نيران غابات كاليفورنيا تزداد شراسة وتهدد حياة الملايين.. تغير المناخ كلمة السر

كتب: عبير خالد

نيران غابات كاليفورنيا تزداد شراسة وتهدد حياة الملايين.. تغير المناخ كلمة السر

نيران غابات كاليفورنيا تزداد شراسة وتهدد حياة الملايين.. تغير المناخ كلمة السر

خسائر مالية ضخمة، ودمار لمساحات شاسعة من الأراضي، جعلت حرائق كاليفورنيا يجري تصنيفها ضمن الأسواء في تاريخ الولايات المتحدة، فيما أشار موقع «World Resources Institute» إلى أن تغير المناخ يعد ضمن أبرز أسباب الحرائق. 

تغير المناخ يجعل الحرائق أسوأ

يعد تغير المناخ أحد العوامل الرئيسية وراء زيادة نشاط الحرائق، فقد أصبحت موجات الحر الشديد أكثر احتمالية في الوقت الحالي، لتزداد بمقدار 5 مرات مقارنة بما كانت عليه قبل 150 عامًا، ومن المتوقع أن تصبح أكثر شراسة مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب، إذ تعمل درجات الحرارة المرتفعة على جفاف الطبيعة وتساعد في خلق بيئة مثالية لحرائق الغابات الأكبر حجمًا.

عندما تحترق الغابات، فإنها تطلق الكربون الذي يخزن في جذوع الأشجار وأغصانها وأوراقها، فضلًا عن الكربون المخزن تحت الأرض في التربة، ومع اتساع حرائق الغابات وتكرار حدوثها، فإنها تطلق المزيد من الكربون، ما يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ والمساهمة في المزيد من الحرائق مستقبلًا.

يعد تغير المناخ السبب الرئيسي لزيادة نشاط الحرائق في الغابات الشمالية، مثلما حدث في حرائق لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، إذ ترتفع درجات الحرارة في المناطق الشمالية ذات خطوط العرض المرتفعة بمعدل أسرع من بقية الكوكب، ما يساهم في إطالة مواسم الحرائق وزيادة وتيرة الحرائق وشدتها واحتراق مساحات أكبر.

أسباب زيادة حرائق الغابات الشمالية

الغابات الشمالية تخزن ما بين 30% و40% من إجمالي الكربون الأرضي على مستوى العالم، ما يجعلها واحدة من أكبر مخازن الكربون على هذا الكوكب، إذ يتم تخزين معظم الكربون في الغابات الشمالية في التربة بما في ذلك الصقيعية، فالتغيرات في المناخ ونشاط الحرائق تؤديان إلى ذوبان التربة الصقيعية وجعل كربون التربة أكثر عرضة للاحتراق مثلما حدث في حرائق كاليفورنيا.

الحرائق تقضي على المناظر الطبيعية

تعمل الحرائق الأكثر توترًا وشدة عن المعتاد، على إحداث تغير جذري في بنية الغابات في المناطق الشمالية، الغنية بأنواع مختلفة من أشجار الصنوبر مثل التنوب الأسود، والتي تقلل الحرائق المتكررة من مرونتها وغيرها من الصنوبريات وتقضي عليها فعليا، وقد تفشل الأشجار في النمو من جديد.

خطر الحرائق يزداد كل عام

توصلت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة «نيوتشر»، وذلك بعد دراسة بيانات ما يقرب من 13 ألف حريق حدث في وقت سابق بالولايات المتحدة الأمريكية على مدار عدة أعوام سابقة، أن شدة حرائق الغابات سيزداد بنحو 10 أيام إضافية كل سنة، خاصة في مناطق السهول الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية، كما وجب التنويه إلى أن معدل الحرائق سيرتفع بنحو 40 يوما إضافية لكل عام، وأن معظم الحرائق ستحدث في الفترة ما بين الربيع والصيف.

أما فيما يتعلق بحرائق الغابات مثلما حدث في حرائق كاليفورنيا فقد تمتد إلى أشهر في فصل الشتاء، وذلك بحسب ما أشارت إليه الدراسة، وذلك راجع لانخفاض معدل سقوط الأمطار، ما يزيد من فرصة جفاف النبات لينتج عنه سهولة اشتعال الحرائق وانتشارها بشكل كبير.


مواضيع متعلقة