حكاية «مساجد الخلاء» بصحراء حلايب وشلاتين.. سقفها السماء وفرشها الرمال

حكاية «مساجد الخلاء» بصحراء حلايب وشلاتين.. سقفها السماء وفرشها الرمال
العيش في الصحاري بحلايب وشلاتين جنوب محافظة البحر الأحمر، وسط حياة رعي الأغنام والتجانس مع الطبيعة الأم، خلقت ظروفا جعلت أهالي المدينتين في تنقل دائم يسعون إلى الحصول على آبار وعيون المياه، ولأن الصلاة من أساسيات آلاف المسلمين، كان لابد من ابتكار مكان لإقامة تلك الشعائر المقدسة في مكان طاهر، فكانت مساجد الخلاء، والتي تكون في أراضي الصحاري الشاسعة، محاطة بالحجارة من كل الجوانب.
ما هي مساجد الخلاء في حلايب وشلاتين؟
هذا المكان المحاط بالحجارة يكون مخصصا للصلاة بعيدا عن موطئ الأقدام ويكون نظيفا دائما، وطاهرا، وتظل «مساجد الخلاء» في مكانها عشرات السنين دون تغيير كمكان مقدس مخصص للعبادة لسكان القبائل من العبابدة والبشارية وتنتشر في الأودية الجبلية بمناطق حلايب وشلاتين وأبرق والجاهلية ورأس حدربة ووادي الطرفة جنوب البحر الأحمر.
«مساجد الخلاء» سقفها السماء وفرشها الرمال تحيطه كمية من الأحجار من جوانبه الثلاثة على أن يكون الجانب الرابع مفتوحًا ليدل على اتجاه القبلة، يقول ناصر منصور، من أهالي جنوب البحر الأحمر، لـ«الوطن»، إنه يتم تحديد القبلة في مساجد الخلاء بمواقع النجوم واتجاهاتها، ومن خلال شروق وغروب الشمس يتم تحديد مواقيت الصلوات الخمسة.
حكاية مساجد الخلاء في الصحراء ووظيفته
اعتاد الأهالي من رعاة الغنم على عمل مكان محاط بالحجارة لأداء الصلاة وهي «مساجد الخلاء» ثم يتركونه لعابر السبيل عند الانتقال إلى مكان آخر في مهنتهم في الرعي بحثا عن عيون المياه، وهي نظيفة دائما لا تطأها قدم.
المكان المحاط بالحجارة هو مسجد لأداء الصلاة
ومن جانبهم اعتاد أيضا عابرو السبيل من قبائل الصحراء أن المكان المحاط بالحجارة هو مسجد لأداء الصلاة، ويكون طاهرا لممارسة العبادات والتقرب إلى الله، وهو أيضا مكان لشرح أمور الدين من شيخ القبيلة وتعاليم الدين للصغار من أطفال وشباب سكان قبائل البحر الأحمر.
ومن الجدير بالذكر إن الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف حرص على أداء صلاة العصر قصراً بأحد مساجد الخلاء في حلايب، على هامش زيارته إلى مدن حلايب وشلاتين يرافقه عدد من قيادات البحر الأحمر والأوقاف لتفقد أحوال مدن جنوب البحر الأحمر وتوزيع قافلة من المساعدات لصندوق تحيا مصر.