بين السياحة والصناعة قراءة لأهم رقمين في 2024!

أحمد رفعت

أحمد رفعت

كاتب صحفي

كما قلنا سابقاً أكثر من مرة الأرقام - أرقام كل شىء متصل بالشأن العام - تفهم لا تحفظ.. خاصة عند إجراء أى قراءة فى رقم ما ودلالته ومعناه.. وهذا موضوع طويل يستحق مقالاً منفرداً حيث يحتاج رقمان فى مصر -اليوم- إلى قراءة متعمقة أو شبه متعمقة.. ففى السياحة هناك تطور مهم وهكذا فى الصادرات غير البترولية أو كما يسمونها «الصادرات السلعية».. الأولى تجاوزت 15.7 مليون سائح.. زاروا مصر فى 2024 بعد تجاوز الرقم الذى تحقق فى 2023 بـ14.906 مليون سائح بلغوا فى العام السابق له 2022 رقم الـ11.7 مليون صعوداً من 8 ملايين فى 2021!

وفى الثانى بلغت قيمة الصادرات غير البترولية عام 2024 الـ40 مليار دولار بعد أن توقفت العام الماضى 2023 عند الـ35 ملياراً و631 مليون دولار، وكانت فى العام السابق له 2022 عند 35.5 مليار دولار مقابل 32.6 مليار دولار عام 2021!

وفى مصر بنية سياحية أساسية ضخمة وكبيرة جداً، ينبغى معرفتها لمعرفة الهدف الذى يجب أن نسعى إليه.. حيث لا يصح الحديث عن السعى لتحقيق هدف الـ30 مليون سائح دون الحديث عن القدرات التى ينبغى إنجازها.. فالقدرات المتاحة رسمياً حالياً أو حتى نهاية العام الماضى تبلغ 6,667 منشأة سياحية وفندقية، منها 1,247 منشأة فندقية بطاقة استيعابية 222,716 غرفة فندقية و1,490 مطعماً سياحياً، و344 مركز غوص، و208 يخوت سفارى، و241 مركز أنشطة بحرية و17 مركز سفارى جبلياً و3,120 بازاراً و117 شركة إدارة فندقية! صحيح تشير بعض المعلومات إلى إضافة 25 ألف غرفة سياحية جديدة وربما مثلها فى العام الجديد، لكن الأرقام أعلاه استوعبت الزيادة التى جرت ومضاعفتها تحتاج إلى مضاعفة القدرات على الأقل فى الغرف الفندقية الموزعة بين مدن مصر -خاصة القاهرة وشرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان والإسكندرية- فضلاً عن فنادق بحيرة ناصر والفنادق العائمة خاصة فى جنوب البلاد (الأقصر وأسوان)!

أما فى الصناعة فما جرى من إجراءات لتبسيط إصدار التراخيص كثيرة من التشريعات إلى اللوائح لكن تبقى العقلية البيروقراطية للموظف المصرى، خاصة فى درجات الإدارة الوسطى، تحتاج إلى حل.. والحلول تحتاج لمتابعتها فى المناطق الصناعية التى أسستها الدولة لتسليمها للمستثمرين.. فحتى اللحظة الاستثمار فى مجالى الخدمات والتجارة يتفوق على الاستثمار الصناعى.. الذى نريد تطويره والنهوض به لأنه وحده الذى سيوفر عملة أجنبية دائمة وهو وحده الذى سيضمن فرص عمل ثابتة.

طبعاً كلا الرقمين يحتاجان قراءة أوسع.. يكون فيها البلدان التى جاءت منها السياحة لنعرف كيف نطورها، والأهم نعرف المناطق التى تحتاج إلى العمل عليها بسبب انخفاض سائحيها كأمريكا الجنوبية مثلاً، وفى الصناعة كان الأمر يتطلب تناول الصناعات العشر الأولى لمعرفة ما تحتاجه لزيادتها خاصة أن بعضها يمكن مضاعفته فعلاً.

جهد كبير يبذل فى الملفين.. والأرقام اخترنا آخر أربع سنوات منها لتأكيد صعودها ولله الحمد.. لكننا نحتاج إلى المزيد والمزيد للوصول إلى الـ30 مليون سائح فى الأولى، وبالتالى نصل إلى الرقم الذى نتمناه فى العائد بـ40 مليار دولار بزيادة الليالى السياحية.. وفى الثانى نحتاج إلى الوصول لحلم الـ100 مليار دولار فى الصادرات السلعية وحدها!

وسنحققهما إن شاء الله.