بناء على طلبات الجمهور والمنتجين:استنساخ مسلسلات رمضان الماضى فى 2016

بناء على طلبات الجمهور والمنتجين:استنساخ مسلسلات رمضان الماضى فى 2016
أفرز موسم دراما رمضان 2015 عدداً من المسلسلات التى أعلنت عن تقديم جزء ثانٍ لها، مع ردود الفعل الإيجابية بعد عرضها، وهو ما يدفع صناع العمل لمحاولة استثمار هذا النجاح، بتقديم أجزاء جديدة لأعمالهم، سواء بناء على رغبة الجمهور على حد قولهم، أو لرغبة جهة الإنتاج فى تكرار التجربة، وهناك عدد من الأعمال التى يعاد طرحها من خلال خطوط درامية جديدة فى رمضان 2016، بعد أن أعلن تتر نهاية الحلقة الأخيرة لمسلسل «العهد»، عن تقديم جزء ثانٍ يحمل عنوان «نار الجنة»، والأمر نفسه بالنسبة للمسلسل الكوميدى «يوميات زوجة مفروسة أوى»، الذى تعمل كاتبته أمانى ضرغام، على الانتهاء من تأليف الجزء الثانى، كذلك مسلسل «ألف ليلة وليلة»، الذى اعترف صناعه بأن تقديم جزء ثانٍ منه يسهم فيه رد فعل الجمهور تجاه العمل، وهو ما دفعهم للإعلان عن تقديم جزء جديد من «ألف ليلة وليلة»، خلال شهر رمضان المقبل.
ويؤكد طارق الجناينى، منتج مسلسل «العهد»، أن فكرة تقديم أجزاء جديدة من المسلسل ليست وليدة اللحظة، بل كان متفقاً عليها منذ عام 2012، بتقديم ثلاثة فصول من «العهد»، بمعدل فصل واحد كل عامين، ولكن نتيجة لردود الفعل غير المتوقعة، من الجمهور والقنوات الفضائية بعد نجاح العمل، تحمس فريق العمل وبدأ التحضير للجزء الجديد لعرضه ضمن موسم رمضان 2016».
وأضاف «الجناينى» لـ«الوطن»: «يجرى التحضير للعمل بداية من الأسبوع المقبل، بعقد جلسات عمل للاتفاق على جميع التفاصيل، لأن كل الفريق الآن فى عطلة، باستثناء المؤلف محمد أمين راضى، الذى يعمل على التحضير للعمل، وتقرر أن نبدأ التصوير ما بين نهاية ديسمبر وبداية يناير المقبل، وأعتبر العمل بمثابة تحدٍّ، نسعى من خلاله لتقديم مضمون جديد للجمهور، لأن هناك بعض الأشخاص يرون أن الجزء الثانى كثيراً ما يكون أضعف من الجزء الأول، أو يردد البعض أن فريق العمل يسعى لـ«نحت» الفكرة، وهذا عكس ما ننوى تقديمه لأننا نمتلك القدرة على إبهار المشاهد فى الجزء الثانى، مثلما حدث فى الجزء الأول».
وأشار طارق الجناينى إلى أن العمل عبارة عن فصول لا أجزاء، وانتهت قصص الفصل الأول، وهناك قصص جديدة تبدأ بموضوع وقصص مختلفة إلى حد كبير عن الفصل الأول، إلى جانب إضافة فنانين جدد لفريق العمل، سيكونون مفاجأة، إلى جانب عمل فريق النجوم فى الجزء الأول، الذين تستمر أدوارهم فى العمل الجديد بطريقة مختلفة.
