سلاح حرس الحدود لتخريج أجيال جديدة من الضباط المقاتلين القادرين على حماية حدود الدولة على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، بالإضافة إلى الأجنحة القتالية الأخرى لمختلف الأسلحة المشاركة فى وحدات وتشكيلات القوات المسلحة، فيما قام طلبة الكلية الفنية العسكرية بعمل بمشروع تخرج لبانوراما قناة السويس الجديدة، بالإضافة إلى متحف للقناة الجديدة، وربطه مع المواقع الأثرية، إلى جانب مسابقة لـ8 مقترحات لتصميم معمارى للنصب التذكارى للقناة الجديدة. واستعرض خريجو الكلية الحربية والفنية العسكرية طائرة موجهة بدون طيار، صممها ونفذها طلبة الكلية الفنية العسكرية بالاشتراك مع طلبة كلية الهندسة بطنطا، وشمل الحفل عروضاً عسكرية متميزة يشارك فيها طلبة الكلية الحربية ووحدات من الصاعقة والمظلات، بالإضافة لعروض رياضية متميزة. وتضمن الاحتفال عرضاً للأجنحة التخصصية بالكلية الحربية تضمن مروراً لنماذج من الأسلحة والمركبات والمعدات والأجهزة التخصصية، وظهر فى ساحة العرض أحدث مركبات القتال المدرعة من طراز «واى بى آر» التى تعمل مع وحدات المشاة الميكانيكى بطاقمها من الطلبة الذين استعرضوا مهاراتهم فى استخدام الرشاش المتعدد والنصف بوصة وقاذف القنابل والهاون والقواذف الصاروخية من طراز «تو»، وكذلك الدبابة «إم 1 أ 1» التى أتم الطلبة تدريبهم القتالى عليها بالذخيرة الحية نهاراً وليلاً، ونماذج لمقلدات التدريب على القيادة والرماية وأجهزة مراقبة واكتشاف الأعطال.