«يوم تاريخي وخروج من عنق الزجاجة».. ردود فعل اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد

كتب: أحمد حامد دياب

«يوم تاريخي وخروج من عنق الزجاجة».. ردود فعل اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد

«يوم تاريخي وخروج من عنق الزجاجة».. ردود فعل اللبنانيين على انتخاب رئيس جديد

عبَّر عدد من الكُتَّاب والإعلاميين والمحللين السياسيين والحقوقيين اللبنانيين عن فرحتهم الكبيرة بانتخاب رئيس للبلاد، بعد أزمة شغور رئاسي تجاوزت العامين، معتبرين أن اليوم من الأيام التاريخية في تاريخ لبنان الحديث، وذلك في تصريحات خاصة لـ «الوطن».

سركيس أبوزيد: ملء الفراغ ومواجهة التحديات

وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي سركيس أبوزيد إن انتخاب الرئيس أفضل من حالة الفراغ التي كانت سائدة لأن غياب رئيس جمهورية يعطل فاعلية المؤسسات الشرعية مثل رئاسة الحكومة ومجلس النواب والحياة العامة، ما جعل لبنان في حالة إرباك وقيود رغم التحديات الموجودة بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتحديات الآتية من فلسطين أو سوريا أو المشرق بشكل عام، مشددًا على أن وجود رئيس للبلاد يساعد على ملء الفراغ ومواجهة هذه التحديات.

واعتبر أبوزيد أن التحدي الأكبر أمام الرئيس اللبناني الجديد هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرك جميع القوى وإعادة اعمار لبنان وتنفيذ اتفاق الهدنة، وخاصة بعد التجاوزات التي حدثت وتهديد الأمن في جنوب لبنان، مشيرًا إلى ضرورة وجود رئيس من حكومة فاعلة من أجل تثبيت وقف إطلاق النار ومواجهة التحديات الإسرائيلية، لذلك الآن أصبح لبنان على سكة الإنقاذ والخلاص إذا عمل الرئيس بشكل جيد مع حكومة متماسكة وموقف وطني موحد لمواجهة كل هذه التحديات التي تحيط بلبنان داخليًا وإقليميا ودوليًا. 

أمين بشير: يوم تاريخي للبنان 

بينما وصف أمين بشير، المحامي والحقوقي ومحلل الشؤون السياسية اللبناني، اليوم، بأنه يوم تاريخي بالنسبة للبنان لانتخاب رئيس الجمهورية بعد أكثر من عامين من الشغور الرئاسي.

وحلل بشير حيثيات انتخاب عون، مطالبًا بالرجوع للتاريخ القريب والأحداث التي وقعت في لبنان بدأ من الأزمات الاقتصادية ونهاية بالعدوان الإسرائيلي على لبنان والذي ما زال اللبنانيون يعيشون في ظلال بنود اتفاقية الهدنة التي وقَّعتها الدولة اللبنانية -تحديدًا حزب الله مع إسرائيل.

واعتبر أن هذه المعطيات أحدثت تغيرًا كبيرًا بعد أن كان هناك انقسام عمودي في لبنان بين محور الممانعة التابع لإيران برئاسة حزب الله وبين الجهات المخالفة له والتي سميت أحزاب المعارضة، معتبرًا أن هذا الانقسام الذي لم يكن يؤدي لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيرًا إلى أنه بعد الحرب وبعد القضاء على أذرع إيران في المنطقة ومنها دور حزب الله في المنطقة وسقوط نظام الأسد قطع جسر التواصل والإمداد بين إيران وحزب الله، ما غيَّر الأمور بشكل جذري، مشيرًا إلى أن دور حزب الله العسكري على حدود إسرائيل قد انتهى.

وأشار إلى أن التغيير الكبير في لبنان ألقى بظلاله على نتائج الانتخابات، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي تدخل بشكل مباشر في الأزمة اللبنانية بعد تدويلها عن طريق اللجنة الخماسية التي أخذت على عاتقها حل هذه المعضلة وانتشال إيران من الحضن الإيراني وعودته للحضن العربي والدولي، مؤكدًا أن الانتخابات أتت لتثمر نتائجها وتؤكد أن لبنان خرج من عنق الزجاجة.

ولفت إلى أن لبنان عبَّر عما بداخله بانتخاب القائد العماد جوزيف عون بما يمثل رمزية المؤسسسة العسكرية في لبنان، مشددًا على أنها المؤسسة الوحيدة الممثلة للعيش المشترك المجسد في الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني والتي تعتبر أساس فكرة وجود لبنان.

واعتبر بشير أن انتخاب قائد الجيش السابق له رمزية كبيرة، وأن هذه المؤسسة باقية وتمثل العيش المشترك للشعب اللبناني وأن جميع اللبنانيين يحبونه ويلتفون حوله، مؤكدًا أن الإتيان به عمل يوحد اللبنانيين ويعطي زخمًا لاستكمال اتفاقية الهدنة والقرار 1701 وتنفيذ القرارات الدولية التي ذكرها في خطاب القسم والقضايا الأخرى التي تعهد بالعمل عليها وأولها سيادة لبنان وترسيم حدوده واحتكار السلاح بيد الشرعية وأن تكون حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، معتبرًا أن الرئيس اللبناني الجديد هو أول رئيس يتحدث في هذه النقطة، مشددًا على دور حزب الله العسكري أُعلنت نهايته اليوم تحديدًا.

جو معكرون: إجماع دولي ساهم في إجماع داخلي

واعتبر جو معكرون محلل الشؤون السياسية اللبناني، أن انتخاب الرئيس جوزيف عون كان نتيجة إجماع دولي ساهم في بلورة إجماع داخلي بعد فراغ رئاسي لأكثر من عامين، مشيرًا إلى أن خطاب الرئيس الجديد وضع عناوين رئيسية وخريطة طريق لعهده والعبرة ستكون في التنفيذ وكيف ستتعامل القوى السياسية مع خطاب وأجندة الرئيس الجديد.

الإعلامية أريخ خطار: ختام مرحلة صعبة.. وأمام الرئيس تحديات كبرى

وقالت الإعلامية اللبنانية أريج خطار، المذيعة في تليفزيون لبنان الرسمي، بعد عامين من الشغور الرئاسي، إن انتخاب مجلس النواب اللبناني قائد الجيش جوزيف عون رئيسا جديدا للجمهورية، بعد حصوله على تأييد 99 نائبا من إجمالي عدد النواب البالغ 128، الذين شاركوا في العملية الانتخابية، يعتبر ختام مرحلة صعبة عاشها لبنان ولتبدأ مرحلة جديدة في تاريخه.

وأوضحت أن اللبنانيين يعولون اليوم على حكمة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون وعلى انفتاحه على جميع مكونات الوطن، وعلى تنفيذ مضمون خطاب القسم الواعد وما ورد فيه من أفكار تتلاقى مع أمنيات الشعب اللبناني وتطلعاته في بناء دولة المؤسسات القوية المستقرة، في دولة حرة يحكمها قضاء عادل مستقل، والبدء بمسيرة إنقاذ البلد للسير نحو الازدهاروالتطور والأمان.‎

وأشارت إلى أن الرئيس وحكومته التي سيشكلها تنتظرهم تحديات كبرى، أبرزها الإعمار بعد الحرب الأخيرة التي دمّرت اجزاء في جنوب وشرق البلاد وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي يشمل أيضاً الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 إضافة إلى تطبيق إصلاحات اقتصادية ضرورية لإنعاش الاقتصاد الذى ينازع على مدى أكثر من خمس سنوات.


مواضيع متعلقة