فنزويلا على صفيح ساخن بعد تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة

كتب: حسن رمضان

فنزويلا على صفيح ساخن بعد تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة

فنزويلا على صفيح ساخن بعد تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة

شهدت فنزويلا، الدولة الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية، أمس الجمعة، مراسم تنصيب نيكولاس مادورو لولاية رئاسية ثالثة تمتد لست سنوات، وسط احتجاجات من المعارضة، ورفض كل من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا الاعتراف به رئيسا شرعيا للبلاد.

أمام البرلمان الفنزويلي، المعروف بـ«الجمعية الوطنية»، أقسم نيكولاس مادورو، البالغ من العمر 62 عاما، والذي يتولى السلطة منذ عام 2013، أن فترته الرئاسية الثالثة -عقب فوزه في انتخابات 28 يوليو من العام الماضي التي أثارت احتجاجات واشتباكات بين قوات الأمن والمعارضة- ستكون «فترة للسلام والرخاء والمساواة والديمقراطية الجديدة».

وأضاف مادورو بعد ارتدائه وشاح الرئاسة وقلادة مفتاح تابوت سيمون بوليفار، أن التنصيب الدستوري يمثل انتصارًا كبيرا للديمقراطية الفنزويلية، بحسب شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية.

مادورو تجاوز سلفه هوجو تشافيز من حيث مدة بقائه في السلطة، إذ قضى الأخير 14 عامًا في الحكم بين عامي 1999 و2013.

تنصيب نيكولاس مادورو لولاية ثالثة بفنزويلا

شارك في حفل تنصيب مادورو كل من الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل، والرئيس النيكاراجوي دانيال أورتيجا كما حضر رئيس «الدوما»الروسي، فياتشيسلاف فولودين، مراسم التنصيب في العاصمة الفنزويلية «كراكاس»، فيما هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مادورو بمناسبة تنصيبه لولاية ثالثة.

عقوبات أمريكية وبريطانية ضد فنزويلا

من جهتها، نددت الولايات المتحدة بما وصفته بـ«المهزلة»، وفرضت عقوبات جديدة على ثمانية من كبار المسؤولين الاقتصاديين، وفقًا لصحيفة«الشرق الأوسط».

كما رفعت «واشنطن» قيمة المكافأة المخصصة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى محاكمة مادورو إلى 25 مليون دولار.

أما بريطانيا، فقد فرضت عقوبات على 15 شخصية بارزة في إدارة مادورو، واصفةً إياه بالرئيس «غير الشرعي» وبدوره، اعتبر الاتحاد الأوروبي أن مادورو لا يتمتع بأي شرعية ديمقراطية.

 

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

وفي فرنسا، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي مع نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، مادورو إلى استئناف الحوار مع المعارضة  في فنزويلا، بحسب بيان صادر عن «قصر الإليزيه».

باحث مغربي يعلق على المشهد الفنزويلي

وفي تعليق على الأحداث في فنزويلا، قال الدكتور محمد عطيف، أستاذ باحث في العلاقات الدولية بجامعة شعيب الدكالي في المغرب والمتخصص في شؤون أمريكا الجنوبية: «عند الحديث عن سياسة مادورو، يمكننا تقديم مجموعة من الملاحظات حول هذه الشخصية البارزة في فنزويلا».

وأضاف عطيف، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن «مادورو لا يزال فاعلا أساسيا في المشهد السياسي الفنزويلي على مستوى الحكومة، الاقتصاد، والإعلام كما أن خطاباته تتسم بالشعبوية ذات النزعة الاشتراكية، مستندة إلى الإرث الذي تركه هوجو تشافيز».

 المعارضة الفنزويلية.. قوة متنامية

وأشار عطيف إلى أن المعارضة الفنزويلية أصبحت أكثر قوة في الآونة الأخيرة، خاصة مع بروز شخصيات مثل إدموندو جونزاليس وماريا ماتشادو، اللذان يتبنان توجهات مشابهة لخوان جوايدو، رئيس «الجمعية الوطنية» السابق، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا في 23 يناير 2019، وحظي باعتراف عدد من الدول، أبرزها الولايات المتحدة ومع ذلك، لم ينجح جوايدو في مواجهة سياسة مادورو.

الدكتور محمد عطيف

وتابع عطيف: «المعارضة الآن لها ثقل سياسي، وتسعى لتحقيق مطالب الشعب الفنزويلي على المستويات السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية كما أنها تحظى بدعم شعبي كبير على المستويين الوطني والدولي».

 

ماريا ماتشادو أثناء مشاركتها في مظاهرة معارضة لمادورو

وكانت المعارضة الفنزويلية، نظمت مظاهرات قبل يوم من تنصيب نيكولاس مادورو، رئيسا لفنزويلا لولاية ثالثة، وشاركت في المظاهرة ماريا ماتشادو، التي أعلن مناصريها إلقاء القبض عليها من جانب السلطات، فيما نفت الحكومة الفنزويلية الأمر.

 التوترات في العلاقات الدولية لفنزويلا

وأوضح الدكتور عطيف، أن العلاقات الدولية لفنزويلا تشهد توترا مع عدة دول، منها كولومبيا، التي تُتهم من قبل  السلطات في «كاراكاس» بمحاولة زعزعة الاستقرار في فنزويلا. ورغم انتماء البلدين إلى التيار اليساري، فإن مادورو يتبنى توجهات خاصة لضمان بقائه في السلطة.

كما علّق الباحث على مشاركة رئيس «الدوما» الروسي فياتشيسلاف فولودين في حفل تنصيب مادورو، قائلًا إن ذلك يعكس استمرار الدعم الروسي لفنزويلا، في ظل العلاقة الوثيقة بين البلدين.

العقوبات وتأثيرها على قطاع النفط

فيما يتعلق بالعقوبات وتأثيرها على الاقتصاد الفنزويلي، أشار عطيف، إلى أن النفط يعد القطاع الرئيسي الذي يعتمد عليه اقتصاد فنزويلا. وأكد أن العقوبات المفروضة على مادورو ستضر بهذا القطاع بشدة، إذ إن الاقتصاد الفنزويلي يعتمد على النفط كمصدر ريعي ولا يمتلك بدائل صناعية أو خدمية قوية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

فنزويلا والقضية الفلسطينية

وفيما يخص مواقف فنزويلا الدولية، أكد عطيف، أن الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد قد تدفعها لتغيير مواقفها تجاه بعض القضايا الدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، مضيفا أن «مادورو يسعى فقط إلى ضمان بقائه في السلطة، وقد يتجنب اتخاذ مواقف صدامية مع الولايات المتحدة».

 

 


مواضيع متعلقة