المتهم هو تغير المناخ

خالد منتصر

خالد منتصر

كاتب صحفي

التغير المناخي يلعب دورا كبيرا في زيادة حدة وشدة حرائق الغابات في كاليفورنيا وغيرها من المناطق، العلاقة بين التغير المناخي وحرائق الغابات تتمثل في العوامل التالية:

1- ارتفاع درجات الحرارة:

مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة بسبب التغير المناخي، تصبح الظروف أكثر جفافا، ما يزيد من احتمالية نشوب الحرائق وانتشارها. 

درجات الحرارة المرتفعة تؤدي أيضا إلى تبخر الماء من التربة والنباتات بسرعة أكبر، ما يجعلها أكثر اشتعالا.

2- الجفاف المطوّل:

التغير المناخي يؤدي إلى حدوث فترات طويلة من الجفاف في كاليفورنيا، ما يخلق بيئة مثالية لانتشار الحرائق. 

الجفاف يقلل من رطوبة التربة والنباتات، ما يجعل الوقود الطبيعي مثل الأشجار والشجيرات أكثر عرضة للاشتعال.

3- تغير أنماط الرياح:

التغير المناخي يؤثر أيضا على أنماط الرياح، حيث إن الرياح القوية مثل رياح «سانتا آنا» في كاليفورنيا تساهم في انتشار الحرائق بسرعة عبر المناطق الواسعة.

4- زيادة العواصف البرقية:

ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة نشاط العواصف البرقية الجافة (التي لا تُنتج أمطارا كافية)، ما يزيد من احتمالية إشعال الحرائق.

5- زيادة الكتلة النباتية الجافة:

مع التغيرات المناخية، تنمو النباتات في مواسم الأمطار، ثم تجف في المواسم الحارة والجافة، ما يخلق مخزونا أكبر من الوقود القابل للاشتعال.

6- ذوبان الثلوج المبكر:

ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى ذوبان الثلوج في الجبال بشكل أسرع، ما يترك المناطق الجبلية جافة خلال مواسم الحرائق.

هذه العوامل المرتبطة بالتغير المناخي جعلت حرائق كاليفورنيا أكثر شدة، وأطول زمنا، وأوسع انتشارا، وهو ما يهدد الأرواح والبنية التحتية والنظم البيئية المحلية.

أما جرينلاند التي يطالب بضمها الرئيس ترامب فقد أثّر فيها التغير المناخي وفتح طرقا كانت مغلقة أمام كاسحات الجليد، وهو ما فتح شهية العالم عليها، وهناك صراع بين أمريكا والدنمارك لفرض السيطرة، لكن هل هذا التأثير الإيجابي هو الوحيد؟ 

بالطبع لا، هناك تأثيرات أخرى معظمها سلبي، فالتغير المناخي أثّر بشكل كبير على جرينلاند، وهي واحدة من المناطق الأكثر تأثرا بسبب موقعها في القطب الشمالي. التغيرات التي حدثت هناك تشمل:

1- ذوبان الغطاء الجليدي:

الغطاء الجليدي في جرينلاند، الذي يُعد أحد أكبر مصادر الجليد في العالم، يذوب بوتيرة أسرع بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

خلال العقود الأخيرة، تسارع معدل الذوبان، ما ساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي. جرينلاند وحدها تساهم بما يقرب من 40% من ارتفاع مستوى البحار العالمي سنويا.

2- ارتفاع درجات الحرارة:

درجات الحرارة في القطب الشمالي ترتفع بمعدل أسرع بمرتين إلى أربع مرات مقارنة بالمعدل العالمي.

هذا أدى إلى فصول صيف أطول وأكثر حرارة، مما يزيد من ذوبان الجليد.

3- ظهور الأنهار الجليدية الذائبة:

المياه الناتجة عن الذوبان تشكل أنهارا جليدية وبحيرات على سطح الغطاء الجليدي، والتي تزيد من معدل الذوبان بسبب امتصاص الحرارة.

هذه المياه تتسرب إلى أسفل الجليد، ما يساهم في تسريع انزلاق الجليد نحو المحيط.

4- اختلال النظام البيئي:

الحيوانات والنباتات: ذوبان الجليد أدى إلى تغير مواطن الكائنات البرية مثل الدببة القطبية والفقمات التي تعتمد على الجليد البحري.

نباتات جديدة بدأت في الظهور في المناطق التي كانت مغطاة بالجليد، ما يغير النظام البيئي المحلي.

5- تغير نمط الطقس العالمي:

الذوبان في جرينلاند يؤثر على تيارات المحيط مثل تيار الخليج (Gulf Stream)، ما يسبب تغيرات في أنماط الطقس العالمية.

ضعف تيارات المحيط قد يؤدي إلى ظروف أكثر قسوة مثل الأعاصير، الفيضانات، والجفاف في أجزاء مختلفة من العالم.

6- فتح طرق بحرية جديدة:

مع ذوبان الجليد، أصبحت المياه القطبية أكثر انفتاحا للملاحة. هذا يتيح فرصا تجارية جديدة، لكنه يزيد من المخاطر البيئية مثل تسرب النفط والتلوث.

7- التأثير على المجتمعات المحلية:

السكان الأصليون في جرينلاند، مثل الإنويت، يواجهون تغيرات في طريقة حياتهم التقليدية بسبب قلة الجليد البحري وصعوبة ممارسة الصيد.

8- الكشف عن موارد جديدة:

ذوبان الجليد كشف عن موارد طبيعية مثل المعادن والنفط، ما فتح الباب لاستغلالها تجاريا. 

ومع ذلك، قد يؤدي هذا إلى مزيد من التدهور البيئي.

التغير المناخي في جرينلاند هو تحذير عالمي لما يمكن أن يحدث في المستقبل إذا استمرت درجات الحرارة في الارتفاع، الآثار تشمل التغير في النظم البيئية، زيادة مستوى البحار، واختلال الطقس العالمي.