وقالت أمانى ضرغام، مؤلفة مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوى»: منذ بداية العمل وكنا نشعر بضرورة تقديم جزء ثانٍ، ولكن الأمر لم يكن موثقاً بعقود، واتفقنا فى حالة نجاحنا ووصولنا للجمهور أن نقدم جزءاً جديداً، وبفضل الله كانت كل ردود الفعل مبشرة، وبدأنا فى العمل على تقديم الجزء الثانى، منذ منتصف شهر رمضان، واتفقنا على أن تبدأ التحضيرات فى شهر سبتمبر المقبل، والجزء الثانى من «يوميات زوجة مفروسة أوى» سيشهد دخول شخصيات جديدة للعمل، والتوسع أكثر فى طرح قضايا التعليم، والمدارس، و«الحضانات»، والصحة، والدخول فى المشكلات الحقيقية والقضايا العامة التى تهم المجتمع ككل، وهناك مجموعة من الأفكار لم يتم الاتفاق عليها بشكل نهائى، ومنها الاستعانة بالشخصيات العامة فى مختلف المجالات، وضيوف من الدول العربية، وإبراز دور المرأة العربية على وجه التحديد، لأن المسلسل وصل إلى كل الدول العربية وتلقيت رسائل كثيرة من مشاهدى الوطن العربى، يطالبون بالجزء الثانى. وأكدت أمانى ضرغام أنها تحب التركيز فى الجزء الثانى، على أن الكلمة الطيبة فى البيت والمجتمع من أهم مقومات الحياة، بجانب الدعوة لعودة العادات والتقاليد داخل البيوت، وإبراز شكل العلاقة بالأهل والجيران، متمنية عودة تلك القيم مرة أخرى، مشيرة إلى أن الجزء الثالث يتوقف على رأى الجمهور، لأنه هو الحكم، وقضايا المجتمع والحكايات بين الأزواج والأولاد لا تنتهى.
وترى الناقدة حنان أبوالضياء أن التفكير فى تقديم جزء ثانٍ لأى عمل يحتاج لتوافر قماشة درامية، ويمكن للقائمين على العمل طرح أفكار جديدة غير التى طُرحت من قبل، ويكون هناك اتفاق مسبق عليها منذ البداية، مثل «ليالى الحلمية»، و«رأفت الهجان»، و«الشهد والدموع»، و«زيزينيا»، و«المصراوية»، حينها يأتى العمل للكاتب بخريطة مرسومة فى ذاكرته، ويقسمها لعدة أجزاء، وبهذا يعتبر العمل ناجحاً.
وأضافت «أبوالضياء» لـ«الوطن»: «قيام البعض بعمل أجزاء أخرى للعمل، لمجرد اتفاق البعض على نجاحه، يؤدى ذلك لفشل الجزء الثانى أكثر من الجزء الأول، فالأهم هو رسم خط واضح من البداية، وغالباً يكون الجزء الثانى فيها أفضل من الأول، لاستفادة المخرج والمؤلف من الأخطاء الأولى، وفى الغالب الجزء الثالث يكون الأضعف، وأتمنى ألا يتعدى العمل الدرامى أكثر من جزأين، حتى لا يفقد قيمته مثل «الكبير أوى»، و«لما تامر ساب شوقية»، فلا يمكن استنزاف أفكار فى عمل غاب عنه أبطاله الأساسيون، بأن يلجأ المخرج لاستبدالهم بآخرين بسبب خلاف على الأجر، نتج عن عدم وجود اتفاق مسبق مع الفنانين، لأن ذلك يؤثر على الخط الفنى للعمل.
ويرى الناقد محمود قاسم أن الأعمال الكوميدية الأجدر بتعدد أجزائها، مثل «يوميات زوجة مفروسة أوى»، لأنه يعتمد على إدخال السرور على المشاهدين، وقراءة الخريطة المصرية، بعكس باقى الأعمال التى تعتمد على النكد والمخدرات. وأضاف «قاسم» لـ«الوطن»: فى أغلب الأعمال يكون فى الجزء الأول «بكارة»، وبعد ذلك ومع مرور الوقت تفقد حيويتها، وتسير الأحداث على نفس وتيرة باقى الأجزاء، وهناك أعمال تتحمل التكرار لأن بها مادة خصبة وجديدة، لكن عملاً مثل «حق ميت» لا يحتمل جزءاً آخر، بعكس مسلسل يعتمد على يوميات اجتماعية أسرية، ومسألة التكرار فى بعض الموضوعات مستحبة، خاصة أن الحلقات المتصلة المنفصلة موضوعاتها مرنة، ونجد فشل الجزء الثانى من مسلسل فيفى عبده «كيد النسا»، لأنه لم يضف جديداً واستبدلت بطلته.