جرى إيه يا عمر!

راجى عامر

راجى عامر

كاتب صحفي

الأيام الماضية امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم ضد الفنان الشاب عمر متولي بعد نشره مقطع فيديو من برنامجه المذاع على «السوشيال ميديا»، صرح خلاله بأنّ نجومية الفنان شكري سرحان أكبر من حجم موهبته.

تذكرت واقعة شبيهة للفنان محمد ممدوح قبل سنوات عندما صرح بأنّ صوت أم كلثوم يصيبه بالصداع!

كاتالوج الواقعتين كان ثابتا على السوشيال ميديا.. فنان عبّر عن رأيه بطريقة «صادمة» في فنان كبير دونما العناية بانتقاء ألفاظه، ليعقبها هجوم ساحق من الجمهور.

ربما لم يعبر الفنان «عمر متولي» عن رأيه بطريقة لائقة، وقد يُسفر عن غضب الجمهور باعتبار أنّ الأعمال المهمة التي قدمها الفنانون الكبار مثل شكري سرحان تمثل جزءا أصيلا من تاريخ شعبنا وتراثه الفني، والتعامل معها باحتقار أو استهتار يعني الإساءة لهذا التراث الذي نعتز به.

ولكن حتى إن أخطأ الفنان الشاب في طريقة التعبير عن رأيه.. أو اعتبر البعض أنّ برنامجه على السوشيال ميديا يشبه «قعدات المصاطب»، وهي سمة عامة للكثير من البرامج المذاعة على المواقع الاجتماعية.

ولكن كل هذا لا يفسر مصادرة الرأي ذاته تحت أي مسمى.. سواء بحجة أنّ قائل الرأي ليس ناقدا متخصصا أو بحجة أنّ الفنان الشاب ليس صاحب تجربة فنية كبيرة تشبه تجربة شكري سرحان.

فليس هناك قداسة لأحد تمنع توجيه النقد إليه أو تجبر الجميع على حبه أو تقدير موهبته لمجرد أن الأغلبية رأت هذا.. ومهما كانت الحجج المصوغة في الهجوم ضد الفنان الشاب «عمر متولي».. ومهما قيل في حجم موهبة الفنان الكبير «شكري سرحان».. فهي لا تلزمه بالاعتذار أو التراجع عن رأيه الشخصي.

عندما بحثت عن الحلقة التي أثارت كل هذا الجدل على السوشيال ميديا وجدتها تعود لمارس من العام الماضي.. ما يفسر نمط تلقي جمهور السوشيال ميديا.. الذي لم تستوقفه حلقة كاملة مدتها نصف ساعة منذ أكثر من عشرة أشهر، لكنه توقف أمام فيديو مدته دقيقة واحدة عندما أُعيد نشره مؤخرا.

من حق الجميع -وأنا منهم- أن نعشق صوت أم كلثوم أو نرى شكري سرحان أحد عمالقة التمثيل في تاريخ مصر.. لكن هذا لا ينفي حق الآخرين في عدم الإعجاب بهم أو عدم تقديرهم لحجم موهبتهم.. ربما يتعلم الفنانون الشباب الانتباه أكثر عند صياغة تصريحاتهم.. لكن في النهاية هذا لا يعني حق أحد في مصادرة هذه الآراء.